أصبح مهاجم المنتخب الوطنى ونادى الاتحاد السكندرى محمد ناجى جدو - 62 عاماً- الحديث الأهم فى الوسط الرياضى فى مصر وأفريقيا بعد المستوى الرائع الذى قدمه مع المنتخب الوطنى فى أول ظهور رسمى له، ودخول أندية الأهلى والزمالك فى مفاوضات وصراع شديد على ضم اللاعب خلال فترة الانتقالات الشتوية. ويدين المنتخب المصرى بتأهله إلى الدور نصف النهائى فى النسخة السابعة والعشرين من نهائيات كأس الأمم الأفريقية بأنجولا، إلى مهاجم الاتحاد السكندرى الذى يعتبر ورقة رابحة عقد عليها مدرب الفراعنة حسن شحاتة آمالاً كبيرة فى حملته نحو إنجاز تاريخى يتمثل فى الظفر باللقب القارى للمرة الثالثة على التوالى، فبعدما سجل أحمد حسن هدف التعادل مع أسود الكاميرون نجح جدو فى إضافة الهدف الثانى قبل أن يضيف الصقر الهدف الثالث. جدو سجل مع الفراعنة 4 أهداف فى البطولة الأفريقية أمام نيجيريا وموزمبيق والكاميرون والجزائر بالرغم من أنه لم يشارك إلا فى خمس مباريات مع الفراعنة تصدر بها ترتيب هدافى البطولة. وأصبح اللاعب بمثابة الفأل الحسن الذى يريده حسن شحاتة فى كل مباراة، ففى كل مباراة يشترك فيها يسجل هدفا مهما للفريق المصرى. كانت بداية الحكاية لهذا اللاعب عندما أعلن المدير الفنى حسن شحاتة اسمه ضمن القائمة النهائية ولاقى هجوما شديدا خاصة فى ظل تفضيله له على أسماء نجوم كبيرة كعمرو زكى وأحمد حسام ميدو مما جعل الهجوم على شحاتة من كل صوب وحدب. ولكن شحاتة كسب الرهان على النجم السكندرى وأصبح هذا اللاعب المغمور أول من يسجل فى 4 مباريات دولية متتالية يشارك فيها أمام نيجيريا وموزمبيق والكاميرون وأخيراً فى مرمى الجزائر. وكانت البصمة الأغلى والأقوى عندما استغل خطأ جيرمى نيجيتاب ظهير الكاميرون عندما مرر الكرة قصيرة لكامينى حارس المرمى وينقض عليها جدو بخبث ومكر شديدين ويسدد الكرة بين قدمى الحارس معلناً هدفا فى الوقت الإضافى الأول والذى كان حاسماً ثم هدفه الرابع فى مرمى الخضر. ولد محمد ناجى إسماعيل جدو فى 3 أكتوبر 2891 وبدأ جدو مشواره الكروى بالدرجة الأولى مع فريق الاتحاد السكندرى فى موسم 5002/6002 وأصبح من العناصر الأساسية بتشكيلة المدير الفنى طلعت يوسف، وأصبح مرشحا بقوة لتمثيل المنتخب لكن إصابته فى الدورة الصيفية أمام إبردين الاسكتلندى فى 7002 ومن ثم التشخيص الخاطئ تسبب فى ابتعاده لفترة طويلة. وغاب جدو ل7 أشهر ومن ثم عاد وأصبح مستواه متذبذبا بشكل مخيف مما جعل مسيرته الكروية مهددة بالإضافة لما حدث لفريق الاتحاد من مروره بفترة سيئة للغاية وتأخره فى ترتيب الدورى العام. حتى جاء المدير الفنى البرازيلى كارلوس كابرال الذى أعاد الصلابة والأداء الجيد داخل أروقة النادى، ووضع ثقته بناجى جدو الذى أحرز هذا الموسم أربعة أهداف ووظفه فى عدة مراكز منها لاعب الوسط الأيمن وصانع الألعاب ورأس الحربة أيضاً. ويعتز جدو بهدفه فى مرمى النادى الأهلى بينما كان هدفه الأروع أمام بترول أسيوط الذى ضرب دفاع الفريق البترولى وراوغ الحارس وأودعها بالمرمى. ولكن أهدافه الدولية كانت بوابة النور لهذا السكندرى الذى بدأ فى مركز شباب حوش عيسى، ولفت نظر أحد المراسلين الذى نصح رئيس نادى دمنهور الذى تعاقد معه بمبلغ 5 آلاف جنيه ومن ثم تعاقد معه هشام التركى مسئول التعاقدات بنادى الاتحاد مقابل 053 ألف جنيه. ورغم تخوف طلعت يوسف وقتها من الاعتماد عليه خاصة بعد أن تورط عديد من المرات مع صفقات من أندية الدرجة الثانية، لكن جدو جعل طلعت يوسف يضع ثقته فيه ويعتبر مركز صانع الألعاب تحت رأسى الحربة الأفضل لتوظيف الموهوب ناجى جدو به. ولفت جدو الأنظار منذ مباراته الأولى فى الكأس القارية عندما دخل بديلاً لحسنى عبدربه، أفضل لاعب فى النسخة الأخيرة فى غانا، ونجح فى تسجيل الهدف الثالث الذى حسمت به مصر نتيجة مباراتها أمام نيجيريا 3/1 وكرر جدو الإنجاز ذاته فى مباراة المنتخب أمام موزمبيق عندما دخل مكان لاعب وسط الزمالك محمود عبدالرازق شيكابالا وسجل الهدف الثانى على طريقة اللاعبين الكبار مانحا منتخب بلاده بطاقة الدور ربع النهائى ثم أحرز الهدف الثالث له مع المنتخب فى لقاء الكاميرون ثم إحرازه للهدف الرابع أمام الجزائر. وكان ارتداء قميص المنتخب الوطنى هو المحطة الأهم فى تاريخ اللاعب الشاب، فكانت المشاركة الأولى له فى تجربة المنتخب الودية أمام مالى هى نقطة التحول فى مشواره، وبالفعل كان اللاعب أحد مفاجآت المعلم حسن شحاتة الذى وضع جدو على أول خطوة فى مشوار النجومية. أبوتريكة الجديد.. وصف لم يأت من فراغ فقد تشابهت أمور كثيرة بين محمد ناجى جدو لاعب المنتخب الوطنى الجديد المتألق مع المنتخب فى بطولة الأمم الأفريقية بأنجولا وبين محمد أبوتريكة نجم الكرة المصرية بلا منازع.. وأهم أمور التشابه أن كليهما لم يحصل على حقه من الشهرة والنجومية سوى فى سن كبيرة قاربت ال62 سنة. محمد ناجى جدو ابن البحيرة عشق كرة القدم منذ الصغر.. وجد ضالته فى نادى الاتحاد السكندرى.. يصنف داخل زعيم الثغر فئة ثانية من حيث التعامل المادى داخل النادى.. وسافر إلى أنجولا مع المنتخب وهو لاعب فئة ثانية داخل ناديه. ويراه البعض خليفة أبوتريكة داخل المنتخب الوطنى وقد يكون داخل الأهلى، حيث المفاوضات جارية الآن بين المهندس عدلى القيعى مدير التسويق بالأهلى ومحمد مصيلحى رئيس نادى الاتحاد.. يحصل فى الموسم داخل الاتحاد على 053 ألف جنيه وهو أقل من نصف المبلغ الذى يحصل عليه عدد كبير من لاعبى زعيم الثغر.. وعندما شعر مصيلحى الاتحاد أن اللاعب مظلوم مالياً رفع عقده السنوى من 053 ألف جنيه إلى 005 ألف ولم يشتك اللاعب أو يتذمر يوماً ما داخل الاتحاد، رغم أن هناك من هو أقل منه فى المستوى ويحصل على 009 ألف جنيه من نادى الاتحاد فى الموسم الواحد، ويراهن البعض على احترافه بالخارج عقب أنجولا مباشرة وقبل أن تصل إليه أيادى الأهلى والزمالك.؟