أسعار الذهب اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    الاتصالات: الأكاديمية العسكرية توفر سبل الإقامة ل 30095 طالب بمبادرة الرواد الرقمين    أكثر من 30 إصابة في هجوم روسي بطائرات مسيرة على مدينة خاركيف شرق أوكرانيا    زيلينسكي يزور تركيا لإحياء مساعي السلام في أوكرانيا    ترامب يوجه رسالة خاصة ل كريستيانو رونالدو: أعتقد أن بارون يحترمني كوالده أكثر قليلا الآن    جامايكا وسورينام يكملان الملحق العالمي المؤهل لكأس العالم    غلق الطريق الصحراوى من بوابات الإسكندرية لوجود شبورة مائية تعيق الرؤية    خيرية أحمد، فاكهة السينما التي دخلت الفن لظروف أسرية وهذه قصة الرجل الوحيد في حياتها    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    الرئيس السيسي: البلد لو اتهدت مش هتقوم... ومحتاجين 50 تريليون جنيه لحل أزماتها    إسعاد يونس ومحمد إمام ومى عز الدين يوجهون رسائل دعم لتامر حسنى: الله يشفيك ويعافيك    ارتفاع أسعار الذهب في بداية تعاملات البورصة.. الأربعاء 19 نوفمبر    البيت الأبيض: اتفاقية المعادن مع السعودية مماثلة لما أبرمناه مع الشركاء التجاريين الآخرين    بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    حقيقة ظهور فيروس ماربورج في مصر وهل الوضع أمن؟ متحدث الصحة يكشف    شبانة: الأهلي أغلق باب العودة أمام كهربا نهائيًا    أوكرانيا تطالب روسيا بتعويضات مناخية بقيمة 43 مليار دولار في كوب 30    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    "النواب" و"الشيوخ" الأمريكي يصوتان لصالح الإفراج عن ملفات إبستين    شمال سيناء تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس النواب 2025    "الوطنية للانتخابات": إلغاء نتائج 19 دائرة سببه مخالفات جوهرية أثرت على إرادة الناخب    فرحات: رسائل السيسي ترسم ملامح برلمان مسؤول يدعم الدولة    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب سيارتي تريلا بصحراوي الأقصر    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    مصرع شاب وإصابة اثنين في انقلاب سيارتي تريلا بالأقصر    إحالة مخالفات جمعية منتجي الأرز والقمح للنيابة العامة.. وزير الزراعة يكشف حجم التجاوزات وخطة الإصلاح    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال مارسيل بروست التي استكشفت الزمن والذاكرة والهوية وطبيعة الإنسان    معرض «الأبد هو الآن» يضيء أهرامات الجيزة بليلة عالمية تجمع رموز الفن والثقافة    سويسرا تلحق بركب المتأهلين لكأس العالم 2026    الأحزاب تتوحد خلف شعار النزاهة والشفافية.. بيان رئاسي يهز المشهد الانتخابي    جميع المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026    شجار جماعي.. حادثة عنف بين جنود الجيش الإسرائيلي ووقوع إصابات    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    أسامة كمال: الجلوس دون تطوير لم يعد مقبولًا في زمن التكنولوجيا المتسارعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    عاجل مستشار التحول الرقمي: ليس كل التطبيقات آمنة وأحذر من استخدام تطبيقات الزواج الإلكترونية الأجنبية    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص في الطالبية    زيورخ السويسري يرد على المفاوضات مع لاعب الزمالك    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    طيران الإمارات يطلب 65 طائرة إضافية من بوينغ 777X بقيمة 38 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران 2025    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    هيئة الدواء: نعتزم ضخ 150 ألف عبوة من عقار الديجوكسين لعلاج أمراض القلب خلال الفترة المقبلة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    التنسيقية تنظم رابع صالون سياسي للتعريف ببرامج المرشحين بالمرحلة الثانية لانتخابات النواب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج    كيف يحدث هبوط سكر الدم دون الإصابة بمرض السكري؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى الرئيس وقيادة الجيش والمخابرات
نشر في الوطن يوم 21 - 11 - 2012

مرة أخرى، وليست أخيرة، تعود سيناء المصرية إلى واجهة الاهتمام الحكومى والشعبى هذه المرة ليس من أجل التحرير، وليس من أجل البحث عن استراتيجيات مثلى لتحديثها وتنميتها وتعزيز اندماجها الوطنى داخل البنيان المصرى، الذى يتمتع بقدرة هائلة على صهر مكوناته، وتجميع أشتاته، بصورة فريدة بين الأمم كافة، لكن للأسف الشديد، للخوف عليها من الضياع التام، بعد الأطروحات التى تتسرب وتتناسل وتتحدث عن احتمال أن تكون وطناً بديلاً لأهل غزة، فيتم بذلك تصفية القضية الفلسطينية، واقتطاع جزء عزيز من الأراضى المصرية، والرابح فى النهاية هو إسرائيل، التى ستذهب على الفور إلى إحالة الضفة الغربية إلى الأردن، مثلما كان قبل عام 1989، وهذه خيانة لمصر وفلسطين وكل العرب والمسلمين.
إن سيناء وأهلها يبقيان فى الذاكرة المصرية الحديثة، كما فى التاريخ، من الرموز الكبرى لمفردات الأمة المصرية والشعور الوطنى الفياض، خاصة أنها آخر نقطة تم تحريرها بعد أن ضحى المصريون بأرواحهم ودمائهم لاستردادها من الاحتلال الإسرائيلى، وهى العملية التى تمت باستعادة طابا فى 25 أبريل من عام 1982.
ولأن سيناء تبقى واحدة من المعابر الرئيسية إلى مصر، وتمثل بوابتها الشرقية التى طالما دافع عنها الجيش المصرى على مدار التاريخ، فإن وقوع عدد من الجرائم الإرهابية فى عدد من مناطق سيناء منذ أكتوبر 2004 وتحولها إلى بؤرة ملتهبة للتوتر لا سيما فى ظل الإرباك الذى أعقب ثورة يناير، ثم الحديت عن توطين فلسطينيين بها، يؤكد ضرورة إعادة النظر فى مجمل الأوضاع الإنسانية بكافة روافدها الاقتصادية والمعيشية والتنموية والاجتماعية والأمنية فى سيناء، والسعى لتجاوز المشكلات الكبرى التى حالت دون استكمال الجهود التنموية والعمرانية، والاندماج الثقافى والاجتماعى لأهل سيناء وأنصارهم داخل البنيان المصرى العام والخاص.
ورغم أن سيناء قد دخلت منذ وضع دستور 1923 فى تقسيم الدوائر الانتخابية من حيث الترشيح والانتخاب، ثم دخلت ضمن وحدات قانون الحكم المحلى فى عام 1960 وأصبحت محل اهتمام حكومة الثورة منذ عام 1952 وامتدت إليها جميع مظاهر سيادة الحكم، وبدأ يحدث الاندماج تدريجياً فى الوادى، إلا أن الاحتلال الإسرائيلى لسيناء فى عدوان يونيو 1967 قد أثر على هذا المسار، لتصبح سيناء «ساحة للحرب»، يقسمها الجيش من الناحية الفنية إلى منطقتين «صعبة» و«سهلة» وفق الاصطلاحات والتقاليد العسكرية.
وبعد انتصار أكتوبر 1973 وتوقيع اتفاق السلام مع إسرائيل، أصبحت «منطقة أمنية» بالدرجة الأولى، وعاث جهاز أمن الدولة فيها فساداً، وأدت ممارساته إلى انفصال شعورى بين أهل سيناء وإخوانهم فى الدلتا والصعيد، وهو وضع بائس وقاسٍ حلم ثوار يناير بأنه يغيروه تماماً.
وتطبيق هذا الحلم يحتم على مصر أن تبذل جهداً مكثفاً فى سبيل الوفاء بالالتزامات التنموية والوطنية حيال سيناء، ولاستكمال مسيرة تنميتها، التى بدأت بمشروعين عملاقين حققا تواصلها العضوى بالجسد المصرى، وهما نفق الشهيد أحمد حمدى فى الجنوب وكوبرى مبارك السلام فى الشمال.
بيد أنه بالنظر إلى الظروف الاقتصادية الصعبة بعد خروج مصر من أكثر من حرب مع إسرائيل وإعادة بناء الدولة ككل، فقد بقيت سيناء بعيدة بعض الشىء عن الرعاية الحكومية من حيث توفير الخدمات الكافية الصحية والتعليمية والمعيشية، كما طغى الاستثمار فى القطاع السياحى على كافة مجالات الاستثمار الأخرى الكامنة والممكنة فى سيناء.
والآن لم يعد تكريس الاهتمام الخاص بسيناء من باب الرفاهية أو العمل الثانوى، ولكنه بات اهتماماً وهمّاً أصيلاً لا بد أن ينطلق من حقيقة أكدها عالم الجغرافيا المصرى الكبير «جمال حمدان» وهى أن التعمير البشرى والعمرانى يمتزجان بمشاريع الدفاع وأن تخطيط تعمير سيناء القومى لا بد أن يكون لملء الفراغ، وهو الخطوة الأساسية نحو تمصيرها تمصيراً متيناً، وإلى الأبد.
وحقيقة فإن المدخل الملائم لوضع استراتيجية مثلى وشاملة لإعادة التفكير فى كيفية إعمار وتحديث وإدماج سيناء أرضاً وبشراً تقتضى الاعتراف بداية بأن ثمة مكامن خلل وقصور متعددة فى النظر إلى سيناء، ليس على المستوى الرسمى فقط بل أيضاً على مستوى النخب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأحزاب وسائر المؤسسات غير الرسمية. والأمثلة عديدة على ذلك فى كافة هذه المستويات، فكم من المثقفين يعرف بدقة تاريخ سيناء أو جغرافيتها أو ثرواتها أو تقاليد أهلها وتراثهم وثقافتهم أو قبائلهم؟ وكم هى مساحة الاهتمام الإعلامى بسيناء؟ وما مستوى وجودها على مستوى المؤسسات الاجتماعية والرياضية وغيرها؟
وعلى الجانب الاقتصادى تزداد نسبة البطالة بين شباب البدو لتصبح مرتفعة عما سواها فى أنحاء الجمهورية رغم أن غالبيتهم من المتعلمين، ولا يكاد يعرف كثيرون اليوم أن سيناء لم تعد فقط فلكلوراً وقضاءً عرفياً وأعشاباً طبية وملابس مطرزة من برقع وعقال ووشم وأشناف، إنما أيضاً هناك موظفون فى القطاعات الحكومية، وهناك جامعة خاصة نشأت على أراضيها، وفى المقابل هناك هموم ومشكلات يومية للمواطن السيناوى تحتاج إلى إلقاء الضوء عليها والسعى لإيجاد حلول لها.
إن سيناء اليوم، وأكثر من أى وقت مضى، بحاجة إلى حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الكامنة، كما أن مصر بحاجة إلى استثمار الموارد المتعددة المطمورة والكامنة والموجودة فى هذه الأرض الغالية، وبحاجة أكبر إلى تعميق الهوية المصرية والانتماء الوطنى ودمج سكان سيناء ضمن نسيج الأمة من خلال برنامج بعيد النظر يستجيب إلى حاجاتهم، ويحقق مشاركتهم الفاعلة. ولن يحدث ذلك الهدف السامى دون التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى والنخب الثقافية والإعلامية والعلمية.. إلخ.
من هنا لا بد للدولة من أن ترعى مؤتمراً علمياً، نتائجه وتوصياته تترجم إلى قرارات فوراً، يرمى إلى مناقشة استراتيجية وخطط عمل قابلة للتنفيذ بغية تحقيق كل الأهداف السابقة. ويجب أن يستعين القائمون على هذا المؤتمر المقترح بعدد من الخبراء والمتخصصين فى مختلف المجالات التى سوف يغطيها، والتى تدور أساساً حول سبل البحث عن سبل لإنقاذ سيناء ومنعها من الضياع، عبر آفاق جديدة لتحديث وتعمير سيناء وإدماج أهلها فى الأمة المصرية العريقة.
ولا بد من دعوة عدد من المواطنين السيناويين، من طلاب وباحثين وأدباء ومثقفين ووجهاء قبائل.. إلخ، فى خطوة عملية جديدة للتعرف على مشكلات سيناء وطرق علاجها من أهلها أنفسهم، وذلك إيماناً وحرصاً واجباً أو مفترضاً من الدولة على تفعيل المشاركة المجتمعية وإشراك المواطن العادى فى التعبير عن همومه والبحث عن حلول جادة لها.
أولاً: أهداف المؤتمر
1- البحث فى سبل إنقاذ سيناء من الضياع فى ظل تصاعد موجات الإرهاب بها، وفى ضوء ما يتسرب من معلومات، أو ما يستجد من هواجس، عن احتمال أن تكون سيناء أرضاً بديلة لفلسطينيى غزة.
2- كشف مكامن القصور والخلل فى معالجة أزمات سيناء المتلاحقة، خاصة على مستويات التحديث والتنمية والتعمير وتقديم الخدمات، كمقدمة أساسية لتقديم الحلول الناجعة لمشكلاتها.
3- تقديم رؤية تساعد على وضع حد لمشكلة الإرهاب فى سيناء، وتعزيز مشاركة أهلها فى إدارة شئونهم المحلية وتفعيل مشاركتهم السياسية وإسهامهم فى صنع القرار التنموى وتحملهم لأعباء الدفاع عن الوطن.
4- إعداد خطة لتحديث وتنمية سيناء، تساعد على حل المشكلات المعيشية لأهلها من جانب، وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية التى تذخر بها أراضيها من جانب آخر، على أن تراعى هذه الخطة حسابات التكلفة والعائد والتنسيق بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات المدنية والشعبية والمجتمع المحلى فى سيناء لتطبيق هذه الخطة، وتزويد المجتمع السيناوى بأدوات صياغة المشاريع التنموية وتنفيذها، وتدريب الكوادر التى تؤدى هذه المهمة على أكمل وجه.
5- إعداد استراتيجية مجتمعية تسهم فى تعزيز انصهار أهل سيناء فى كيان الأمة المصرية. ويقتضى ذلك التعريف بالإنسان المصرى فى سيناء وطبائع وتقاليد القبائل هناك، وحل العديد من المشكلات الاجتماعية العالقة، مثل تلك التى تتعلق بالجنسية والمواطنة، أو بتملك الأراضى، وإلغاء أى شعور بالتمييز لدى السكان المحليين، وإيجاد سبل مشروعة أمام أبناء سيناء للتعبير عن احتياجاتهم ومشكلاتهم الخاصة. كما تشمل هذه الاستراتيجية تعزيز التواصل والاعتماد الاقتصادى الاجتماعى المتبادل بين شطرى سيناء الشمالى والجنوبى، والنظر فى إمكانية تشييد مدن جديدة فى سيناء بين رفح وطابا ونقل الكثافة السكانية المكتظة فى الوادى والدلتا إلى سيناء.
6- وضع استراتيجية لتعزيز الاندماج الثقافى لأهل سيناء، تعنى أولاً بالتعريف بثقافتهم، والاعتراف بتقاليدهم، وتمويل مشاريع تعمل على حفظ الفلكلور بمختلف ألوانه وأشكاله. وتشمل هذا الاستراتيجية أيضاً إنشاء فروع للجامعات الحكومية والخاصة فى مناطق مختلفة بسيناء، وتعزيز التواصل بين طلاب الوادى والدلتا وطلاب سيناء لمعرفة الثقافات المتباينة والتعرف على أبناء الوطن عن قرب، واستعمال المجالات المتاحة أمامنا لتحقيق هذا الاندماج عبر المؤسسات البيروقراطية والتعليمية والجيش والمؤسسات الاقتصادية والأندية الرياضية والأنشطة الثقافية.
ثانياً: ملاحظات إجرائية
1- يجب أن يتم تحديد المشكلات الجوهرية التى تعانى منها سيناء بعد الإلمام بتقارير التنمية البشرية الخاصة بمحافظتى جنوب سيناء وشمالها والصادرة عن وزارتى التخطيط والتنمية المحلية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، وكذلك بعد متابعة أهم التقارير الدولية الخاصة بالتنمية البشرية والاجتماعية فى مصر، وكذلك متابعة الكثير من كتابات الباحثين والمحللين المصريين والبحوث والدراسات الصادرة عن بعض مراكز الأبحاث المصرية حول سيناء.
2- يتم اختيار الموضوعات التى سيغطيها هذا المؤتمر إضافة إلى القراءات السابقة بناءً على القيام ببعض الزيارات الميدانية إلى سيناء والتعرف على أبرز المشكلات التى يعانى منها سكانها، وكذلك على فرص الاستثمار والتنمية.
3- نظراً لأن الهدف الأساسى لهذا المؤتمر أن يقدم اقتراحات عملية وفق رؤية استراتيجية ترمى إلى تحقيق التنمية والتحديث فى سيناء، فيجب أن يشارك فيه باحثون وطلاب وكتاب وأدباء ومواطنون سيناويون وعدد من مسئولى الحكم المحلى فى محافظتى شمال وجنوب سيناء، للتعرف على آرائهم الخاصة بحل هذه المشكلات.
4- من الضرورى أن يؤخذ بعين الاعتبار تعدد المجالات التى سوف يشملها موضوع المؤتمر، وبالتالى ستتم الاستعانة بأهل الاختصاص، كل فى مجاله، حتى يمكن تغطية مختلف المحاور، على النحو الأفضل.
5- يجب أن تركز أوراق العمل المقدمة للمؤتمر على وضع خطة وإطار عمل متكاملين لمعالجة المشكلات المذكورة أعلاه، كل حسب اختصاصه، بحيث يخرج المؤتمر إجمالاً بمشروع متكامل للتنمية والتحديث فى سيناء وفق رؤى مختصين فى المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتكنولوجية.
6- عقب انتهاء أعمال المؤتمر يجب أن يتم إصدار كتاب يشمل أوراق العمل وأهم الآراء التى وردت فى التعقيبات والمناقشات، حتى يضحى موضوع المؤتمر ماثلاً أمام الرأى العام المصرى والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية بالدولة وقوى المجتمع المدنى والأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها.
7- هذا المؤتمر ليس حملة علاقات عامة، أو مناسبة للضجيج بلا طحن، وللقول بلا فعل، بل هو مقدمة واجبة لوضع مقترحات وتوصيات أمام متخذ القرار، يقوم هو بعد إمعان النظر فيها، وإشراك مؤسسات الدولة المعنية بسيناء وأمنها، بإصدار قرارات أو قوانين وتشريعات، ترمى إلى إنقاذ سيناء من الضياع.
ثالثاً: محاور العمل:
المحور الأول: تنمية سيناء وتحديثها
1- رأس المال البشرى فى سيناء وسبل توظيفه.
2- جغرافيا سيناء وطبوغرافيتها.. البنية الطبيعية لعملية التحديث والتنمية.
3- سيناء من التحرير إلى التعمير.. جهود التنمية ومعوقاتها.
4- أوجه القصور فى التعامل مع مختلف مشكلات سيناء.
5- سبل تعزيز الأنشطة السياحية فى سيناء.
6 خطة عملية للاستثمار الزراعى واستغلال الثروة النباتية والمائية فى سيناء.
7- خطة عملية للاستغلال الأمثل للثروة المعدنية فى سيناء.
8- سبل تعميق التصنيع فى سيناء.
9- تحديث سياسى فى سيناء لا يجور على الفضائل التقليدية.
10- التحديث الاجتماعى فى سيناء: سبل إيجاد شريحة وسيطة بين البدو والحضر.
المحور الثانى: تعزيز الاندماج الوطنى لأهل سيناء
1- نحو استراتيجية لتفعيل دور المجتمعات المحلية فى سيناء.
2- دور الدولة والأحزاب السياسية فى تفعيل المشاركة السياسية لأهل سيناء.
3- قوى المجتمع المدنى وتفعيل المشاركة المحلية لبدو سيناء.
4- استراتيجية لتعزيز التواصل والاعتماد المتبادل بين شمال سيناء وجنوبها.
5- استراتيجية لتعزيز التواصل المجتمعى بين سيناء وكل من الوادى والدلتا.
6- قضايا الجنسية والمواطنة وتملك الأراضى فى سيناء.
7- طرق عملية للتعرف على قبائل سيناء ونشر ثقافتهم وتراثهم الشعبى.
8- التعليم كمدخل أساسى لتعزيز اندماج سيناء الوطنى.
9- دور المؤسسات الثقافية فى تعزيز اندماج أهل سيناء.
10- دور وسائل الإعلام فى تعزيز اندماج أهل سيناء.
المحور الثالث: الأخطار المحدقة بسيناء
1- الغبن الاجتماعى كسبب للانفصال الشعورى عند أهل سيناء.
2- سيناء ك«وطن بديل» للتنظيمات الإرهابية.
3- سيناء كساحة لصراعات أجهزة المخابرات الإقليمية.
4- مطامع إسرائيل فى سيناء بين الخلفيات الدينية والمصالح الاستراتيجية.
5- قضية تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.. حقيقة أم وهم؟
وأخيراً هذه مقترحات أضعها أمام من يهمه الأمر، لا سيما الرئاسة وقيادة الجيش والمخابرات العامة والحربية، أردت بها أن أتجاوز مجرد نقد السائد وفضحه وتجريسه إلى المساهمة، قدر ما هو متاح لى وبحكم المسئولية الملقاة على عاتقى ككاتب وباحث، فى إشعال أى شمعة تضىء طريقنا إلى إنقاذ سيناء الحبيبة، وأتمنى أن يجد هذا، وكل ما يقدم من اقتراحات لا تقصد إلا وجه الله والوطن، آذاناً مصغية وعقولاً فهيمة وإرادة وطنية جادة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.