صوت آلات التنبيه تصدر من سيارات الأجرة والملاكي، الشمس عمودية على الطريق، وسط زحام القاهرة الذي لا ينتهي، خاصةً في الفترة الصباحية، سيارات أجرة وملاكي وقطارات مترو، جميعها ممتلئة بموظفين وعمال يسعون للذهاب إلى عملهم، في رحلة شاقة يقطعونها يوميًا، دون محاولة في اكتشاف حل لتلك الأزمة اليومية. مع مرور الوقت، تمكن عدد من الموظفين في اكتشاف وسيلة جديدة وغير منتشرة، للتغلب على التكدس المروري في شوارع القاهرة، بعيدًا عن خطوط المترو، التي لم تعد بديلًا لتفادي الزحام، وتوجهوا إلى المجرى المائي، حيث "تاكسي النيل". في منتصف كورنيش النيل بالمعادي، حيث نادي اليخت الذي به مقاهي على النيل مباشرة وممشى داخل النيل على جانبيه، عدد كبير من اليخوت، نهايته مرسى لتلك اليخوت والمراكب الصغيرة، ومن ضمنهم مركب تاكسي النيل، والذي أسسته إحدى الشركات الخاصة منذ عامين، وجاءت فكرته بسبب الخط الملاحي الذي تمتلكه مصر، ويربط كل محافظات مصر ببعضها، ولكنه غير مستغل بالقدر الكافي. "عندك خط ملاحي جاهز تقدر تستخدمه في نقل الركاب أو النقل بشكل عام"، هذا ما قاله جورج مجدي، المدير الإداري لمشروع "تاكسي النيل"، في تصريحات ل"الوطن"، لافتًا إلى أن "المشروع بدأ بثلاثة مراكب صغيرة، حتى وصل حاليًا إلى ستة مراكب بثلاثين مرسى، تستطيع حمل من 5 إلى 15 فردًا، وتبدأ الأسعار من 15 إلى 45 جنيه، حسب المسافة، فمن المعادي للزمالك ب15 جنيه، وهناك اشتراكات شهرية، ويتم خصم حوالي 20% للموظفين، و30% للطلاب، ولا يتعدى ذلك المشوار 20 دقيقة، بينما يأخذ حوالي ساعة بوسائل المواصلات البرية، وكل المراسي التي تمتلكها الشركة الآن هي خاصة غير تابعة للدولة". وبحسب "جورج"، فإن الموظفين القاطنين في المعادي وأشغالهم في الزمالك يستخدمون "تاكسي النيل" كوسيلة مواصلات، وبعض الأجانب يستخدمونه لنفس الغرض، وبعض العاملين بالسفارات القريبة من كورنيش النيل، إضافة إلى الرحلات النيلية، وهي حسب الطلب ولكنها غير ثابتة، فمواعيد العمل ب"تاكسي النيل" من الثامنة إلى التاسعة والنصف صباحًا، ومن الثالثة إلى الرابعة والنصف عصرًا، وهناك مواعيد مسائية تبدأ من الخامسة بعد العصر. "بمجرد معرفة الناس بالمشروع سيصبح أفضل وسيلة مواصلات للهروب من التكدسات المرورية، والوصول للمشاوير بأقل تكلفة وأسرع وقت".. هكذا يرى "جورج" تاكسي النيل، مشيرًا إلى أن الشركة جهزت المرسى بأمن الطرق، حيث الممشى الممهد، الذي يساعد الركاب للصعود والهبوط من المراكب، كما أنه مجهز بنظام إطفاء ذاتي، والمركب نفسه مزود بسائق معه رخصة نقل نهري، وخبرة في التعامل مع الطوارئ، إضافة إلى رخصة "الريس البحري"، الذي يفهم القواعد الملاحية جيدًا، وتوفير أطواق وسترة نجاة. وأكد أن الشركة ستمتلك مراسي خاصة لها من الدولة قريبًا، قائلًا: "بنكمل الإجراءات والتراخيص لاستكمال المشروع وتوسيعه لامتلاكهم لأكثر من 40 مرسى على الخط الملاحي"، منوهًا بأن خط تاكسي النيل يبدأ من حلوان إلى بعد منطقة الساحل في شبرا، ومن المقرر إنشاء خط بحري في قرى مارينا بالساحل الشمالي.