شيع عشرات الآلاف من أتباع ومؤيدي جماعة العدل والإحسان الإسلامية المغربية، اليوم، جثمان مرشدهم العام، الشيخ عبد السلام ياسين، الذي توفي أمس، إثر تدهور حالته الصحية. وسارت جنازة الشيخ ياسين (84 عاما) - الذي ينحدر من قرية أمازيغية في جنوب المغرب ونشأ في مراكش - في موكب مهيب بشوارع الرباط يتبعها عشرات الآلاف من أتباع الجماعة بعد أن منعتهم السلطات من المرور بالشارع الرئيسي في العاصمة. ومن اللافت للنظر عدم وجود أي حضور رسمي في الجنازة، فيما قال مراقبون إنه دليل على عدم استعداد السلطات للتخلي عن خلافاتها مع الجماعة أو فتح صفحة جديدة معها. وقال منار السليمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط "هذا يبين أن الدولة قدمت إشارة سياسية بأنها ستتعامل مع الجماعة بنفس طريقة معاملتها لها في حياة عبد السلام ياسين هذه رسالة سياسية." وعن مستقبل الجماعة بعد وفاة ياسين، قال السليمي "من الصعب أن الجماعة تستمر بنفس الشكل الذي كانت فيه تحت زعامة عبد السلام ياسين." وأضاف "رغم أن الجماعة قوية تنظيميا لكن من الصعب أن تستمر بنفس الشكل." ولم يتضح من الذي سيخلف الشيخ ياسين، الذي سجن عدة مرات لمعارضته للملكية، ويتوقع محللون صراعا بشأن التوجه المستقبلي للجماعة. واشتهر الشيخ ياسين، الذي أسس الجماعة عام 1981، برسالة وجهها إلى العاهل المغربي الراحل، الحسن الثاني، بعنوان "الإسلام أو الطوفان" نصح فيها العاهل الراحل "بالتوبة إلى الله" وأن يختار الإسلام وإلا فسيكون الطوفان ويقصد التمرد والثورة، الأمر الذي دفع العاهل الراحل إلى إيداع الشيخ ياسين مستشفى الأمراض العقلية ووضعه بعد ذلك رهن الإقامة الجبرية.