تعرف على أسعار اللحوم بكفر الشيخ الخميس 21 أغسطس 2025    وكيل "تضامن الأقصر" الجديد يتابع وحدة الشئون بالكرنك ويلتقى مسؤولى حياة كريمة    قيود جديدة على استخدام الموبايل فى المدارس الأمريكية تشمل 35 ولاية    حسام زكى: ندعم قرار لبنان حصر السلاح بيد الدولة وعلى الجميع وأد الفتنة    إلغاء انتخابات أندية بلدية المحلة والمنصورة والشمس والترسانة بعد تعديلات قانون الرياضة    ضبط 3 أطنان أحشاء حيوانية غير صالحة للاستهلاك الآدمى فى أوسيم.. صور    طقس شديد الحرارة غدا واضطراب الملاحة ونشاط رياح والعظمى بالقاهرة 36 درجة    المشدد 15 سنة لغفير خصوصى لاتهامه بخطف واستدراج طفلة والتعدى عليها بالقناطر    خالد الجندى ب"لعلهم يفقهون": الإسلام لا يقتصر على الأركان الخمسة فقط    حماس تعليقًا على عملية رام الله: سنواصل ضرب المحتل حتى تحرير الأرض والمقدسات    جامعة أسوان تختتم فاعليات الأسبوع الأول من مبادرة "كن مستعدًا"    البورصة تخسر 5 مليارات جنيه بختام تعاملات جلسة نهاية الأسبوع    جامعة الطفل تشارك في المعسكر الصيفي التاسع للمراهقين بالصين    تعيين الدكتورة هالة السعيد مستشارًا للجامعة الأمريكية بالقاهرة    معاون وزير السياحة يكشف تفاصيل استخراج الآثار من قلب بحر الإسكندرية.. فيديو    بدرية طلبة تواجه عقوبة الإيقاف أو الشطب بعد إحالتها لمجلس التأديب    أحمد سعد يتألق في مهرجان الشواطئ بالمغرب.. والجمهور يحتفل بعيد ميلاده    الجيش الروسي يحرر بلدة ألكسندر شولتينو في جمهورية دونيتسك الشعبية    رئيس قطاع المعاهد الأزهرية يتفقد "المشروع الصيفى للقرآن الكريم" بأسوان    المحافظ ونائب وزير الصحة يفتتحان جهاز تفتيت حصوات الكلى بمستشفى دمياط العام    وكيل صحة الإسماعيلية تفاجئ وحدة طب أسرة الشهيد خيرى وتحيل المقصرين للتحقيق    هبوط جماعي لمؤشرات البورصة في نهاية تعاملات الخميس    رئيس مركز القدس للدراسات: الحديث عن احتلال غزة جزء من مشروع "إسرائيل الكبرى"    وزير الثقافة يعلن محاور وأهداف المؤتمر الوطني «الإبداع في زمن الذكاء الاصطناعي»    جامعة أسيوط تعلن مواعيد الكشف الطبي للطلاب الجدد    مستخدمًا سلاح أبيض.. زوج ينهي حياة زوجته ويصيب ابنتهما في الدقهلية    «الصحة»: وفاة شخصين وإصابة 18 في حادث تصادم طريق «الإسكندرية - مطروح»    الزمالك يناشد رئيس الجمهورية بعد سحب ملكية أرض أكتوبر    بينها إسقاط الجنسية المصرية عن مواطنين.. رئيس الوزراء يصدر 4 قرارات جديدة اليوم    «الأرصاد» تحذر من حالة الطقس يومي السبت والأحد.. هل تعود الموجة الحارة؟    نائب وزير الصحة يبحث مع رئيس الأكاديمية العربية للنقل البحري سبل التعاون    كيفية صلاة التوبة وأفضل الأدعية بعدها    تقرير: تطور مفاجئ في مفاوضات تجديد عقد فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد    «غير من شخصية الأهلي».. شوبير يكشف موقف الخطيب من ريبيرو    في جولة مفاجئة.. عميد طب قصر العيني يطمئن على المرضى ويوجه بدعم الفرق الطبية    نائب وزير الصحة يشارك في ختام فعاليات المؤتمر العلمي الشامل لزراعة الأسنان بمستشفى العلمين    رفضه لجائزة ملتقى الرواية 2003 أظهر انقسامًا حادًا بين المثقفين والكتَّاب |السنوات الأولى فى حياة الأورفيلى المحتج    «انتصار حورس» يفتتح الدورة ال32 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي    الإسماعيلي يتقدم باحتجاج رسمي ضد طاقم تحكيم لقاء الاتحاد    إيفرتون يدرس التعاقد مع مدافع مانشستر سيتي    مديريات التعليم تنظم ندوات توعية لأولياء الأمور والطلاب حول البكالوريا    دار الإفتاء: سب الصحابة حرام ومن كبائر الذنوب وأفحش المحرمات    بداية عهد جديد للتنقل الذكي والمستدام چي پي أوتو تطلق رسميًا علامة "ديبال" في مصر    ألسن عين شمس تستعرض برامجها الجديدة بنظام الساعات المعتمدة    جودة غانم: بدء المرحلة الثالثة لتنسيق الجامعات الأسبوع المقبل    مدبولي: نتطلع لجذب صناعات السيارات وتوطين تكنولوجيا تحلية مياه البحر    الداخلية: تحرير 126 مخالفة للمحال المخالفة لقرار الغلق لترشيد استهلاك الكهرباء    هل يوجد زكاة على القرض من البنك؟.. أمين الفتوى يجيب    "الأمور صعبة".. الأهلي يصدم حسام حسن بشأن إمام عاشور    انخفاض الأسمنت.. أسعار مواد البناء اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    بعد بلاغ وزارة النقل.. البلشي: مواجهة الصحافة بالتقاضي تهديد لحرية تداول المعلومات    مواعيد مباريات اليوم الخميس 21 أغسطس والقنوات الناقلة    نتنياهو يرفض مقترح الهدنة ويصر على احتلال غزة بالكامل    أخبار مصر: اعترافات مثيرة ل"ابنة مبارك المزعومة"، معاقبة بدرية طلبة، ضبط بلوجر شهيرة بحوزتها مخدرات ودولارات، إعدام سفاح الإسماعيلية    توسيع الترسانة النووية.. رهان جديد ل زعيم كوريا الشمالية ردًا على مناورات واشنطن وسيول    إذاعة القرآن الكريم| من رفعت إلى نعينع.. أصوات صنعت وجدان المسلمين    رسميًا بعد الارتفاع الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الخميس 21 أغسطس 2025    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أدب المونديال - بين الشمس والظل (3).. سقوط كاسترو صار وشيكا وانهياره مسألة ساعات
نشر في في الجول يوم 07 - 06 - 2018

تعشق كرة القدم وانجرفت نحو مشاهدة المباريات بشراهة مُهملا القراءة ومطالعة الكلمات؛ أو أدمنت القراءة والإطلاع ليل نهار مفوتا على نفسك فرصة الاستمتاع بمشاهدة كرة القدم؟ لا مشكلة.
أدب كرة القدم يفتح جسرا آمنا بين الشاطئين، ويجعل كرة القدم مقروءة، والقراءة ملعوبة بوصفها لواحدة من أكثر الألعاب الجماعية شعبية على مستوى العالم.
FilGoal.com يقدم سلسلة "أدب المونديال"، ويقتبس أبرز الكلمات التي كُتبت عن كرة القدم، وفي هذا الحلقة ضيفنا سيكون كتاب "كرة القدم بين الشمس والظل" من تأليف الكاتب الأوروجوائي إدواردو جاليانو وترجمة صالح علماني.
مُتشبعا بأفكاره اليسارية ورؤيته الحالمة وشغف اللاتينيين بكرة القدم دوٌن جاليانو عن اللعبة بكلمات مبتكرة وأوصاف مبدعة تشرح الكثير والكثير وتضعك في الصورة كما لم يضعك أحدا من قبل. زاوية أخرى من الصورة ستراها كنت قد غفلت عنها.
"كرة القدم بين الشمس والظل" واحد من أشهر أدبيات كرة القدم وفيه يستعرض جاليانو نظرته إلى اللعبة كما لم ينظر أحد إليها، ويستفيض في وضع تصوراته عن الكرة وعناصرها كاللاعب والمدرب والحكم والجماهير والملاعب وغيرها من عوامل مؤثرة.
وكي لا يطول الحديث فقد اقتبسنا لكم بعضا من روايات الكاتب اليساري عن بطولات المونديال المختلفة، والتي استعرض جاليانو فيها تاريخ الكأس الذهبية منذ 1930 وحتى 1994.
_ _
طالع.. (بين الشمس والظل (1).. الكرة كراية أمة وقصص عن القوى الخفية)
يستعرض جاليانو قبل كل نسخة من البطولات المختلفة ما يشبه تأريخا لأبرز أحداث العالم في ذلك التوقيت لتتعايش مع مستجدات الأحداث والوقائع قبل كل بطولة كأنك في زمانها.
وبعد استعراض تاريخي موجز للبطولات من 1930 وحتى 1954 (بين الشمس والظل (2).. من سجن غاندي إلى حرب استقلال الجزائر) نستكمل معكم خمس نسخ تالية من البطولة.
مونديال 1958
"الولايات المتحدة تطلق قمرا فضائيا إلى أعالي السماء: القمر الصغير يدور حول الأرض، ويلتقي في طريقه بأقمار سبوتنيك السوفييتية ولا يحييها. وبينما القوتان العظميان تتنافسان في الفضاء الكوني، تبدأ على الأرض الحرب الأهلية في لبنان، وتلتهب الجزائر وتشعل فرنسا، فيرفع الجنرال ديجول متري قامته فوق اللهيب ويعد بالخلاص. وفي كوبا يخفق الإضراب العام الذي دعا إليه فيدل كاسترو ضد دكتاتورية باتيستا، ولكن إضرابا عاما آخر في فنزويلا يقلب دكتاتورية بيريث خيمينث.
وفي كولومبيا يبارك المحافظون والليبراليون تقاسمهما السلطة في انتخابات عامة، بعد عقد من حرب الإبادة المتبادلة، وبينما كان يجري استقبال ريتشارد نيكسون بالحجارة في جولته الأمريكية اللاتينية، ينشر خوسيه ماريا ارجويداس روايته الأنهار العميقة. وتظهر رواية المنطقة الأكثر شفافية لكارلوس فوينتس، وديوان أشعار الحب لإيديا فيلارينيرو.
في المجر يجري إعدام إيمري ناجي رميا بالرصاص مع عدد من متمردي عام 1956 الذين أرادوا الديمقراطية بدل البيروقراطية، وفي هاييتي يُقتل المتمردون الذين هاجموا القصر الذي كان يحكم منه البلاد بابا دوك دوفاليه محاطا بالسحرة والجلادين. ويصبح يوحنا الثالث عشر، أو يوحنا الطيب، بابا روما الجديد، ويحدد الأمير تشارلز على أنه ملك إنجلترا المستقبلي، وتصبح باربي هي ملكة الدمى.
ويستولي جو هافيلانج البرازيلي على تاج تجارة كرة القدم، أما في فن كرةالقدم فيظهر شاب عمره سبعة عشر عاما ويدعى بيليه ليتكرس ملكا للعالم. لقد جرى تكريس بيليه في السويد، خلال بطولة العالم السادسة. وقد شارك في تلك اثنا عشر فريقا أوروبيا وأربعة فرق أمريكية، ولم يكن هناك أي تمثيل لبقية أجزاء العالم.
وقد تمكن السويديون من مشاهدة المباريات في الملاعب وكذلك في بيوتهم إذ كانت تلك هي المرة الأولى التي تبث فيها مباريات كأس العالم في التلفزيون، مع أنها لم تصل في بث حي ومباشر إلا ضمن النطاق الوطني، أما بقية العالم فقد تلقاها فيما بعد.
وكانت تلك هي أول مرة أيضا فيها فريق كأس العالم يكسب وهو يلعب خارج قارته. ففي مونديال 1958، بدأ المنتخب منذ اللحظة التي البرازيلي بمستوى بين بين، ولكنه صار كاسحا منذ اللحظة التي تمرد فيها اللاعبون واستطاعوا أن يفرضوا على المدير الفني تشكيل الفريق حسب مشيئتهم.
وعندئذ تحول خمسة لاعبين احتياطيين إلى أساسيين. من بينهم بيليه، وكان مراهقا مغمورا وجارينشا الذي جاء بشهرة واسعة من البرازيل، وكان قد تألق كثيرا في المباريات التمهيدية، ولكنه استثني من اللعب في كأس العالم لأن الدراسات السيكولوجية شخصت إصابته بالضعف العقلي. هذان اللاعبان الأسمران الاحتياطيان للاعبين أبيضين تألقا في فريق النجوم الجديد، وتألق معهما أسمر ثالث مبهر هو ديدي الذي كان يرتب لهما السحر في المؤخرة.
لعب ونار: قالت جريدة وورلد سبورت الإنجليزية إنه كان لابد للمشاهدين من فرك عيونهم لكي يصدقوا أن ما يحدث هو أمر من هذا الكوكب. وفي مباراة نصف النهائي، ضد فريق فرنسا الذي يضم كوبا وفونتين، كسب البرازيليون 5/2 ثم 5/2 أخرى في المباراة النهائية ضد البلد المضيف.
كان قائد الفريق السويدي ليدهولم، وهو واحد من أنظف اللاعبين وأكثرهم وجاهة في تاريخ كرة القدم، قد سجل الهدف الأول في المباراة، ولكن فافا وبيليه وزاجالو أعادوا الأمور إلى نصابها بعد ذلك، أمام أنظار الملك جوستاف أدولف المذهولة. وكانت البرازيل هي البطل الذي لم يخسر أي مباراة في الدورة. ولدى انتهاء المباراة، أهدى اللاعبون الكرة إلى مشجعهم الأكثر حماسة، وهو المدلك الأسمر أميركو".
_ _
مونديال 1962
"منجمون هنود وملاويون يتنبؤون بنهاية العالم، ولكن العالم واصل دورانه، وبين دورة ودورة تولد منظمة باسم منظمة العفو الدولية، وتخطو الجزائر خطواتها الأولى في الحياة المستقلة بعد سبع سنوات من الحرب ضد فرنسا. وفي إسرائيل يشنقون المجرم النازي أدولف أيخمان. عمال المناجم في أستورياس يعلنون الإضراب، والبابا يوحنا يريد تغيير الكنيسة وإعادتها إلى الفقراء. تُصنع أول اسطوانات الحواسيب، وتُجرى أول العمليات بأشعة الليزر، وتفقد مارلين مونرو الرغبة في العيش.
بكم كان يباع صوت أحد البلدان عالميا؟ هاييتي باعت صوتها مقابل خمسة عشر مليون دولار وشق طريق وإقامة سد ومستشفى، وهكذا وفرت لمنظمة البلدان الأمريكية الأغلبية اللازمة من أجل طرد كوبا، النعجة السوداء في المنظمة الأمريكية. مصادر شديدة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو صار وشيكا، وأن انهياره هو مسألة ساعات فقط.
خمسة وسبعون طلب حظر تقدم إلى المحاكم الأمريكية ضد رواية مدار السرطان لهنري ميللر التي نشرت لأول مرة دون رقابة. لينوس باولينج الذي سيتلقى جائزة نوبل للمرة الثانية، كان يتمشى أمام البيت الأبيض حاملا لافتة احتجاج ضد التفجيرات النووية، بينما كان الملاكم بيني كيد باريت، الكوبي الزنجي يسقط صريعا تحت وقع الضربات، على حلبة ماديسون سكوار جاردن.
في ممفيس، يعلن ألفيس برستلي اعتزاله بعد أن باع ثلاثمئة مليون اسطوانة، ولكنه يندم على قراره على الفور. وفي لندن، ترفض شركة ديكا للاسطوانات تسجيل أغنيات لفريق من ذوي الشعور الطويلة يسمون أنفسهم البيتلز. ينشر كاربينتير رواية عصر الأنوار، وجيلمان ينشر جوتان، وعسكريو ألأرجنتين يقلبون نظام الرئيس فرونديزي، ويموت الرسام البرازيلي كانديدو بورتيناري.
تظهر القصص الأولى لجيمارايس روسا، والقصائد التي كتبها فينيسيوس دي مورايس من أجل أن يعيش حبا عظيما وفي أثناء ذلك كان لاعبو البرازيل يحطون في تشيلي، مستعدين لكسب بطولة العالم السابعة بكرة القدم في مواجهة خمسة بلدان أمريكية أخرى وعشرة بلدان أوربية.
في مونديال 1962 لم يحالف الحظ دي ستيفانو. كان سيلعب ضمن المنتخب الإسباني، بلده بالتبني. وكانت تلك هي فرصته الأخيرة بعد أن بلغ السادسة والثالثين من العمر. وعشية افتتاح البطولة أصيبت ركبته اليمنى، ولم تكن هناك طريقة لمشاركته. السهم الأشقر، كان أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، ولكنه لم يستطع المشاركة في أي مونديال.
وبيليه وهو نجم آخر في كل الأزمنة، لم يستطع المضي بعيدا في مونديال تشيلي: فقد أصيب منذ البدء بتمزق عضلي وبقي خارج اللعب. وهناك مسخ مقدس آخر في كرة القدم هو الروسي ياشين، حالفه سوء الحظ في مونديال تشيلي فقد أكل أفضل حارس مرمى في العالم أربعة أهداف في المواجهة مع كولومبيا، لأنه زاد العيار على ما يبدو بتناول المشروب الذي كانوا يضعونه له في صالة استبدال الملابس.
ربحت البرازيل المنافسة. دون وجود بيليه وتحت قيادة ديدي. وقد تألق آماريلدو في موقع بيليه الصعب، وفي المؤخرة كان دجالما سانتوس سورا منيعا وفي الهجوم كان جارينشا يهذي ويجعل الجميع يهذون. «من أي كوكب أتى جارينشا؟»، هكذا تساءلت صحيفة الميركوريو.
بينما كانت البرازيل تُخرج البلد المضيف من المنافسة كان التشيليون قد تغلبوا على إيطاليا في مباراة كانت أشبه بمعركة حربية، وكانوا قد تغلبوا كذلك على سويسرا وعلى الاتحاد السوفييتي. لقد هزموا الاسباجيتي والشيكولاتة والفودكا، ولكنهم غصوا بالقهوة: فقد فاز عليهم البرازيليون 2/4.
في المباراة النهائية تغلبت البرازيل على تشيكوسلوفاكيا 3/1 ،وكانت البطل الذي لم يخسر أي مباراة، مثلما حدث في مونديال 1958 .ولأول مرة أمكن مشاهدة المباراة النهائية مباشرة في التلفزيون في بث دولي، مع أنه كان بالأبيض والأسود ولم يصل إلا إلى عدد محدود من البلدان".
لمتابعة كل تقارير كأس العالم اضغط هنا
_ _
مونديال 1966
"العسكريون يغرقون إندونيسيا في حمام دم، نصف مليون قتيل، أو مليون، من يدري. ويبدأ الجنرال سوهارتو دكتاتوريته الطويلة باغتيال القلة المتبقية من الحمر والورديين، أو من الأحياء المشكوك فيهم. عسكريون آخرون ينقلبون على نيكروما، رئيس غينيا ونبي الوحدة الإفريقية، بينما زملاؤهم الأرجنتينيون يعزلون الرئيس إيليا بانقلاب عسكري.
وللمرة الأولى في التاريخ تحكم الهند امرأة هي أنديراغاندي. والطلاب يطيحون بالدكتاتورية العسكرية في الإكوادور.طيران الولايات المتحدة يقصف هانوي في هجمة جديدة، ولكن الرأي العام الأمريكي يزداد قناعة بأنه ما كان عليهم الدخول إلى فيتنام مطلقا ، وأنه ما كان عليهم أن يبقوا هناك، وأنه لا بد لهم من الخروج بأسرع ما يمكن. ترومان كابوت ينشر رواية بدم بارد.
وتظهر مئة عام من العزلة لجارسيا ماركيز، و(باراديس) لليثما ليما. يسقط القس كاميليو توريس صريعا في جبال كولومبيا، ويمتطي تشي جيفارا حصانه النحيل روسينانتي في أرياف بوليفيا، ويطلق ماو الثورة الثقافية في الصين. تسقط عدة قنابل ذرية على ساحل ألميرية الإسباني، ومع أنها لا تنفجر، إلا أنها تنشر الرعب والهلع. مصادر شديدة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو صار وشيكا، وأن انهياره مسألة ساعات.
في لندن، يمضغ هارولد ويلسون غليونه ويحتفل بفوزه في الانتخابات، الفتيات يخرجن بالميني جيب، كانابي ستريت يملي الموضة والجميع في العالم يدندنون أغنيات البيتلز، بينما يجري افتتاح بطولة العالم الثامنة بكرة القدم.
كان هذا هو مونديال جارنيشيا الأخير، وكان كذلك مونديال الوداع لحارس المرمى المكسيكي أنطونيو كارباخال، اللاعب الوحيد الذي شارك خمس مرات في المنافسة العالمية. شارك في البطولة ستة عشر فريقا عشرة فرق أوربية، وخمسة أمريكية، والحدث النادر: كوريا الشمالية.
والمذهل أن المنتخب الكوري أخرج إيطاليا من المنافسة بالهدف الذي سجله باك، وهو طبيب أسنان من مدينة بيونج يانج يشارك في لعب كرة القدم في أوقات فراغه.كان لاعبو المنتخب الإيطالي من وزن جياني ريفيرا وساندرو مازوال. وكان بيير باولو بازوليني يقول عنهم إنهم يلعبون كرة القدم في نثر جيد تتخلله أشعار لامعة، ولكن طبيب الأسنان أسكتهم.
لأول مرة جرى نقل البطولة كلها مباشرة بالأقمار الاصطناعية، وتمكن العالم بأسره أن يرى، بالأبيض والأسود، استعراض الحكام. ففي المونديال السابق كان الحكام الأوربيون قد حكموا في ست وعشرين مباراة، وفي هذا المونديال حكموا أربعا وعشرين مباراة من أصل اثنتين وثلاثين مباراة.
حكم ألماني أهدى إلى إنجلترا مباراتها ضد الأرجنتين، بينما أهدى حكم إنجليزي إلى ألمانيا مباراتها ضد الأوروجواي. ولم تكن البرازيل أوفر حظا فقد جرى اصطياد بيليه بالركلات دون عقاب في المباريتين مع بلغاريا والبرتغال، مما أخرجه من البطولة.
حضرت الملكة إيزابيل المباراة النهائية. لم تصرخ محيية أي هدف، ولكنها صفقت بوقار. جرت المباراة بين إنجلترا بوبي تشارلتون، رجل الهجمات والتسديدات المرهوبة، وألمانيا بيكينباور الذي كان قد بدأ مشواره الرياضي حديثا وكان يلعب بأناقة القفاز والبسطون. وكان أحدهم قد سرق كأس ريميه، ولكن كلبا يدعى بيكلز وجده ملقى في إحدى حدائق لندن.
وهكذا وصلت الغنيمة في الوقت المناسب إلى يدي المنتصر. لقد فازت إنجلترا 4/2 .واحتلت البرتغال الموقع الثالث، وجاء الاتحاد السوفييتي في الموقع الرابع. منحت الملكة إيزابيل لقبا نبيلا إلى آلف رامسي، المدير الفني للمنتخب الفائز، وتحول الكلب بيكلز إلى بطل قومي.
لقد سيطر على مونديال 1966 التكتيك الدفاعي. فكل الفرق كانت تمارس أسلوب القفل وتترك لاعبا مكنسة (قشاش - ليبرو) يكنس خط النهاية وراء المدافعين. ومع ذلك، فإن إيزيبيو الهداف الإفريقي في البرتغال، تمكن من اختراق أسوار دفاع الخصوم الصارمة تسع مرات. تلاه في قائمة الهدافين الألماني هالير بتسجيل ستة أهداف".
_ _
مونديال 1970
"في براج يموت جيري ترنكا، المعلم في سينما العرائس المتحركة، وفي لندن يموت بيرتراند راسل، بعد قرن من الحياة شديدة الحيوية تقريبا. وفي ماناجوا يستشهد الشاعر روجاما وهو في العشرين من عمره، خلال مواجهته منفردا لكتيبة من جيش دكتاتورية سوموزا. العالم يفقد موسيقاه: فقد تفكك فريق البيتلز."
وبسبب جرعة زائدة من النجاح، وجرعة زائدة من المخدرات يموت عازف الجيتار جيمي هيندريكس والمغنية جانيس جوبلين. إعصار يعيث خرابا في باكستان، وهزة أرضية تمحو خمس عشرة مدينة في جبال الأنديز البيروية.
وفي واشنطن لم يعد هناك من يؤمن بحرب فيتنام ولكن الحرب تتواصل، ويصل عدد القتلى إلى مليون شخص حسب أرقام البينتاجون، بينما الجنرالات الأمريكيون يهربون إلى الأمام بغزوهم أراضي كمبوديا سلفادور أليندي يبدأ حملته لرئاسة تشيلي، بعد ثلاث هزائم سابقة، ويعد بتقديم الحليب لكل الأطفال وبتأميم النحاس.
مصادر حسنة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو صار وشيكا وأنه سينهار خلال ساعات. يبدأ أول إضراب في تاريخ الفاتيكان، ففي روما يقاطع موظفو الأب المقدس أيديهم على صدورهم، بينما يحرك أرجلهم في المكسيك لاعبو ستة عشر بلدا وتبدأ البطولة العالمية التاسعة بكرة القدم.
شارك في البطولة تسعة فرق أوربية، وخمسة فرق أمريكية، وإسرائيل والمغرب. في مباراة الافتتاح رفع الحكم البطاقة الصفراء لأول مرة. والبطاقة الصفراء هي إشارة توبيخ، أما البطاقة الحمراء فهي إشارة طرد، ولم يكن استخدام البطاقات هو التجديد الوحيد في مونديال مكسيكو. بل بدأت الأنظمة تسمح باستبدال اثنين من اللاعبين في أثناء كل شوط. ولم يكن بالإمكان حتى ذلك الحين استبدال أحد سوى حارس المرمى في حال إصابته، ولم يكن من الصعب تقليص عدد الفريق الخصم بالركلات.
صور من كأس 1970 :صورة بيكينباور مربوط الذراع وهو يواصل اللعب حتى اللحظة الأخيرة. حماسة توستياو الذي كانت قد أجريت له عملية جراحية في عينه وقد صمد بثبات في كل المباريات. طيرانات بيليه في موندياله الأخير، فقد روى بورجنيتش، المدافع اإليطالي الذي كان يرصده: «قفزنا معا ولكنني حين رجعت إلى الأرض، رأيت أن بيليه ما زال يطفو في الأعلى».
أربعة أبطال للعالم تنافسوا في الدور قبل النهائي: البرازيل، إيطاليا، ألمانيا، أوروجواي. وقد احتلت ألمانيا الموقع الثالث، وأوروجواي الموقع الرابع. أما في المباراة النهائية فقد هزمت البرازيل إيطاليا 4/1 .وقد علقت الصحافة الإنجليزية: «يجب حظر مثل هذا اللعب الجميل بكرة القدم».
الهدف الأخير يُذكر مقترنا بالقدم: فقد مرت الكرة على جميع لاعبي البرازيل، ولمسها الأحد عشر لاعبا وقدمها بيليه أخيرا ودون أن ينظر، جاهزة على طبق لكي يشوطها كارلوس ألبيرتو الذي كان يندفع كالإعصار".
_ _
مونديال 1974
"الرئيس نيكسون كان محاصرا عند الحبال، وركبتاه ترتعشان، ومضروبا دون هوادة بسبب فضيحة التجسس في مبنى ووترجيت، بينما كان مسبار فضائي ينطلق نحو المشتري، وقضي في واشنطن بتبرئة ملازم الجيش الذي قتل مئة مدني فيتنامي، ذلك أنهم كانوا في نهاية المطاف مجرد مئة، ومدنيين، وفيتناميين.
يموت الروائيان ميجل آنخيل أستورياس وبار الكجيرفيست، والرسام دافيد ألفريدو سيكيروس. ويحتضر الجنرال بيرون الذي أثر بعمق في تاريخ الأرجنتين. ويموت دوك ايليتجتون، ملك الجاز. وتقع ابنة ملك الصحافة باتريشيا هارست في حب خاطفيها، وتشهر بأبيها وتنعته بأنه خنزير برجوازي، وتبدأ السطو على البنوك.
مصادر حسنة الإطلاع في ميامي تعلن أن سقوط فيدل كاسترو صار وشيكاوأن انهياره مسألة ساعات. في اليونان تسقط الدكتاتورية، وتسقط الدكتاتورية كذلك في البرتغال، حيث تنطلق ثورة القرنفل على إيقاع أغنية (جرانولا سمراء جميلة). دكتاتورية أغوسطو بينوشيت تترسخ في تشيلي، وفي إسبانيا يجري إدخال فرانثيسكو فرانكو إلى مستشفى فرانثيسكو فرانكو مريضا بداء السلطة وتراكم السنين.
الإيطاليون يصوتون في استفتاء تاريخي لإقرار الطلاق الذي بدا لهم أفضل من الخنجر والسم ومن الأساليب الأخرى التي تنصح بها التقاليد لحل الخلافات الزوجية. وفي تصويت آخر لا يقل تاريخية، يختار مسؤولو كرة القدم الدولية جو هافيلانج رئيسا للفيفا، وبينما كان هافيلانج يزيح في سويسرا ستانلي روس الشهير، بدأت في ألمانيا البطولية الدولية العاشرة بكرة القدم.
تم تدشين كأس جديد. وكان أقبح من كأس جول ريميه، ولكنه كان موضع منافسة بين تسعة فرق أوربية، وخمسة أمريكية إضافة إلى استراليا وزائير. وكان الاتحاد السوفييتي قد خرج في المرحلة السابقة. فخلال مباريات التصفية من أجل المونديال، رفض السوفييت أن يلعبوا في الاستاد الوطني في تشيلي، لأنه كان قد حُول قبل قليل من ذلك إلى معسكر اعتقال.
ومنصة إعدامات رميا بالرصاص. عندئذ خاض المنتخب التشيلي، في ذلك الاستاد، المباراة الأكثر إثارة للأسى في تاريخ كرة القدم: فقد لعب ضد لا أحد، وأدخل في المرمى الخاوي عدة أهداف كانت تقابل بالتصفيق من الجمهور. وبعد ذلك، لم تربح تشيلي في المونديال أية مباراة.
مفاجأة: اللاعبون الهولنديون سافروا إلى ألمانيا برفقة زوجاتهم أو خطيباتهم أو صديقاتهم، وأقاموا معهن. كانت تلك هي المرة الأولى التي يحدث فيها مثل ذلك. ومفاجأة أكبر: كانت أقدام الهولنديين مجنحة، وقد وصلوا إلى المباراة النهائية دون أن يخسروا أية مباراة، مع أربعة عشر هدفا لصالحهم وهدف واحد ضدهم، وقد أدخله أحدهم في مرماهم بسوء حظ محض.
كان مونديال 1974 يدور حول البرتقالة الآلية، الاختراع الصاعق الذي أبدعه كرويف ونيسكينس ورينسنبرينك وكرول وغيرهم من اللاعبين الذين يقودهم المدير الفني رينوس ميتشيل. في بداية المباراة النهائية تبادل كرويف الأعلام مع بيكينباور.
وحدثت المفاجأة الثالثة: القيصر وجماعته ألقوا ماءً باردا على الحفلة الهولندية. فماير الذي كان يقطع كل لعبة، ومولر الذي كان يُدخل كل لعبة، وبريتين الذي كان يحل كل مشكلة، تولوا إلقاء دلاء من الماء البارد على الفريق المفضل، وعلى العكس من كل النبوءات فاز الألمان 2/1 .لقد تكررت بذلك قصة عام 1954 في سويسرا، عندما فازت ألمانيا على الفريق المجري الظافر".
يُتبع
اقرأ أيضا
خبر في الجول – اتحاد جدة يرسل عرضا رسميا لضم معلول من الأهلي
ملف - تعرف أكثر على 32 منتخبا في كأس العالم
ألوان ومحاربون ومزارعون وطيور.. تعرف على ألقاب منتخبات كأس العالم
مصر.. "أفيون الشعوب" من هدايا الاحتلال إلى الوصول للمونديال
تصنيف فيفا - مصر تتقدم مركزا واحدا.. وأوروجواي ترتقي 3 مراكز قبل المونديال
قصص المونديال المنسية - دوارتي .. أو كيف توحد أمتين متصارعتين لأجل هدف واحد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.