يرجع اسم موريتانيا، إلى العصر الروماني، حيث اختاره قائد الحملة الفرنسية على البلاد، خلال المشروع الاستعماري الفرنسي، في نهاية القرن التاسع عشر، وتعني الكلمة "أرض الرجال السمر". وكانت موريتانيا من قبل معروفة عند الرحالة العرب، أهل المشرق، بأسماء منها بلاد شنقيط، أما عامة سكان البلاد فكانوا يسمونها "أرض البيضان" في مقابل أرض السودان الواقعة جنوبها. ظهر الإسلام في موريتانيا أول مرة، مطلع سنة 116ه " 734 م"، على أثر غزوة حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع، للمغرب الأقصى، في فترة ولاية عبيدالله بن الحبحاب، للقيروان، فاعتنق الملثمون الصنهاجيون الإسلام، وكانت الرئاسة فيهم لقبيلة لمتونة، وأسسوا ملكاً ضخماً، توارثه ملوكهم، و جاهدوا ملوك السودان في الجنوب . وفي بداية القرن الخامس الهجري، دخلت قبائل عربية إلى موريتانيا، واستقرت قبائل بنو المعقل العربية فيها، وقد جاءت من صعيد مصر ضمن الهجرة الهلالية الشهيرة إلى بلدان المغرب العربي، لكنها واجهت معارضة شديدة من القبائل الأمازيغية، التي ما لبثت أن دانت للسلطان العربي، واختلطت المجموعتان في عرق منسجم من الأمازيغ، والعرب، وتشكلت أهم مجموعة بشرية على مر تاريخيها من الأمازيغ والعرب، وهم سكانها الحاليين. المجتمع الموريتاني القديم، كان ينقسم إلى طبقات هي "العرب، الزوايا، الحراطين، المعلمين، ازناك"، وكل طبقة كان لها دور تمتاز به عن الأخرى، فالعرب تتولى الدفاع عن الدولة، والزوايا تتولى العلم والتعليم، والحراطين يقومون بالزراعة، والمعلمين يتولون الصناعة التقليدية، ويطلق عليهم أحيانا الصناع. لم يكن حال موريتانيا مختلفًا كثيرًا عن بقية البلاد العربية، فقد احتلتها فرنسا في بداية القرن العشرين، لكن المستعمر الفرنسي تفاجئ بالكفاح المسلح طوال فترة الاستعمار، إلا أن حصلت موريتانيا على الحكم الذاتي عام 1956، وأصبحت نواكشوط عاصمة لها. وفي 1958 أعلنت الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وأنشئ الجيش الموريتاني، وهذا ما أيدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث منحتها الاستقلال في 26 نوفمبر 1960، واختير "المختار ولد داداه" أول رئيس جمهورية لموريتانيا، وفي عام 1961 انضمت إلى الأممالمتحدة، وفي 1973 انضمت إلى جامعة الدول العربية. ويمكننا ذكر موريتانيا دون ذكر "الانقلابات العسكرية"، فبداية الحكم بعد الاستقلال كان ل"المختار ولد داداه"، إلى أن أطيح به في انقلاب من قبل الجيش في يوليو 1978. ويتولى العقيد المصطفى ولد محمد السالك "1978-1979" رئيس اللجنة العسكرية للإنقاذ الوطني، التي قامت بالانقلاب على ولد داداه ودام، حكمه لأشهر قليلة، ليستقيل بعد ذلك تحت ضغط من زملائه في الجيش، ويتولى العقيد محمد محمود ولد لولي، ولم يدم حكمه أيضًا إلا لأشهر، ويعقبه العقيد أحمد ولد بوسيف "1980-1980"، لكنه توفي في سقوط طائرته بعد أيام من انقلابه على سلفه. العقيد محمد خونه ولد هيداله "1980-1984" وكانت فترة حكمه الأكثر إثارة، بإعلانه إلغاء الرق، واعترافه بالصحراء الغربية، وتطبيقه لبعض احكام الشريعة الإسلامية، ثم أعقبه في ذات السنة العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع "1984-2005" أستولى على السلطة في 12 ديسمبر 1984 اثر انقلابه على سلفه، حينما كان خارج الوطن لحضور إحدى قمم الفرنكوفونية. العقيد إعلي ولد محمد فال "2005-2007" رئيس المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية الحاكم، بعد انقلاب 3 أغسطس 2005، أثناء ذهاب سلفه للتعزية بوفاة الملك فهد، وتعهد بإعادة السلطة للمدنيين خلال 19 شهرًا تنتهي بعد انتخاب رئيس بديل في 11 مارس 2007. تولى أول رئيس مدني لموريتانيا، منذ أكثر من 30 عامًا، وهو "سيدي ولد الشيخ عبدالله" ، الجنرال محمد ولد عبد العزيز، جاء بانقلاب عسكري على سلفه، وحل مجلس الوزراء، ووضع الرئيس تحت الإقامة الجبرية، واستقال في عام 2009 للترشح للانتخابات الرئاسية وذلك لفترة انتقالية حتى إجراء الانتخابات، لكن خلف "با مامادو إمباري" ، وخلفه الجنرال "محمد ولد عبد العزيز" بعد الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 18 يوليو 2009.