يستطيع سامح حسين أن يرسم البهجة والابتسامة على وجهك بمجرد أن تراه.. إنه فنان أحبه الصغار قبل الكبار، لكن خلف خفة ظله تجده يخبئ حزنه، ويحاول جاهدا أن يخفى دموع الحزن فى عينيه، ويدارى الجرح الذى يغمر قلبه، فما أصعب أن ترسم الابتسامة على وجه من أمامك، وأنت تبكى من داخلك.. هذا هو الصراع الذى عايشه سامح حسين طوال الفترة الماضية التى كان يصور فيها فيلمه «30 فبراير». فى هذا الحوار يفتح سامح حسين، الإنسان والفنان، قلبه ل«الوطن» ويتحدث عن آخر أعماله. * ما السبب المفاجئ الذى دفعك لتصوير فيلم «30 فبراير» وعرضه فى عيد الأضحى؟ - فى البداية كنت أصور فيلم «كلبى دليلى» مع المنتج أحمد السبكى، وفى الوقت ذاته كان هناك عقد موقع مع شركة دولار لفيلم «30 فبراير»، وعندما قرر المنتج أحمد السبكى عدم عرض فيلم «كلبى دليلى» فى موسم عيد الأضحى، قررت شركة «دولار» البدء فى تصوير «30 فبراير» لطرحه فى العيد، بدلا من الانتظار إلى عيد الأضحى فى العام المقبل، خاصة أن «كلبى دليلى» سيُعرض فى موسم العيد، وهناك مسلسل سأقدمه فى رمضان المقبل، وفى هذه الحالة كان سيتم تأجيل «30 فبراير» إلى عيد الأضحى 2013. * وما توقعاتك لفيلمك فى هذا الموسم؟ - أراهن على نجاح الفيلم، ولدىّ أسبابى؛ فهو فيلم كوميدى عائلى، ليس فيه ابتذال، والكوميديا التى يحملها بها شياكة، وهو يحمل رسالة قوية، وأعتقد أن الجمهور سيُعجب بالفيلم. * هل اسم الفيلم له أى علاقة بالأحداث السياسية الراهنة؟ - الفيلم ليس له أى علاقة بأى أحداث سياسية، والقصة تدور حول شاب اسمه «نادر» يعتقد أنه مولود فى يوم 30 فبراير الذى لم يأت مطلقا، ويعتقد «نادر» أنه شاب منحوس وحظه سيئ، حتى يقابل فتاة تقلب له حياته، وتقول له إنه ليس هناك شىء اسمه حظ أو نحس، لكن هناك اجتهادا وتوفيقا من عند الله. * ما سر اللوك الذى ظهرت به؟ - هذا اللوك ليس له أى علاقة بأى فترة زمنية، كما اعتقد البعض، لكن له علاقة بحالة البطل نفسه، فهو شخص منطوٍ ووحيد، وليس له أصدقاء، ويرى أن كل ما يفعله خطأ، ولا يعرف أن يقوم بعمل شىء بنفسه، وكل هذا يظهر من خلال «اللوك» الذى ظهرت به فى الفيلم. * هذا العام كان بالنسبة لك من أسوأ الأعوام؛ حيث فقدت والدك وأخاك، وأنت فنان كوميدى، هل أثرت حالتك النفسية على عملك؟ - التأثير كان بداخلى، ولم أكن أرغب أن يظهر هذا الحزن أثناء تصوير الفيلم؛ فالجمهور ليس له أى ذنب فى حالة الحزن التى أمرُّ بها، خاصة أن الفيلم سيظل طوال العمر، فكنت بعد ما أنتهى من تصوير المشهد أعيش حالة الحزن التى لم تكن تخرج منى وقتها، لكن ما ساعدنى وهوّن على كثيرا هو أن الكوميديا فى الفيلم ليس كوميديا إيفيه، لكنها كوميديا موقف، والموقف نفسه لا أقول فيه كلمة تضحك الجمهور لكنه سيضحك من الموقف، وهذا ما ساعدنى وخفف علىّ الكثير أثناء التصوير؛ فهذا العام فقدت أقرب شخصين إلى قلبى، وهما والدى وأخى الذى توفى غرقا وكان ذراعى اليمنى، وهذا قضاء الله. * هل ترى أن حالة الحزن التى مررت بها نادرا ما تحدث؟ - أكبر دليل على الحالة التى مررت بها، وما زلت، هو أنه قلما يمر بها شخص فى حياته، فكيف يمكن أن يتعثر مسلسلى فى رمضان الماضى ولا يظهر إلى النور، ثم يتوفى والدى، ثم أخى، والمطلوب أن أخرج وأرسم الابتسامة على وجه المشاهد والجمهور؟ ومع ذلك يقدرنى الله على فعل هذا، ويكون كل همى هو كيف أجعل الناس تضحك والدمعة فى عينى والجرح فى قلبى، وإذا كان الله يكتب حسنة لمن يُضحك الناس، فأتمنى أن تكون لى حسنتان إذا استطعت أن أضحك الناس وأنا حزين، وأحمد الله الذى قدرنى ويقدر أى فنان كوميدى على أن يُضحك الناس وفى قلبه حزن دفين. * هل ترى أن موسم السينما فى منافسة؟ - فى الحقيقة المنافسة ليست فى بالى؛ فقد خضت من قبل ثلاث تجارب أمام يحيى الفخرانى ونور الشريف، وقت عرض «عبودة ماركة مسجلة»، و«اللص والكتاب» حصريا على إحدى القنوات الفضائية، وكانت تجربة مخيفة، لكن ما فى بالى هو الجمهور؛ فهدفى أن أكون فنانا محترما يقدم فنا راقيا، والجمهور يحبنى ويحترمنى، وليس هدفى أن أكون أفضل من أى فنان، فكل فنان له جمهوره الخاص به، والذى يذهب إلى السينما كى يشاهده، والمهم أن نُرضى الله ونبتعد عن الابتذال، وألا نؤذى عين أو أذن أحد، ونرتقى بأذواق المشاهدين، وأتمنى أن يعجب الفيلم الجمهور، فلكل مجتهد نصيب، وقد اجتهدت فى عملى والتوفيق من عند الله. * هذه هى البطولة الأولى المطلقة لك فى السينما، هل تشعر بالخوف؟ - أشعر بالخوف مثل أى عمل آخر، ليس لأنه أول بطولة مطلقة، حتى إن كان الفيلم رقم 20 فى حياتى سأشعر بالخوف، والخوف ليس من حسابات السوق، ولكن من رد فعل الجمهور، خاصة أننى أرى أن الفيلم يحمل رسالة قوية، وأتمنى أن أقدم أفلاما حتى إن شوهدت بعد ثلاثين عاما تظل رسالتها موجودة، والناس تمارسها فى حياتها، كما نرى فى أفلام إسماعيل ياسين، فعندما نشاهدها اليوم نشعر وكأننا نرى الفيلم للمرة الأولى ونضحك من قلوبنا. * كم الوقت المتبقى للانتهاء من تصوير فيلمك «كلبى دليلى»؟ - يتبقى أسبوع واحد على الانتهاء من تصوير الفيلم، ومن المقرر أن يُعرض فى موسم الصيف المقبل، وأيضا الفيلم يحمل رسالة قوية، هى أن الإنسان ليس بمظهره لكن بجوهره ومبادئه وقيمه. * ما قصة الفيلم؟ - الفيلم يدور حول ضابط شاب من الأرياف، ينتقل إلى «مارينا» فيصاب بأزمة حضارية لاختلاف حياة الناس هناك، ويقع فى غرام فتاة تحبه لذاته، وليس لأنه من شباب «مارينا». * هل بدأت التحضيرات العملية لمسلسلك فى رمضان؟ - هناك مسلسل سيكون إنتاجه ضخما ويضم مجموعة كبيرة من الأسماء اللامعة، وهو اجتماعى كوميدى، ويحمل أيضا رسالة مهمة، وسنبدأ تصويره إن شاء الله فى ديسمبر المقبل، وهو من تأليف محسن رزق، ولن أستطيع أن أقول أكثر من ذلك فى الوقت الحاضر.