مفارقة لطيفة كان يمكن أن تتحول إلى مأزق كبير فى افتتاح عروض برنامج «سينما الأطفال» فى الدورة ال11 لمهرجان دبى السينمائى، عندما انتهزت الفتاة التى تقدم فيلم «طائرات ورقية»، فرصة وجود بطل الفيلم سام وارثينجتون على خشبة المسرح، وطالبته بأن يُقدّم درساً عملياً لكيفية صنع الطائرة الورقية، كما فعل فى الفيلم الذى انتهى بتتويجه بطلاً للعالم فى اليابان، وكأن الفتاة لا تعرف الفارق بين الواقع والخيال، وبين قدرات الممثل التى قد تبدو خارقة على الشاشة، وإمكاناته الحقيقية التى ربما يفضحها الواقع! الأكثر طرافة أن الصبى نجح فى الخروج من «المطب»، وفى خطوات سريعة، وانسيابية ملحوظة، صنع طائرة ورقية من «بروشور» (ورقة دعاية) كانت بيديه، وجعلها تطير فوق الجمهور، الذى كان أغلبه من أطفال المدارس فى «دبى»، ودوّت القاعة بالتصفيق، وصيحات الاستحسان. كان اليوم الثالث للمهرجان قد شهد إعلان نتائج جائزة «آى دبليو سى»، التى تُمنح للمخرجين الخليجيين، وتبلغ قيمتها المالية 100 ألف دولار أمريكى، وتسلّمها المخرج عبدالله بوشهرى من النجمة إيميلى بلنت، عضو لجنة تحكيم المسابقة التى ضمّت فى عامها الثالث: عبدالحميد جمعة رئيس مهرجان دبى، مسعود أمر الله آل على المدير الفنى للمهرجان، جورج كيرن الرئيس التنفيذى لدار «آى دبليو سى شافهاوزن»، كارولين هوبر مدير الاتصالات التسويقية فى الدار الراعية عن منطقة الشرق الأوسط والهند، والمخرج والسيناريست مارك فورستر، كما تسلم «بوشهرى» ساعة منحوتاً عليها عبارة «فى حب السينما». وتدور فكرة مشروع السيناريو، الذى تقدّم به تحت عنوان «الماى»، حول موجة جفاف عارمة تضرب مدينة الكويت فى بدايات القرن الماضى قبل اكتشاف النفط، لكنها لا تمنع «محمد» صاحب الصوت الشجى الذى يصدح فى أزقة المدينة الجافة، من التعبير عن حبه للفتاة الجميلة «طيبة». وكانت ثلاثة مشاريع أفلام قد وصلت إلى القائمة النهائية للجائزة؛ من بينها: سيناريو فيلم «ساير الجنة» للمخرج الإماراتى سعيد سالمين المرى، وسيناريو فيلم «سمكة الرمال» للمخرجة والممثلة السعودية عهد كامل. فى سياق ليس ببعيد، تسبب الفيلم الجزائرى - الإماراتى «رانى ميت»، الذى ينافس مخرجه الجزائرى الشاب ياسين محمد بن الحاج على جوائز مسابقة «المهر الطويل»، فى إصابة الجمهور الذى شاهده بصدمة عنيفة، ليس فقط بسبب احتوائه على مشاهد عنف ودم، وإنما بسبب إفراط مخرجه فى التجريب، وكسر كل القواعد والأساليب الفنية المتعارَف عليها، وعلى رأسها طريقة السرد. غير أن هذا لم يمنع العدد القليل الذى انتظر حتى كلمة «النهاية» من الإشادة بجرأة المخرج، بينما تأرجح الفيلم الإماراتى «دلافين» من إنتاج وإخراج وليد الشحى، الذى افتتح عروض برنامج «ليالٍ عربية»، بين الدراما التقليدية والرغبة فى تقديم صورة فنية مغايرة. ولنا حديث عن الفيلمين فى مناسبة أخرى. فى أروقة المهرجان: ■ «لأسباب خارجة عن الإرادة» أجرى تغيير على جداول منتدى دبى السينمائى تم بمقتضاه إلغاء ندوة تمويل وتجهيز الأفلام، التى كان من المقرر عقدها ظهر أمس (السبت). ■ المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكى، والإعلامية ومقدمة البرامج ريا أبى راشد، والمخرج الإماراتى على مصطفى، والإعلامية ديالا مكى، النجمة فيرجينا مادسن، والنجم لى دانيالز رئيس لجنة تحكيم «المهر الطويل»، كانوا من بين حضور حفل توزيع جائزة «آى دبليو سى للمخرجين»، الذى أقيم فى فندق شهير بدبى، وتضمن فقرة غنائية أحياها المغنى العالمى ألوى بلاك. ■ فى قاعة الجوهرة بمدينة جميرا تم افتتاح «سوق دبى السينمائى»، الذى يُعد منصة لتجارة الأعمال السينمائية والتليفزيونية المنتجة حديثاً، ويتيح للمشترين الدوليين فرصة الاطلاع على أفضلها، ومنحهم فرصة التعرُّف على ما يقدّمه العالم العربى، وتسهيل وصوله إلى الأسواق العالمية.