يتجول في أرجاء ميدان التحرير، ويحمل لافتته الكبيرة التي كتب عليها بالإنجليزية والعربية: "يا مرسي ارحل. الشعب المصري لا يحبك. اذهب بعيدا أنت وجماعة الإخوان المسلمين".. هو مجدي إسكندر والد الشهيد مينا إسكندر الذي قتل يوم جمعة الغضب الأولى لثورة 25 يناير. مجدي إسكندر يعيش بعيدا عن منزله منذ 8 أبريل عام 2011، بعد أن وقف بجانب ضباط الجيش الذين تضامنوا مع الثوار في الميدان، ومنذ هذا التاريخ يستقر والد الشهيد في خيمته في الميدان، ولم يرجع إلى منزله الذي بناه منذ 45 عاما في منطقة الشرابية بالقاهرة. يقول مجدي الذي بلغ من العمر 66 عاما "أنا أعيش في التحرير منذ حوالي ما يقرب من عامين. لن أعود إلى منزلي حتى أستعيد حق ابني الشهيد وحتى تنجح الثورة ويسقط النظام". والد الشهيد نقل خيمته إلى رصيف مجلس الوزراء بجوار الميدان منذ يوم 15 سبتمبر 2012، لأن ضباط وعساكر الشرطة هناك يقومون بحمايته ورعايته، كا يقول. ولأنه انقطع عن عمله كفني تركبيات أطباق ستالايت، ولا يوجد مصدر للدخل يرتزق منه، يقول اسكندر"ربي يعولني، لأنه يعلم أني على حق. فأنا لست محتاج سوى الطعام الذي يجعلني استمر في الحياة، وهذا أسهل ما يمكن الحصول عليه في، ومفيش حد بينام جعان". مأساة اسكندر الحقيقة هي عدم اعتماد الدولة ابنه كأحد شهداء الثورة، ولكن الدولة اعتبرته أحد البلطجية الذين قتلوا أمام الأقسام التي اعتدوا عليها، فمينا قتل أمام قسم الشرابية أثناء مروره أمامه في طريق عودته من عمله يوم 28 يناير، كما أكد والد الشهيد ل"الوطن". إسكندر له 3 أبناء هم جرجس "مرشد سياحي" وكريمة "مدرسة لغة انجليزية" وجيهان " طبيبة صيدلية" ولكنهم جميعا قرروا الهجرة خارج مصر لشعورهم بالظلم ويأسهم من نجاح الثورة والعيش بحرية. بالرغم من سكون اسكندر في خيمته على الرصيف إلا أنه لم يفرط في حقه في الممارسة السياسية، فيوم السبت الماضي ذهب إلى لجنة الانتخابات وأدلى بصوته في الاستفتاء على الدستور، ويقول: "صوتت ب"لا" على الدستور رغم أني لم أقرأه، ولكني أرفض أي منتج يخرج من مطبخ الإخوان، فتوليهم الحكم هو السبب الأساسي الذي شعرت بعدها بذهاب دم ابني هدر". يجدد اسكندر نشاطه عندما يأتي المتظاهرون إلى الميدان، فيخرج لهم ويقضي معهم يومه، ثم يعود لخيمته بعد انتهاء فعاليات المليونيات، واليوم كان وجه والد الشهيد فرحا بعدما شارك المتظاهرين رفض الدستور الجديد والتنديد بالتزوير الحادث في المرحلة الاولى للاستفتاء عليه.