في صباح يوم الأربعاء الموافق 8 أبريل سنة 1970، ظهرت في الأجواء المصرية 5 طائرات من طراز "فانتوم"، تحمل العلم الإسرائيلي، لتلقي بقنابلها على مدرسة إبتدائية في بحر البقر، وتكون النتيجة مجرزة راح ضحيتها 30 طفلًا وأُصيب فيها 50 آخرين، في المدرسة التي تقع بمدينة الحسينية في محافظة الشرقية. دائمًا ما يفاجئ الكيان الصهيوني، المجتمع الدولي بتريراته لجرائمه التي يرتكبها، ففي تبجح واضح، أدعى المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلي وقتها، بحسب ما ذكرت صحيفة الأهرام في صدر صفحتها الأولى، أن الطائرات ضربت أهدافًا عسكرية، وأن الطيارين الإسرائيليين التزموا بالدقة في ضرب الأهداف العسكرية وحدها، وأن ما أثير عن قتل مدنيين سيتم التحقيق فيه. ظهر موشي ديان وقتها، وكان يشغل منصب وزير دفاع ليعلن للرأي العام الدولي، عبر إذاعة إسرائيلية، أن مدرسة بحر البقر هدف حربي واضح، والتلاميذ كانوا يرتدون الزي العسكري، ويتدربون على الأسلحة والقتال، وأن الجيش المصري يستخدم هذه المدرسة في العمليات الحربية، ويضع فيها الاطفال للتموية. فيما ظهرت أمريكا في صدر الموقف عندما وصفت وزارة خارجيتها الهجوم الإسرائيلي على مدرسة "بحر البقر" ب"الأنباء المفزعة"، وأضافت: "إذا تأكدت هذه الأنباء فإن هذا الحادث الأليم يعتبر عاقبة محزنة يؤسف لها من عواقب عدم الالتزام بقرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إطلاق النار".