المكان: غرفة خلع ملابس الفريق.. الزمن: بين شوطي مباراة البرازيلوفرنسا.. الحدث: منتخب فرنسا متقدم على البرازيل 2-0، وعلى بعد 45 دقيقة من إعلان الديوك أبطالا للعالم. إيميه جاكيه كان المدير الفني لمنتخب فرنسا.. كان يتحدث، أو يحاول أن يفعل ذلك.. فعليا لم يكن يملك ما يقوله، الفريق يسير بشكل جيد ولا يحتاج لتعديلات، فقط جاكيه كان يخشى أن يعود البرازيليون من بعيد، يخشى من سقطة نفسية للديوك. القائد قاطع مدربه.. ذهب ليليان تورام الذي كان يتحدث همسا مع زميله يوري دجوركاييف ونظر له نظرة تحمل معنى "لا تتحدث.. فقط استمع". ذهب القائد لزين الدين زيدان الذي كان مستلقيا على ظهره أرضا يحاول ألا يصاب بالهوس بعدما سجل هدفين في البرازيل.. ربط على رأسه الأصلع. نظر هذا القائد للجميع وقال: "سنكمل الطريق، لن نتوقف.. ليس الآن، أتسمعون، ليس الآن". -- حتى هذه اللحظة يتذكر لاعبو فرنسا الذين حملوا كأس العالم صوت هذا القائد جيدا، يعتبرونه الموسيقى التصويرية التي كانت مصاحبة للحظات صعبة، انتهت بأسعد لقطة في تاريخ الكرة الفرنسية، والفريق يرفع كأس العالم. هذا القائد هو ديدييه ديشان، الذي بعد 16 عاما، يتولى منصب المدي الفني لمنتخب فرنسا، ويحتاج لشحن همم بلاده بالطريقة نفسها. الديك المصاب منتخب فرنسا يستهل رحلة كأس العالم 2014 مع ديشان بمواجهة هندوراس، مباراة سهلة نسبيا، لكن سجل الديوك في السنوات الأخيرة يجعل الفريق يحتاج إلى صوت ديشان من جديد. الفريق ودع مونديال 2002 من دوره الأول، سقط في 2010 بفضيحة وتشاجر لاعبوه لدرجة انهيار الروح الفرنسية. الديك الفرنسي يفتقد لأهم نجومه فرانك ريبري، الذي أصيب قبيل انطلاق البطولة.. كريم بنزيمة وأوليفر جيرو وبول بوجبا وماتيودي عليهم مسؤولية كبيرة، لكنهم بلا خبرات. " لن نتوقف.. ليس الآن، أتسمعون، ليس الآن".. هذه الكلمات قادرة على شفاء الديك الفرنسي، ومنح شباب فرنسا الخبرة المطلوبة للصياح من جديد. أخبار الفريقين إصابة ريبري جعلت ديشان يتخلى عن قناعاته الخططية القديمة، مدرسة 4-5-1 التي ينتمي لها منذ كان طالبا لدى إيميه جاكيه تحتاج لتعديلات بسبب غياب ملهم الفريق. في المباريات الودية الأخيرة للديوك لجأ ديشان إلى استخدام مهاجمين، ثنائي أحده يتقدم والآخر يتحرك من خلفه. كريم بنزيمة سيكون صانع لعب فرنسا، ومن يعرف فرنسا يعرف أهمية صانع اللعب.. الفريق لا يفوز بدون زيدان أو بلاتيني، هذه إحصائية حقيقية.. في اليورو فرنسا لم تفز منذ ظهر بلاتيني إلا مرة واحدة في غياب صانع ألعاب بقدر ميشيل، وزيدان. تصريحات المباراة ديشان: "لا أحتاج من بنزيمة أن يتغير، علي أن أشجعه فقط على الاستمرار، أن أجعله يلعب وهو هادئ، وحين يكون هادئا سيفعل ما نحتاجه، لأنه يملك القدرات اللازمة لذلك". الثغرة يملك منتخب فرنسا ماتيودي، يوان كاباي، وبول بوجبا.. ثلاثي يلعب كارتكاز متقدم في أنديته. كل من هؤلاء يلعب بحرية ويندفع للمشاركة في الهجوم مع فريقه، ماتيودي مع سان جيرمان، كاباي في الفريق نفسه محميان بتياجو موتا الإيطالي صاحب الأصول البرازيلة، وبوجبا مع يوفنتوس مدعوما بأندريا بيرلو وأرتورو فيدال. اليوم على واحد منهم أن يتحمل أعباء رفيقيه، أن يتراجع ويلعب متأخرا، أن يتحلى بالخبرة الخططية اللازمة والنضج المطلوب حتى لا تظهر ثغرات في الدفاع الفرنسي.