1500 شخص لم يُستدل عليهم منذ اندلاع ثورة يناير، وطوال هذه المدة -عام و5 أشهر- وأسرهم تبحث عنهم «حتى لو جثة، نعرف إنه مات وقلبنا يرتاح». كلمات أهالى المفقودين ودموعهم أثارت مجموعة من الشباب «رفقاء الميدان»، وهم فريق مكوّن من 6 أعضاء وسابعهم وثامنهم طالبان فى ثانوى، الميدان جزء من يومهما بعد انتهاء الدراسة، للمساهمة فى كل الفعاليات التى يشهدها الميدان، بدءاً من التظاهر وصولاً إلى «الخناقات». «المفقودون كانوا فى السجون من فترة طويلة مخطوفين من الجيش» تقول نرمين يسرى، منسقة حملة «هنلاقيهم»، باعتبارها معلومة مؤكدة، مصدر تأكيدها هم المسجونون أنفسهم: «أكثر من شخص خرج من السجن وكان محبوساً من غير سبب، اتخطف من الميدان أو من أى كمين شرطة عسكرية، وقال إن فيه كتير زيه داخل السجون». أغلب أهالى المفقودين قدموا بلاغات، لكن حالهم لم يكن أفضل من حال أهالى الشهداء والمصابين الذين لم يأخذوا حقوقهم حتى الآن -تؤكد نيرمين- الأهالى بيدوخوا فى اللف على الأقسام ومافيش حد عنده رد.. حالات كثيرة تعرضها نرمين مثل «محمد الشافعى إبراهيم اتّاخد من كمين فى يناير 2011، مجند أمن مركزى فى كمين بدهشور ومن وقتها مختفى، ومحمد صديق وده مختفى من يوم جمعة الغضب وكان تليفونه مغلق لحد يوم 8 فبراير، ويومها اتصل بوالدته وقال لها: يا أمى أنا محبوس، ثم أغلق التليفون حتى الآن». بالإضافة لحالات الاختطاف، دُفن مجموعة من الشهداء دون التعرف على هويتهم، لازم نعمل تحاليل «دى إن أيه» ونقارنها بتحاليل أهالى المفقودين، هما لو عرفوا إن أولادهم ماتوا ده أفضل من إنهم ما يعرفوش عنهم حاجة». لا تملك الحملة سوى «ضغط إعلامي» تحاول أن تمارسه لتوصيل معاناة أهالى المفقودين، لذا نشروا جرافيتى بأهدافهم على الحوائط والجدران، عسى أن يعرف أحدهم معلومة عن أحد المفقودين ويرشدهم إليه، الجرافيتى المكتوب بلون الدم حمل شعار «حملة للعثور على المفقودين أثناء الثورة». قالت نرمين: «الأحمر هو دم الشهدا اللى لسه بيسيل لحد دلوقتى يشاور لنا على اللى تاهوا فى الطريق».