لو أن حكما مصريا هو الذي أدار مباراة القمة 94 ، ووقع في ربع الأخطاء التي وقع فيها الحكم التركي ، لما كتب لهذه المباراة الانتهاء بسلام ، لكن رغم الأخطاء القاتلة للحكم المحظوظ في أن اخطائه لم تؤثر على استحقاقية النتيجة ، فإن أحدا لا يعرف أننا شربنا "مقلب تركي" أمر من القهوة التركية. مصطفى "بتاع الروبابيكيا" ، وهي الترجمة الحرفية للقبه شولجو ، هو أحد الحكام الدوليين المعروفين في تركيا ، لكنه ليس أفضلهم ، وليس حتى بين قائمة حكام الوسط ، بل هو أحد أسوأ الحكام الأتراك في السنوات الأخيرة ، وهذه ليست مجرد ادعاءات وإنما أرفقها بحقائق لا يعرفها أحد في مصر ، ولو كنت أعلم اسم الحكم قبل مجيئه لمصر ، لكنت عارضت بأعلى صوت. فشولجو سبق له وأن تعرض للإيقاف لمدة ستة أشهر بسبب الغاءه هدف صحيح تماما في إحدى مباريات اسطنبول سبور بالدوري التركي ، كما أنه معروف بضعف شخصيته وأنه لا يستطيع أن يمسك بزمام الأمور في المباريات القوية إذا ما أفلت منه ، وهذا ما رأيناه بأعيننا جيدا. بل والأغرب من ذلك أنه مشهود بركلات الجزاء "العجيبة" التي يخترعها ، وتلك المؤكدة التي لا يحتسبها ، حتى أن العديد من الصحف التركية طالبته بارتداء "بينوكولا" على عينيه ليستطيع إدارة المباريات الهامة بصورة أفضل. ومباراته الأخيرة في الدوري التركي التي جمعت بين ريز سبور وجينشلربيرليجي تؤكد ذلك ، فقد اعتدى بشير التابعي على يولا مهاجم جينشلر ، لكن شولجو قام بطرد المهاجم الغيني بغرابة شديدة وترك التابعي ، قبل أن يوقفه الاتحاد التركي بعد مشاهدة الواقعة في شريط المباراة بعد ذلك ، وقد حصل الحكم على أقل تقدير لذلك الأسبوع في التقييم الذي يجريه الاتحاد التركي لحكامه عقب نهاية كل أسبوع. صحيح أنه أدار مباراة القمة بين بشيكتاش وجالاتاسراي وأجاد في تلك المباراة ، وأدار مباراة القمة الإيرانية ، إلا أنه أدار في المقابل العديد والعديد من المباريات الهامة في تركيا وأثبت فشلا ذريعا في معظمها ، لكنه دائما ما يعود بسبب منصبه كرئيس هيئة مراقبي المباريات.
"لا أكتب هذا المقال لانتقاد الحكم ، فالجميع انتقدوه وأكثر ، لكني اتساءل ، لماذا لا نحصل دائما على الحكم الأول من الدول التي نطلب منها حكاما لإدارة مباريات القمة"؟ ولم يكتف الاتحاد التركي بإرسال لنا هذه "البلوة" ، وإنما أرسل معه اثنين من ناشئي مساعدي الحكم ، فواحد منهم يبلغ 29 عاما ، والآخر لم يتجاوز السادسة والعشرين .. بالذمة أليت مهزلة؟؟ إنني لا أنكر أن الكرة التركية تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة ، لكن التحكيم التركي لا وألف لا ، وأنا اتابع مباريات الدوري التركي والكرة التركية منذ سنوات وأعلم أن مشكلة تركيا الرئيسية في حكامها ، ولا أنسى العام الماضي عندما أعلن الحكم علي أيدن اعتزاله عقب مشاهدة في المنزل لمباراة بين بشيكتاش وجالاتاسراي احتسب خلالها ضربة جزاء "خرافية" لأحمد حسن وفاز به فريقه ، وقال أيدن آنذاك أنه إذا كان احتسب مثل تلك الركلات ، فإنه من الأفضل له أن يبقى في منزله. إنني لا أكتب هذا المقال لانتقاد الحكم ، فالجميع انتقدوه وأكثر ، وأعتقد أن هذا الرجل إذا دخل الجنة فسيكون بفضل الحسنات التي نالها من جماهير الفريق مساء أمس. لكني اتسائل ، لماذا لا نحصل دائما على الحكم الأول من الدول التي نطلب منها حكاما لإدارة مباريات القمة؟؟ أتذكر هنا مباراة الستة الشهيرة التي أدارها حكم إيطالي لم يكن من بين الثلاثة الأوائل في إيطاليا ، ثم القمة 92 التي انتهت 2-2 وأدارها حكم انجليزي لم يدر مباراة قمة في بلاده ، ثم الحكم التركي الأخير ، وغيرهم من الحكام غير المصنفين ضمن قائمة أفضل الحكام في بلادهم. كان من الممكن أن يرسل لنا الاتحاد التركي الحكم عصمت أرزومان أفضل الحكام في الفترة الأخيرة ، لكنه فضل إعطائه مباراة اكشباط سباط سبور مع مالاتياسبور يوم السبت بدلا من إرساله إلى مصر ، لأنه يعلم أنه يحتاجه بشدة في تلك المباراة ، على عكس شولجو الذي "ماصدق" الاتراك غيابه عن التحكيم في تركي هذا الأسبوع. أكلنا "المقلب التركي" وما حدث قد حدث ، لكن يجب علينا الاستفادة من الدرس التركي ، حتى لا يأتي يوما ونجد من يدير مباراة القمة حكما متميزا .. ولكن في كرة السلة!