إذا أراد لاعبو كوت ديفوار اختيار شعار يخوضون في ظله كأس الأمم الإفريقية 2008، فربما تكون أغنية "الآن أو لا إلى الأبد" أو It is now or never لملك الروك إلفيس بريسلي هي الأكثر تعبيرا عن جيل قد لا يجتمع أفراده ثانية في بطولة كبرى. فالجيل الذهبي الحالي للمنتخب الإيفواري سيكمل عدد كبير من لاعبيه سن ال30 أو يتخطاه بحلول عام 2010 الذي تقام فيه بطولتي الأمم الإفريقية وكأس العالم، ما يعني أن نصف اللاعبين أو أكثر قد لا يكون له مكان في بلد تنمو فيها المواهب الكروية أسرع من نبات الكاكاو الذي تشتهر بزراعته. فبعد أن كان نجوم كوت ديفوار يعدون على أصابع اليد الواحدة، باتت الجماهير تحتاج إلى تدوين قائمة طويلة من أسمائهم حتى يتمكنوا من حصرهم، ولم يكتف اللاعب منهم في الظهور بقوة في المحافل الإفريقية مع منتخبه ولكنهم ارتقوا بمستواهم الشخصي ووصلوا لأكبر أندية العالمية. فمن خط الدفاع الذي يضم نجمي أرسنال الإنجليزي إيمانويل إيبوي وكولو توري، إلى خط الوسط الذي يحميه ارتكازي برشلونة الإسباني يايا توري وتوتنام ديديه زوكورا، وصولاً للهجوم الذي يقوده القناص ديديه دروجبا وزميله في تشيلسي الإنجليزي سالمون كالو والمخضرم أرونا ديندان. ويعتبر كثير من هؤلاء النجوم وزملائهم غانا 2008 فرصتهم الذهبية لوضع بصمته في التاريخ الإفريقي بعدما كانوا الجيل الأول الذي دافع عن ألوان كوت ديفوار في كأس العالم الماضية في ألمانيا. بدأت الثورة الكروية في كوت ديفوار حين تسلم المدرب الفرنسي هنري ميشيل مهمة تكوين الفريق فنياً، ووضع المدرب الفرنسي الأسبق بصماته التكتيكية والفردية على الفريق واللاعبين سريعاً ليخرج بقوة عظمى جديدة على مستوى القارة إلى العالم. وقدم الأفيال مفاجأة للجميع عندما تأهل على حساب مصر والكاميرون إلى كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، وهناك قدم أداء رائعاً، ليشدد متابعوه أنه ظلم حينما وضع في مجموعة صعبة أخرجته مبكراً من الدور الأول للمونديال العالمي، والتي ضمت كل من هولندا والأرجنتين وصربيا. وأثبت المنتخب الإفواري تفوقهم على أسود الكاميرون مجدداً، ليتأهلوا إلى لنهائي كأس الأمم التي أقيمت في مصر التي حمل الفراعنة كأسها بعدما هزموا منافسهم العنيد بركلات الترجيح. فحين وصل الأفيال مصر وضح التغيير الذي حدث في عقولهم من طريقة لعب والتي اتسمت بالجماعية والمغامرة من نجوم لا يعرفون سوى البحث عن الفوز حتى لو كان اللقاء وديا وإلى ثقة وثبات. ورغم رحيل ميشيل عن المنتخب الإيفواري عقب كأس العالم، فان النضج الذي وصل إليه اللاعبين سهل من مهمة الألماني يولي ستايليك، الذي قاد فريقه إلى غانا بسهولة واضحة، بعدما تصدر الأفيال مجموعتهم على حساب الجابون ومدغشقر.
دروجبا نجم الفريق: ديديه دروجبا ينظر في القارة الأوروبية إلى ديديه دروجبا على أنه أحد أبرز مهاجمي العالم، لما يتمتع به من قوة جسمانية هائلة تجعل من الصعب على أي مدافع التصدي لها. هذه القوة التي وصفها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بأنه "لم ير لها مثيلاً من قبل" أمّنت للاعب الأسمر القدرة على تحطيم دفاعات الفرق المنافسة لمرسيليا في الدوري الفرنسي وكأس الاتحاد الأوروبي، التي حل فيها مرسيليا ثانياً بفضل قدرات الهداف العملاق. ويحمل نجم تشيلسي الإنجليزي الأول على عاتقه مهمة قيادة منتخب بلاده لنصر يحمي له لقب أفضل لاعب في القارة السمراء، الذي خطفه من الهداف الكاميروني صامويل إيتو العام الماضي. ومنذ أن مثّل دروجبا الفريق اللندني بدأت مسيرة انتصارات النادي، ليحقق أحلام جماهير البلوز ويحمل فريقهم درع الدوري الإنجليزي بعد 50 عاماً من الغياب، وفي هذا العام عرف الجميع ما معنى أن تملك أداة حفر في شباك الخصوم بقوة دروجبا. وحافظ تشيلسي على لقبهم في العام التالي، لكنهم خسروه الموسم المنصرم، لكن دروجبا لم يخرج من البطولة منهزماً كفريقه، ليحقق لقب هداف البطولة في موسم شهد حرب شرسة على اللقب بينه وبين البرتغالي الشاب كريستيانو رونالدو جناح مانشستر يونايتد الطائر. وسيكون على دروجبا مواجهة العديد من رفاقه في الدوري الإنجليزي خلال البطولة الإفريقية، بداية باللقاء الحتمي مع النيجيري جون أوبي ميكيل، واحتمالات مواجهته للغاني مايكل إيسيان أو لنجم الكاميرون جيرمي نيجتاب. مدرب الفريق: جيرار جيلي وجد جيلي نفسه فجأة مسؤولا عن قيادة الأفيال في كأس الأمم، ليخلف المدير الفني الأساسي أولي شتيليكه بصورة مؤقتة أثناء البطولة. وجاء مرض نجل شتيليكه المفاجئ ليجبر المدرب الألماني على العودة إلى بلاده، ما دفع الاتحاد الإيفوار