يورو 2008 - إسبانيا .. حينما تجتمع متناقضات شعب في فريق للكرة

مثلما جمعت إسبانيا سحر الشرق بالأناقة الأوروبية، ضمت بداخلها تناقضات عدة تبدأ بضم الأندلس عاصمة الدولة الإسلامية القديمة مع برشلونة موطن الكاتالونيين والقوطيين بكاتدرائيتهم الشهيرة ولا تنتهي بالأقاليم التي تتنافس فيما بينها وينتمي سكانها إليها أكثر من الانتماء إلى الوطن الأم.
حمل المنتخب الإسباني اختلافات شعبه داخل المستطيل الأخضر، وتستطيع مع بحث بسيط عن أخبار المنتخب الإسباني في السنوات الأخيرة أن تجد وقائع للاعبين رفضوا التصوير مع العلم الإسباني أو لم يبدوا حتى حماسا للانضمام إلى المنتخب من الأصل.
وربما تكون عبارة وردت في تقرير بثته وكالة رويترز للأنباء إبان كأس العالم 2006 معبرة بشدة عن حال المنتخب وإسبانيا بشكل عام، إذ قال التقرير: "من حسن الحظ أن إسبانيا لا تمتلك نشيدا وطنيا، وإلا كانت ستواجه صعوبة في إقناع اللاعبين جميعا بترديده".
وعلى الرغم من أن الإسبانيين يقدمون للعالم أحد أقوى بطولات الدوري على الإطلاق، ما يضعهم باستمرار ضمن قوائم المرشحين للفوز بكبرى البطولات العالمية، فإنهم لم يحسنوا استغلال هذه الميزة حتى الآن.
ولم يكفل الظهور شبه المستمر لإسبانيا في كأس العالم الوصول لمرتبه أفضل من المركز الرابع، حتى أنها خرجت من الدور الثاني في البطولة التي استضافتها بين جماهيرها عام 1982.
وحتى في كأس الأمم الأوروبية، لم يتمكن الإسبانيون من الفوز باللقب سوى مرة واحدة عام 1964 والفوز بالميدالية الفضية عام 1984.
ولاتزال نتائج إسبانيا في آخر بطولتين كبرتين وهما كأس الأمم الأوروبية 2004 وكأس العالم 2006 عالقة في الأذهان، وتجعل أشد المتفائلين لا يرشحها لانتزاع الذهب في النمسا وسويسرا.
وخرجت إسبانيا من الدور الأول في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة كما ودعت كأس العالم من دور ال16.
تكتيك الفريق
يحاول المدير الفني الإسباني لويس أراجونيس حل لغز فريقه هذا العام، الذي يضم نخبة من النجوم لكنه في الوقت نفسه يفشل في حصد الألقاب.
يملك المتادور نجمين في كل مركز، ما يجعل من العسير تصديق أن فريق يتصارع فيه سيسك فابريجاس وأندريس إنيستا وتشابي هيرنانديز وتشابي ألونسو على مقعد رئيسي في الفريق قد يخسر.
الخطة الإسبانية المعتادة تنفذ بتوزيع 4-2-2-1-1 لتعطي ديناميكية مميزة تضغط الخصم من الطرفين مع وجود عدد كاف في عمق الملعب لترجمة السيطرة إلى أهداف.

أراجونيس
تعتمد الطريقة على تحول أحد الارتكازين لصانع لعب، ويتم ذلك بالتبادل بينهما، كما يتم ذات الفكر مع رأس الحربة والمهاجم المتأخر.
يعيب تلك الطريقة أنها تظهر خط الدفاع مسطحاً بلا عمق دفاعي يجعل الفريق يقبل أهداف سهلة ومن دون عناء كبير.
حل شيخ المدربين تلك المعضلة بإضافة ارتكاز ثالث يصنع عمق دفاعي، بحيث يتفرغ الآخران للتغطية على الأطراف وصناعة اللعب.
وجاء الارتكاز الإضافي على حساب أحد الأجنحة، إذ أصبح الفريق يعتمد على جناح واحد حر يتنقل بين الجبهتين ويتحرك فرناندو توريس عكسه فيما يتقدمهما ديفيد بيا.
يؤخذ على الطريقة التي اتبعتها إسبانيا في كأس العالم عدم انسجام ثلاثي الارتكاز، علاوة على أن إسبانيا لم تحظ بمهاجمين وجناح في أعلى لياقة بدنية منذ فترة طويلة.
تاريخ الفريق
تشارك إسبانيا في البطولة للمرة الثامنة.
نجحت إسبانيا خلال مشاركاتها السبع الماضية في الفوز باللقب مرة واحدة في البطولة التي استضافتها عام 1964 على حساب الاتحاد السوفيتي.
وبعد غياب 16 عاماً، عادت للمشاركة في إيطاليا 1980 ولكنها ودعت البطولة من الدور الأول، وفي المشاركة الثالثة عام 1984 خسرت في النهائي أمام فرنسا.
وفي ألمانيا 1988، خرجت من الدور الأول في مجموعة ضمت ألمانيا وإيطاليا والدانمارك.
وكان الإسبانيون على موعد مع الخروج من دور الثمانية عام 1996 و2000، المرة الأولى بالهزيمة أمام إنجلترا بركلات الترجيح، والثانية بالخسارة أمام فرنسا بهدفين مقابل هدف.
وفي 2004 ودعت البطولة من الدور الأول بفارق الأهداف عن اليونان.
نجم الفريق: فرناندو توريس