فى رحلتى إلى حيث أعشق، صاحبة الجلالة أخبار اليوم، أمر على ترعة الإسماعيلية، تلك التى حفرت عام 1874 فى عهد الخديو إسماعيل وتمتد من نيل شبرا شمال القاهرة إلى الإسماعيلية ويتفرع منها فرعان للسويس وبور سعيد، مارة بالقليوبية والشرقية. تظل عيناى معلقة بصفحة مائها فى محاولة يومية لقياس ملئها بالماء ذاكرًا قول الله سبحانه وتعالى «وجعلنا من الماء كل شيء حى» حامدًا فضله الذى لم ينقطع ماؤه أو يقع غوره، يمتد نهر النيل وفروعه كشرايين الدم فى جسد مصر طولًا وعرضًا، ما جعل المصرى منذ الخليقة يعرف السكن والنماء وبناء حضارة تلو أخرى، لم يكن شعبًا رُحَّلًا بل زارعًا حارسًا لنهر النيل شريان الحياة. بالأمس جاء الإطمئنان فى المؤتمر الصحفى بين الرئيس السيسى والرئيس الأوغندى موسيفينى حين أوضح أن مصر لا تعارض أى تنمية للأشقاء فى دول حوض النيل مادامت لا تؤثر على حجم المياه التى تصل مصر، مشددًا أن «مصر ليس لديها موارد أخرى من المياه ولا تسقط عليها كميات كبيرة من الأمطار، ولو تخلينا عن هذا الجزء فهذا يعنى أننا نتخلى عن حياتنا». مؤكدًا رفض مصر للإجراءات الأحادية فى حوض النيل وأن من يعتقد أن مصر ستغض الطرف عن حقوقها المائية فهو مخطئ. يوم غنى عبد الوهاب «النيل نجاشى» لأمير الشعراء أحمد شوقى، غناها ابن البلد وسأل النيل ماجاشى؟ أصل لو حصل كده هنروح نجيبه، ابتسمت ووجهى صوب الترعة وقلت لنفسى: هو لم يبرح الأرض الطيبة التى حمل إليها من قبل رسولًا وروى بضفتيه مزارع ورجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه.