سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء: تداعيات إغلاق السفارات «كارثة» على الاقتصاد المصرى «المهدى»: الإغلاق يُفقد العالم الثقة فى مناخ الاستثمار فى مصر.. و«فهمى»: يدفع المستثمرين المحليين للهرب إلى الخارج
قال عدد من الخبراء الاقتصاديين إن التهديدات التى تلقتها السفارات من جانب الجماعات الإرهابية، بشنّ عمليات إرهابية خلال رأس السنة، مؤشر كارثى، خصوصاً أنها تأتى قُبيل انعقاد مؤتمر «أصدقاء مصر» فى مارس المقبل، وأشار بعضهم إلى أن هذه التهديدات باتت تمثل حرب استنزاف للاقتصاد المصرى فى وقت يسعى فيه الجميع لإعادة الحياة إليه بعد أكثر من 3 سنوات من التدهور. قال السفير جمال بيومى، أمين اتحاد المستثمرين العرب، إن التأثير السلبى لتعليق عمل سفارتى بريطانيا وكندا، على تنظيم مؤتمر شرم الشيخ لم تتضح معالمه حالياً، وأضاف: الصورة مبهمة، والأيام المقبلة ستفصح عن نتيجة المشاورات التى تجرى حالياً بين وزارة الخارجية وسفراء الدول التى علقت أعمال سفاراتها فى القاهرة. وأكد الدكتور صلاح الدين فهمى، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، ل«الوطن»، أن إغلاق مقار السفارات الغربية، وتعليق خدماتها عائق سيحول دون تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر. وأضاف أن مردود إغلاق السفارات الغربية لا يشمل الاستثمارات الأجنبية فحسب، وإنما ستمتد آثاره إلى تخويف المستثمر العربى، ودفع الاستثمارات المحلية نحو الخروج من مصر. وقالت الدكتورة يمن الحماقى، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، ل«الوطن»، إن الإغلاق المفاجئ لعدد من السفارات الغربية من شأنه أن يخفّض توقعات الحكومة للاستثمارات المرتقبة بمؤتمر «أصدقاء مصر» الاقتصادى. وأضافت: «يتوجب على الحكومة طمأنة السفراء الأجانب وتشديد أعمال التأمين لمقار السفارات وحماية البعثات الدبلوماسية، مشيرة إلى أن الإرهاب لا يستهدف الأشخاص والبنية التحتية فحسب، وإنما يضع الاقتصاد نُصب عينيه. وحذر الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ الاستثمار والتمويل بجامعة القاهرة، من مغبة إغلاق السفارات الغربية، الذى يعكس تخوف الحكومات الغربية على بعثاتها الدبلوماسية، مما يؤثر سلباً على الاستثمارات الأجنبية، ويقلص فرصها فى ضوء تراجع الاحتياطى النقدى الأجنبى، وحاجة مصر إلى استثمارات لدفع النمو الاقتصادى وخلق فرص عمل للشباب تحد من تفاقم البطالة. وأبدت الدكتورة عالية المهدى، العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، استياءها حيال «الموقف الغامض» لوزارة الخارجية إزاء سيناريو إغلاق سفارتى بريطانيا وكندا، وتواتر أنباء عن اعتزام سفارات أخرى غلق مقراتها فى القاهرة، محذّرة من آثار ذلك على الاقتصاد المصرى وتدفق الاستثمارات وحركة السياحة، وقالت ل«الوطن» إن إغلاق عدد من الحكومات الغربية لمقار بعثاتها فى مصر بدعاوى أمنية دون اتخاذ موقف من قبل الحكومة ستكون له انعكاسات خطيرة على الاقتصاد المصرى، بسبب حالة الخوف التى ستنتاب المستثمرين من خطر الاستهداف. وأضافت «المهدى» أن الإغلاق مؤشر سلبى فى عيون العالم على تدهور الأوضاع الأمنية فى مصر، ويفقد الاقتصاد ثقة المستثمرين، مطالبة وزارة الخارجية بالسعى لطمأنة البعثات الدبلوماسية، وزيادة أعمال التأمين لمقارها، وعدم استنكار موقف تلك البعثات. وأوضحت أن انعكاس تلك الأزمة سيكون خطيراً على الاستثمارات التى تأملها الحكومة فى مؤتمر مصر الاقتصادى بشكل خاص، لافتةً إلى أن توقعات الحكومة للاستثمارات المرتقبة مبالغ فيها، ولن تتعدى فى أفضل الأحوال 6 مليارات دولار، وفى ضوء توافر استقرار أمنى وسياسى فى مصر. وأكد الدكتور صلاح الجندى، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة، أن إغلاق السفارتين بمثابة صافرة إنذار مقلقة لمواطنى الدول الغربية وغيرهم، مطالباً الدولة بالتحرّك سريعاً لاتخاذ التدابير الأمنية اللازمة لتأمين مقار البعثات الدبلوماسية، تفادياً لمزيد من إغلاق السفارات، لافتاً إلى أن المستثمر لن يغامر بضخ استثمارات فى أوضاع بهذا الشكل.