كأي حدث في عالم "الساحرة المستديرة" ، يمر الزمن على نتيجة أي مباراة قمة بين الأهلي والزمالك حتى ينسى الجميع تفاصيلها وأحداثها ، وتتحول النتيجة إلى سجلات التاريخ ، إلا أن ذلك لا يمنع أن هناك بعض المباريات بكامل أحداثها وتوابعها تبقى في ذاكرة الجماهير. عندما حاولت البحث عن المباريات الخالدة في الأذهان ، وجدت الإجابة السريعة تقفز بدون أي تفكير ، فحاولت الاستفسار من بعض الأصدقاء فقد أكون مخطئا ، فوجدت نفس الإجابة بنفس السرعة "وهو في غير ماتش الستة"؟! ، ولم يختلف الرد ما بين أهلاوي أو زملكاوي. التاريخ كان الخميس 16 مايو 2002 - وهو تاريخ يحفظه الكثيرون ويحتفل به البعض - في ظروف كان الأهلي أفضل فيها قليلا ، وكان الزمالك يضم آنذاك نجوم كبار مثل حسام حسن وتوأمه إبراهيم إلى جانب وائل القباني وبشير التابعي في الدفاع وتامر عبد الحميد في الوسط وجمال حمزة وحازم إمام وعبد الحليم علي ووليد عبد اللطيف في خط الهجوم. بينما كان أبرز نجوم الأهلي في هذه المباراة هو خالد علي "بيبو" ورضا شحاتة وإبراهيم سعيد - قبل انتقاله للمعسكر الأبيض - وهم أصحاب الستة أهداف الحمراء ، إلى جانب سيد عبد الحفيظ وحسام غالي وأحمد بلال. وبالنسبة للجهازين الفنيين ، كان الألماني أوتو بفيستر هو المدير الفني للزمالك ، ودفع منصبه ثمنا للهزيمة ، بينما كان البرتغالي مانويل جوزيه هو المدير الفني للأهلي ، وكانت هذه المباراة أحد أهم أسباب "عشق" جمهور الأهلي له ، وأطلقت عليه لقب "الساحر البرتغالي" لأنه فعل ما لم يفعله أي مدرب آخر جاء للفريق الأحمر ، وهو أن ينهي الشوط الأول متقدما بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ، ثم يسعى لزيادة غلة فريقه من الأهداف وعدم التراجع للحفاظ على الفوز. حلقة أخرى شهيرة في مسلسل لقاءات القمة كانت من رأي بعض المشجعين القدامى أنها تعتبر الأهم على الإطلاق في تاريخ الناديين ، وهي المباراة التي انتهت لصالح الأهلي بالفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين في نهائي كأس مصر موسم 1977-1978 ، ووقتها كان الأهلي يعاني من إصابة نجمه محمود الخطيب "بيبو الأصلي" ، وبدأت المباراة وتقدم علي خليل بهدف للقافلة البيضاء ، ثم تعادل بعدها مصطفى عبده لفريقه ، قبل أن يحرز طه بصري هدف التقدم للزمالك مرة أخرى.
وظلت المباراة على هذا الحال حتى الدقيقة 75 من الشوط الثاني ، حتى دخل الخطيب إلى الملعب ، رغم أن الجميع كان متأكدا من عدم قدرته على المشاركة ، وظهر دوره الكبير على الفور ، فسجل هدف التعادل بعد نزوله مباشرة ، ليسيطر الأهلي على المباراة تماما ويضيف هدفين آخرين عن طريق جمال عبد الحميد وطاهر الشيخ. مباراة أخرى شهيرة شهدها كأس مصر أيضا كانت بين شباب "الشياطين الحمر" مع "عتاولة" الزمالك في دور الثمانية ، فاز خلالها الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدفين موسم 1984-1985 ، وهي المباراة التي يضرب بها المثل حتى وقتنا الحالي في "أخلاق ومبادئ" الأهلي بعد قرار صالح سليم وحسن حمدي بايقاف كل الفريق الأول بما يضمه من نجوم كبار أمثال الخطيب وعبده ومجدي عبد الغني ، والدفع بلاعبي فريق الشباب مثل حسام حس وطارق خليل في مواجهة نجوم الزمالك الكبار وعلى رأسهم فاروق جعفر. وتعد مباراة الدور الثاني للدوري الممتاز موسم 1964-1965 تعد أهم مباريات القمة في التاريخ ، ففي هذا اللقاء تقدم الأهلي بهدف عن طريق رفعت الفناجيلي حتى قبل النهاية بسبع دقائق ، وهنا ظهر "المارد" محمد يحيى "حمادة" إمام ليسجل هدفين ويقود فريقه للفوز ، وبدأ منذ تلك المباراة الهتاف الأبيض الشهير "بص .. شوف .. حمادة بيعمل إيه". حلقة بيضاء جديدة في مسلسل لقاءات القمة شهدها موسم 1985-1986 وكانت مباراة الدور الأول في الدوري الممتاز ، وتقدم الأهلي بهدفين نظيفين لزكريا ناصف ومحمود الخطيب ، وكان الأهلي مسيطرا تماما على المباراة وأهدر العديد من الفرص الخطيرة ، وتوقع البعض أن تنتهي المباراة بفوز "أحمر" عريض ، لكن حدثت المفاجأة في العشر دقائق الأخيرة ، بعدما سجل طارق يحيى ومحمد حلمي هدفين ، لتنتهي المباراة بالتعادل وسط سعادة بيضاء طاغية ، وحزن أحمر كبير. وكان لقاء الدور الثاني في الدوري موسم 2002-2003 أحد أهم اللقاءات التي جرت بين الفريقين ، وكان جمهور الأهلي يعتبرها مجرد مباراة "تحصيل حاصل" بسبب ثقته الشديدة في الفوز بالدوري بعد التقدم بفارق خمس نقاط على الزمالك ، لكن الزمالك قلب الموازين وفاز 3-1 بأهداف حسام حسن وعبد الحليم علي وجمال حمزة ، واقتنص الفريق الأبيض بطولة الدوري في ذلك الموسم بعدما خسر الأهلي في المرحلة الأخيرة أمام إنبي في أحد أشهر اللقاءات التي تحمل ذكرى "مفجعة" للجماهير الحمراء. وتحمل مباراة الدور الثاني موسم 1965-1966 ذكرى غير سعيدة ، إذ تقدم الزمالك بهدف نظي