قالوا إذا سيطرت على أفكار الخصم فلا تقلق بما سيصدر منه من أفعال.. من هنا كانت القضية الخاصة بالفكر وتشكيل الذهنية الإسلامية وعليه تدار رحى الحرب التي تشنها أميركا ألا وهي حرب الأفكار على وجه التحديد ذلك لأنهم قالوا إن الفكر هو الذي يشكل العالم وبدون فكر إسلامي حر وواضح الرؤى والمعالجات سنظل نراوح مكاننا. إذا لم تتغير آلية الفكر قال ابن رشد ان للأفكار أجنحة لا تحدها الحدود ولا تمنعها القيود. الفكر هام حيث قالوا:غير فكرك وستغير العالم.. ومنه برع الغرب في علم التخطيط قال (ألان اتكن) إن علم التخطيط هو جلب المستقبل إلى الحاضر.. وقال اينشتاين ان الفكر هو العنصر المشكل للإنسان وبتقاطع الأسباب الأولية مع الرغبات يكون الفعل الناتج، ولا شك أن لكلمة رغبات أثارها عند فرويد أيضا وكلاهما يهودي.. وقال شيكسبير إن الفكر يتميز بالحرية.. وكان الأشد غرابة هو ما قاله برتراند رسل: الفكر عظيم وسريع وحر انه ضوء العالم وانه المجد الأساسي للإنسان.... من هنا كانت لنا رؤية خاصة ألا وهي أي فكر للنهوض.. أن الإسلام الذي هو دين الحق هو الذي يحمل آلية النهوض والتغيير نحو الأفضل والى تحويل العالم إلى مدينة فاضلة.. أفضل مما أراده (أفلاطون) وعالجه (توماس مور ) وجون ملتن في الفردوس المفقود. ذلك لان الدين عند الله الإسلام قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (آل عمران : 19 ) وانه دين الحق .. (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة : 33 ) وقال ديكارت إن توقف العقل هو الموت.. هل توقف العقل لديك ذات يوم ..؟ اذكر أيام الجامعة أن عزمني صديق لي في أيام الاختبار بالسنة الرابعة على فطور.. وكانت (عربة) الفول على قارعة الطريق.. لم يكن مثلها في بين السرايات بالجيزة حيث سكن الاغتراب.. واتضح لي فيما بعد أن فول المطاعم يختلف عن فول (العربة) وثمة بون شاسع وهوة كبيرة لم تجسّر حتى اللحظة على ما يبدو.. كان البائع سمحا يتمتع بأريحية عجيبة.. ولا يساوم على ما يدفعه الآكلون.. او ربما ثمة اتفاق ضمني على السعر المبهم.. اللهم الا صديقي كان يعرف.. وتتبدى سماحة البائع.. كما لو كان يعلم إنهم مثله من طبقة الضعفاء فيرفض أن يكون قاسيا مع قسوة الأيام.. يرد بكلمات طيبة وبابتسامة تنفرج عن فم بلا أسنان.. كان على عربة الفول بجوار فوهة القدرة كم هائل من البصل وزجاجتين للزيت الحار(بذرة الكتان).. وبعض قرون الفلفل الأخضر.. كان طعم الفول رائع وخبز من القطع الكبير.. ما يعطيك المساحة أن تأكل بلا حرج.. كانت نوعية الفول رائعة.. يختلف عن الفول المعتاد وأشهى عندي من لحم الشواء وأصناف الكباب وتأكل بلا تحفظ.. وتقف مع الطيبين المصريين ممن خرجوا من بيتهم بلا فطور فكانت عربة الرجل الطيب.. هي الترانزيت قبل الذهاب إلى العمل.. وقال الخبراء أن السر في ذلك الفول الشهي هو طريقة صناعة الفول.. أو التدميس.. إلا انه على ما يبدو أن مثل تلك الوجبة لا تصلح إلا للجهد العضلي لا للتفعيل الذهني.. ولا لما قاله ليو ميننغ: دع أفكارك تتريض على شاطيء بحر متلاطم من الأفكار.. فلم تتريض افكاري يومها حول جدول أو حتى ترعة.. وان وضعية الفول.. مع البصل لها سياقها الخاص بالتمرغ على كوم قش في شمس الشتاء.. لا للبحث في قضايا ذهنية.. كان الامتحان قواعد ومقال ولقد انتهيت من القواعد وبقي المقال.. وكتابة وهندسة المقال بالنسبة لي متعة قبل أن يكون امتحانا آنذاك أو حرفة فيما بعد.. إلا انه على ما يبدو أن الفول الرائع قام بدوره سلبا على البنية العقلية.. أو ربما كان ثمة تفاعل بين الفول والزيت الحار والبصل.. في ذلك الثلاثي أو التوليفة الرائعة وكانت الطامة الكبرى.. أن العقل( تربس ).. وبدأت ابحث عن أن أفكار.. او حتى تحديد النقاط.. وما زلت ابحث وانبش عن أفكار في قاع الجمجمة.. كما قال البياتي حملوا العقل إلى المنفى وضربوا عليه الأسوار.. إلا أنني وجدت أن لا أمل.. ووضعت القلم وأسندت ظهري.. وسط تعجب من الزملاء.. واستسلمت للرسوب في المادة بعد جهد المحاولة.. إلا انه مع كلمات المراقب والعد التنازلي من ان لاخر.. بقي من الزمن نصف ساعة.. كان ثمة صراع جبري مع الزمن.. كان لابد ان يستحثني ويستفزني لتفعيل الذهن.. وصارت المسألة حياة او موت.. والاستعانة بالله.. وأخيرا فتح الله عليّ وتجاوزت الأزمة.. نعم ان توقف الذهن عن العمل هو الموت.. لقد اندهشت لما قاله الدلاي لاما.. أن الإنسان يمكن أن يعيش بلا دين أو تأمل ولكننا لا نستطيع أن نعيش بدون الحب البشري.. تلك نقطة رؤيتنا على النقيض وهي أن الإنسان لا يمكن أن يعيش بلا دين ذلك لان الدين وخاصة (الإسلام) هو الذي ينظم الحياة البشرية بأسرها.. بما فيها.. علاقات الحب البشري.. كان تنظيم الدين لعلاقة الإنسان نحو خالقة من حيث التوحيد والطاعة والإذعان والتسليم والسجود لله وحده دون سواه.. ومنها علاقة البشر بين بعضهم البعض سواء جيران في السكن او الشارع.. وإعطاء الطريق حقه.. وفقه المعاملات.. أو حتى تعامل الدول بين بعضها البعض.. وكان اغرب ما في الأمور أن ينحي العرب شريعة الله أو قانون السماء جانبا.. ويذعنوا لما يضعه الغرب من قوانين رغم أنوفهم سواء من ميثاق حقوق الإنسان وقوانين الأممالمتحدة.. التي لم تقم حقا ولم تدفع باطلا.. بل ويفرضها على دول المسلمين بعدما قطع الاخرين شأوا كبيرا في الظلم والقمع منها ما قرأناه في المقال الأخير لعبد الباري عطوان على القدس العربي: مقال بعنوان العرب وتصدير القمع عالميا.. أي أنهم باتوا يصدرون القمع عالميا.. بدلا من ان يكون النقيض.. وما كان هذا ليحدث إلا أن تخلت الأمة الإسلامية عن منظومة العدل في الإسلام الذي حرم فيه الظلم بين العباد.. عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة : 8 ) فالإسلام ينظم علاقة البشر مع الكون.. والمحيط الحياتي حتى مع الطبيعة والجماد: قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (جبل أحد يحبنا ونحبه وهو من جبال الجنة) انتهاء الى التعامل مع الحيوانات من حيث الرحمة بها كما قال المصطفى الكريم: لك في كل كبد رطبة اجر.. وان امرأة دخلت النار في هرة فلا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض وميزان الله هو ميزان رحمة.. فالنار كانت المحطة الأخيرة لهذه المرأة لأنها فقدت كل معدلات الرحمة بشكل مطلق.. وانتقلت إلى محطات الإجرام في حق مخلوق ضعيف.. فالقضية ليست في حجم القطة وقيمتها.. ولكن في مساحة الرحمة في ضمير المرأة.. القاسية القلب والوجدان.. ومن هنا دخلت أخرى الجنة وهي بغي في ان سقت كلبا.. وكل شيء بحساب.. ولو كان مثقال ذرة.. (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) (النساء : 40 ) (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (الزلزلة : 7 ) (وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة : 8 ) وكانت النقطة الأخرى إنني بالفعل لم اقرأ للأستاذ أنيس منصور منذ فترة طويله.. ولكنني وفي احد المكتبات وقعت على كتاب له: انتم الناس أيها الشعراء إلا أن ثمة أشياء استوقفتني. وبالرغم من انه وضع من قامة شاعرنا المتنبي وقال انه لم يصدق آلا في بيت شعر واحد من آلاف الأبيات التي قالها.. وهو البيت الذي قتل بسببه وهو ما يتناقض مع ما ساقته الكاتبة إنعام الجندي.. حيث قالت عن المتنبي في كتابها المتنبي والثورة.. في صفحة 204 وهي نهاية الكتاب.. ما يعنيني كذلك هو موقف المتنبي الأخير انه موقف بطولي يختار فيه البطل دون تردد أصعب الخيارات، أي الخيار الذي ينسجم مع خلقه الأصيل ويرفض ما يناقض مبدأ أو قولا صدر عنه معبرا عن موقف أساسي في الوجود كان المتنبي قادرا على الهرب.. ولكنه أبى ان يتراجع بل أقدم مختارا وهو يعرف أن المصير هو الموت وكأني بأبي الطيب استجمع كل ذاته وفضائله وتحدى بأصالته كل زيف وكل انتهاك لمعنى الخلق الثوري.. وتستطرد لقد بدأ حياته ثائرا وختمها ثائرا مات شهيد ما امن به وما حمل نفسه عليه وناضل من اجله طوال عمر لم يعرف فيه لذه إلا لذة الإيمان بالثورة وقضية أمته الكبرى.. على كل فرأي السيد أنيس لا يهم إنها وجهة نظر في شاعر له قامة كبيرة لن يؤثر فيها رأيي أو رأي السيد منصور، فهو في ذمة الله وذمة التاريخ.. ولكنني كم تمنيت أن يقول فيه شطر كلمة مما قاله في أستاذه لويس عوض.. إلا أن ما استفزني هو أن السيد منصور قد أشاد بالفلسفة الوجودية.. والأثر الذي تركه فيه لويس عوض وهو طالب فلسفة حينئذ فيقول: جاء لويس عوض ليحدثنا عن الأرض والبيوت والضباب والحقول والتراب والهباب والعضلات والأمراض والجوع والجنس والتمرد وكانت محاضرته عن تاريخ الرغيف في صناعة التاريخ وعن الدين الذي هو سياج اخترعه الأغنياء ليصدوا عنهم اللصوص الفقراء ومن الذي جعلهم لصوصا إنهم الأغنياء الذين سلبوهم الرغيف ثم تركوهم يموتون جوعا ولكنهم لن يموتوا إنهم يحطمون السور الوهمي والموت الوهمي ويقتلعون الضمير الخرافي – ويستطرد في نهاية الباب الذي تركه لويس عوض لم استطع ان امحوه ولا وجدت سببا لذلك.. وهذا اعتراف رسمي ان الرجل بالرغم من انه حفظ القرآن وهو صغير إلا أن لوثة الوجودية تركت أثارها في مخ عظام bone marrow لم يتخلص منها بعد.. التصور الإسلامي للتاريخ أن الإسلام يجيب على الأسئلة المصيرية.. ما ربك، وما دينك، ولأي شي خلقت.. ماهي الغاية والمصير.. وان الإنسان لم يخلق عبثا قال تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) (المؤمنون : 115 ) ومن هنا قال تعالى.. فتعالى الله الملك الحق في الاية التالية.. اجل تعالى الله علوا كبيرا عن العبثية.. وما كان خلق السماوات والأرض لعبا.. تعالى الله علوا كبيرا.. وسما مقامه. قال تعالى : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ) (الأنبياء : 16) ولم يحاصر الإسلام الفكر في الجمجمة، فالإسلام يحث على قدح زناد الفكر وتدبر الآيات وأعطي الإسلام الإجابات الوافيه من خلال ركب الأنبياء وانتهى الأمر إلى المصطفى الكريم.. وكان القرآن مهيمنا على ما سبق من الشرائع وعليه كان له كلمة الفصل في كل ما هو آت.. كان لنا أن نقول إننا لا شك في فترة الجامعة قرأنا لمفكرين غربيين وخاصة في دراسة الأدب الانجليزي.. كانت ثمة متعة ان تتعاطي مع فنون الفكر الغربي وتقرأ للرواية والمسرح الغربيين.. كان بعضنا معجب بروايات د ه لورنس أبناء وعشاق أو نساء في الحب.. شيء جميل أن نقرأ لجبران في مرحلة عمرية معينة.. او مسرح شيكسبير.. ولكن ثمة اختلاف ما بين القراء للمتعة وهي لها مرحلة عمرية معينة.. فالقراءة لدى ابن العشرين تختلف عن القراءة لدى ابن الخمسين.. وثمة اختلاف بين متعة القراءة.. وبين ما ترتكز عليه حركة الإنسان في الحياة. فالعقيدة أمر جد لا يحتمل الهزل.. ولهذا دخلت في سياق التضحية والفداء.. ارضاء لله.. ناهيك أن العقيدة تتعلق بحركة الإنسان في الحياة سواء في ذهابه إلى المسجد انتهاء إلى مشيته في ميدان القتال حيث قال المصطفى لأبي دجانه وهو عاصب الرأس عصابة الموت ويتبختر بين الصفوف: إنها مشية يبغضها الله ورسوله إلا في هذا الموضع.. نعم حينما يتعلق بالعقيدة فالأمر شيء آخر يا سيد منصور.. فالإسلام يتعلق بحركة الإنسان في الحياة والحب والعداء والولاء والبراء.. والكفاح والجهاد.. الإسلام يتعلق بمبدأ.. يعيش من اجله ويموت فداء له.. مما تعلمناه من المصطفى الكريم اننا بشكل قطعي لم نجد أروع من الموت في سبيل الله.. عموما القضية في الغرب.. لا تتخذ ضوءا من الهدي الرباني.. وعليه التصورات ضبابية لم تاخذ النضج الإسلامي.. فالشهاد التي هي بمعايير البشر موت.. الا انه احدى الحسنيين.. ولا مانع ان يقتل او يغلب.. (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء : 74 ) او ان خير ما آتى الله عباده الصالحين.. أن يراق دمك ويعقر فرسك.. كما جاء في الحديث.. لم يستطع أن يبت فيها بعد.. فيما يخص الحق والباطل بالرغم مما قاله أرسطو.. إن الدين فن ونظرية انه إعادة صياغة للإنسان فالإنسان خلق لم يكتمل.. إلا أننا ننظر للدين كوحي من السماء يعيد صياغة الإنسان على نحو راق.. من هنا قالها الغربيين إن عظمة الإسلام تتلخص في همجية الأسبان بعد خلو أرضهم من الإسلام.. وبالرغم من ذلك فالإسلام يجب ما قبله.. كونه المهيمن ولابد أن يهيمن القرآن على العالم.. ذلك هو المنطق الطبيعي بتصورات العدل.. وان يقوم الناس بالقسط (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد : 25 ) إلا أن وجه الغرابة.. ما قاله لينوكلن.. قام الراعي بإبعاد الذئب عن رقبة الخروف ومن هنا شكر الخروف الراعي كونه محررا بينما استنكر الذئب عمل الراعي كونه محطما للحرية.. ويستطرد لينوكلن بشكل واضح لا يتفق الخروف والذئب على تعريف كلمة الحرية وان الخلاف سائد الى اليوم ما بين الجنس البشري. لابد أن تكون الرؤية ضبابية لدى الغرب.. لأنه لا يحتكم إلى النور في فض النزاع.. ويتبع الأهواء.. وكان الفيصل في الأمر من حيثيات العدل.. والقرآن نور.. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً) (النساء : 174 ) من هنا يجب الاحتكام الى كتاب الله للتمييز بين الحق والباطل.. (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ) (الأنعام : 57 ) قال تعالى: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (ص : 26 ) الغرب ضل عن السبيل ونسي يوم الحساب.. يوم ان رأي الصرب.. يغتصبون نساء وبنات المسلمين ويذبحون الأطفال ولم يتحرك ضميره ولو للحظة واحدة.. بل منع تمرير أي قطعة سلاح وان كانت بدائية كي لا يزعجوا الزناة من الصرب.. ونسى العرب يوم الحساب يوم ان راو الجريمة في العراق ولم يتحرك لهم ضمير.. والعرب نسوا يوم الحساب ليس لمرة واحدة.. بل لخمسين عاما حتى تعفن الضمير.. وهم يرون المذابح التي يتعرض لها إخوانهم في فلسطين اجل.. العرب اتبعوا الهوى وضلوا عن سبيل الله نسوا يوم الحساب.. حينما يساوموا غزة اليوم إما الموت حصارا وإما ان تأكل من ثدييها.. أمه لا تعني شيء الا أنها صارت مطعونة الرجولة.. مصفوعة الكبرياء.. وما اسوأ صفع الكبرياء.. انه درجة ما دون الاخصاء.. كما قال نزار هكذا تخصى البطولات لدينا.. خلاصة القضية.. اننا تجاوزنا مرحلة السيد أنيس منصور الذي قال انه ما كان له أن يتخلي عن ارث لويس عوض.. فبالتالي شقي وأشقى.. قال تعالى : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) (طه : 123 ) واذا رجعنا إلى مقاله السيد أنيس منصور في كتابه صفحة 226 أن الدين اختراع الأغنياء وانه خرافة.. فهي قوله قديمه قالها نابليون أن الدين يمنع الفقراء من قتل الأغنياء وهي مقولة ماركس إن الدين أفيون الجماهير وقال أيضا هو زفرة المخلوق المضطهد وهو قلب في عالم بلا قلب وانه الرحمة لعالم بلا رحمة انه أفيون الشعوب وأضاف ماركس أن الدين هو عجز العقل البشري في التعامل مع الظروف التي لا يستطيع لها فهمها.. وكلمة الوهم قالها سيغموند فرويد إن الدين وهم يتخذ قوته الصادرة من الرغبات الحسية.. ومما لاشك فيه أن فرويد وماركس يهوديان ولم يختلف التصور عن جيدو كرشنامورتي أن كل الايدولوجيات تتسم بالخبل سواء أكانت دينية او سياسية لأنها تفكير خيالي وكلمة خيالي ينقسم عليها البشر.. لا يمكن للحياة ان تمضي بلا ركون إلى الله.. والاستعانة بالله.. فإبراهيم عليه السلام في بداية التفعيل الذهني في قضية البحث عن الله.. (فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) (الأنعام : 77 ).. (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ) (الأنعام : 78 ) ونلاحظ قوله (لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي). أما فيما يخص من جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم فهذا وضع آخر.. الإنسان بالرغم من إمكانياته المادية إلا انه يتسم بالضعف والافتقار الى الله.. تجاه الخالق الأعظم.. ومهما كان جبروت الإنسان إلا انه لا محالة صائر إلى لقاء ربه.. ولقاء الله حتم.. كما قال الشاعر: كل شباب او جديد الى البلى *** وكل امرؤ يوما الى الله صائر وقال تعالى : (أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ) (الشورى : 53 ) وربما كان القول الإلهي البليغ.. وهذا التصوير الرائع (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (النور : 39 ) أعمالهم كسراب.. وإذا جاءه لم يجده شيئا.. وكانت الطامة الكبرى ان فوجيء بأن وجد الله عنده فوفاه حسابه.. واذا كان التفسير المادي للتاريخ هو ما اقتنع به السيد منصور إلا أننا المسلمون لنا تصور آخر.. وهو نزول الوحي منذ الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى.. انتهاء إلى القرآن الكريم.. ان الدين ليس خرافة.. بل هو الحق.. (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة : 33 ) وما يقول ان الدين خرافة ليسا الا مضللين او متجاوزين للحقيقة.. او كمن يحاول سد وجه الشمس بغربال.. لا لشيء.. فإذا كانوا ينظرون إلى التاريخ بتفسير مادي.. أليس في الواقع الملموس والمحسوس بالحواس سببا للاقتناع.. ناهيك عن العقل.. الا انهم بالتالي يشككونا في قدراتهم العقلية.. وحواسهم الإدراكية... إن بطشات الملائكة ما زالت باقية على تضاريس الكون.. في الصدع الجغرافي بالبحر الميت خسفا بقوم لوط.. وفي الصدع الجغرافي ببحيرة قارون خسفا بقارون.. وما زالت بقايا سفينة نوح على جبل الجودي بتركيا وما وزالت بقايا ناقة صالح في دولة عمان.. حقائق نراها اليوم.. بالعين المجردة .. ولهذا كان يخاطب القرآن بالمثال الحي.. والجانب الملموس.. ان ينظروا في عاقبة الذين من قبلهم.. وان يسيروا في الأرض ليروا عاقبة المكذبين.. من بطش وهي مازلت كائنة.. (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (يوسف : 109 ) وكانت الايات واضحة ان يميزوا بأعينهم وبعقولهم وقلوبهم.. (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحج : 46 ) (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (الروم : 9 ) وما كانت أول ايه في القرآن.. (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2) وكانت الآية في الصفحة التالية من القرآن.. وكان التحدي واضح ان يأتوا بسورة من مثله (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة : 23 ) (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة : 24 ) في هذه الآية تركيز على نفي الإتيان بسورة من مثله سواء ب (لم ) في الماضي و(لن) للنفي في المستقبل أي تأبيد النفي بشكل مطلق.. وان يستعينوا على ذلك.. وفي حال إن لم يجدوا لذلك سبيل.. وهنا الفصل.. فليتقوا النار التي وقودها الناس و(الحجارة).. واعتقد أن مفردة (حجارة) ذكرت هنا توبيخا واستهزاء بهم او كونهم ك(حجارة) فنحن في حياتنا الدارجة حينما نريد ان نستهزيء بتلميذ بليد كنا نقول حجر من الطوب.. لا يحس وانتفت عنه آليات الإدراك.. إذن وعليه : فليتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة.. أعدت للكافرين .. قال تعالى: (وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) (طه : 81 ) ان الإنسان إذا طغى في أي مجال من مجالات الحياة يغضب الله عليه، وإذا غضب الله عليه فقد هوى، وأهلك نفسه وانتهى.... من هنا يتوجب المبادرة الى الاعمال الصالحة نظرا لما ا تخبِّئ الدنيا من مفاجآت هناك مفاجآت تخبئها الدنيا ولكن كلها سلبية. (هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا ...). قد تكون في ثراء، ثم يأتي بعد الثراء فقرٌ مدقع، قد تكون الأمور ميسَّرة فإذا بالأمور تصبح معسَّرة.. (هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا...)، غنى مع جهل يجعلك تطغى، فثعلبة حمامة المسجد حينما صار غنياً، وجاءه رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يطالبه بالزكاة قال له: قل لصاحبك ليس في الإسلام زكاة.!! لاحظ الجفاء في والغلظة في القول.. أهكذا ومرة واحدة يا سيد ثعلبة.. (هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا...)، قد يأتي المال ليهلك صاحبه، قد يأتي المال ليَحْمِلَ صاحبه على الكفر، (هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا... يفسد عليك حياتك.. أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) قالوا ان القانون وقتي والمبدأ خالد.. لذا تتميز شريعة الله بالاستمرارية والخلود.. GEORGE SANTAYANA: An ideal cannot wait for its realization to prove its validity. يقول جورج سنتيانا: "لا ينتظر المبدا من حيث تحقيقة ان يثبت صلاحيته".. الدين الإسلامي له القدرة على البقاء ولا يحتاج الى اثبات صلاحية.. لكم تمنيت من الأستاذ انيس منصور أن يتجه إلى الفكر الإسلامي.. بدلا من توجهات الفلسفة الوجودية.. وخاصة أنني كنت قرأت له انه حفظ القرآن وهو صغير.. فماله استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.. (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً) (طه : 99 ) (مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً) (طه : 100 ) وهنا الوزر هو العبء الثقيل يتلخص في وزر الضلال والإضلال وعبء الفساد والإفساد كل هذا الذي يحدث بسبب عدم حمل هذا الكتاب وعدم فهمه، لذلك فالقرآن غنىً لا فقر بعده، ولا غنىً دونه، وليس على وجه الأرض بعد - الجهاد في سبيل الله - عملٌ أجلُّ من أن تعرف كلام الله لتهتدي بهديه فتأتي يوم القيامة، وقد حققت الهدف من (وجودك).. وليس ما تشرب به القوم في سياق الفلسفة (الوجودية)..
هوامش - محاضرة للشيخ محمد راتب النابلسي .. HH the Dalai Lama:We can live without religion and meditation, but we cannot survive without human affection
Religion is what keeps the poor from murdering the rich. Napoleon Bonaparte ... Religion is not a conclusion of the reason. Lyman Abbott No religion can long continue to maintain its purity when the church becomes the subservient vassal of the state. Felix Adler Religion is one dimension of culture, a transcendent element of it. Francis Arinze A tyrant must put on the appearance of uncommon devotion to religion. Subjects are less apprehensive of illegal treatment from a ruler whom they consider god-fearing and pious. On the other hand, they do less easily move against him, believing that he has the gods on his side. Aristotle Religion is essentially the art and the theory of the remaking of man. Man is not a finished creation. Edmund Burke Religion is an illusion and it derives its strength from the fact that it falls in with our instinctual desires. Sigmund Freud We establish no religion in this country, nor will we ever. But we poison our society when we remove its theological underpinnings. We court corruption when we leave society devoid of belief. Jeff Miller Religion is the opium of the masses. Karl Marx The first requisite for the happiness of the people is the abolition of religion. Karl Marx Religion is the impotence of the human mind to deal with occurrences it cannot understand. Karl Marx Religion is the sigh of the oppressed creature, the heart of a heartless world, and the soul of soulless conditions. It is the opium of the people. Karl Marx All ideologies are idiotic, whether religious or political, for it is conceptual thinking, the conceptual word, which has so unfortunately divided man. ~ Jiddu Krishnamurti We are what we think. All that we are arises with our thoughts. With our thoughts, we make the world. ~ Buddha Abraham Lincoln (attributed):
The shepherd drives the wolf from the sheep's throat, for which the sheep thanks the shepherd as his liberator, while the wolf denounces him for the same act, as the destroyer of liberty. Plainly the sheep and the wolf are not agreed upon a definition of the word liberty; and precisely the same difference prevails today among human creatures. Thought is free. ~ William Shakespeare Thought is the organizing factor in man, intersected between the causal primary instincts and the resulting actions. Albert Einstein Let your thoughts meander towards a sea of ideas. Leo D. Minnigh Thought is the sculptor who can create the person you want to be. ~ Henry David Thoreau If a man empties his purse into his head, no man can take it away from him. An investment in knowledge always pays the best interest.” Benjamin Franklin Unless the investment in children is made, all of humanity's most fundamental long-term problems will remain fundamental long-term problems. Learning is the indispensable investment required for success in the 'information age' we are entering There is nothing so disastrous as a rational investment policy in an irrational world” John Maynard Keynes (English economist, journalist, and financier, 1883-1946) There is no finer investment for any community than putting milk into babies.” Winston Churchill (British Orator, Author and Prime Minister during World War II. 1874-1965) Thought is great and swift and free, the light of the world, the chief glory of man. Bertrand Russell Change your thoughts, and you change your world ~ Norman Vincent Peale Planning is bringing the future into the present so that you can do something about it now. Alan Lakein