براً وبحراً.. نحن فى حرب.. هذا هو الواقع الذى نعيشه فى معركتنا ضد إرهاب تدعمه قوى خارجية لم تفصح عنها مؤسسات الدولة بوضوح، وأصابع داخلية لجماعات رفعت شعار «فيها لأخفيها» بعد أن فشلت فى استخدام الدين مطية لتحقيق أهدافها، وكشفت ثورة 30 يونيو النقاب عن وجهها ومخططها الحقيقى.. ولا ينسى أى منا ما قاله القيادى الإخوانى المحبوس محمد البلتاجى.. إن ما واجهته مصر من إرهاب فى سيناء يتوقف فى اللحظة التى يعود فيها محمد مرسى للحكم. قواتنا المسلحة الشريفة تخوض حرباً ضد إرهاب أسود خسيس، والدواعش يتربصون بجنودنا وحدودنا وشعبنا ودولتنا بمعارك خسرت قبل أن تبدأ.. فلا تستطيع جماعات أو تنظيمات ممولة أن تحارب دولة وشعباً وجيشاً صمد وحارب وانتصر بالسلاح وبالقوة الناعمة. لا شك أن جنودنا عازمون على الدفاع عن الأرض المصرية والشعب مهما كلفهم هذا من دماء وتضحيات.. ونذكر جميعاً ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد العملية الإرهابية التى استهدفت كمين كرم القواديس بالشيخ زويد العريش: «ولاد مصر سقطوا عشان تفضل مصر.. فيه شهداء سقطوا وفيه شهداء هيسقطوا لأن دى قضية وحرب كبيرة.. مصر تخوض حرب وجود».. نعم نخوض حرب وجود، وقررنا أن نكون، ولا يوجد خيار ثانٍ، وسنكون بإذن الله ورغم أنف الكارهين. الرئيس قال: «إن الحرب على الإرهاب مش هتخلص فى أسبوع ولا شهر ولا اتنين ومحدش هيقدر يكسر إرادة المصريين والجيش»، والشعب رفع شعار: «وإحنا وراك ووراء القوات المسلحة». والعجب كل العجب على من يراهن على غضب الشعب من عدم إحباط هذه العمليات الإرهابية لتأليب الشعب على رئيسه، وأقول لهؤلاء، وهم قلة، لا تنسوا الحشود التى نزلت فى الشوارع تأييداً للرئيس السيسى عندما قال أريد تفويضاً شعبياً للدخول فى حرب ضد الإرهاب، وإذا كان النسيان حليفكم، فالصورة لا تكذب ولا تتجمل، والتاريخ لا ينسى وذاكرة الشعب لا تتأثر. والأغرب من ذلك ما قاله الفنان خالد أبوالنجا من أن ما يحدث فى سيناء تهجير قسرى، ونقول له: هناك فرق كبير بين هذا النوع وبين التهجير لأسباب أمنية، فالأول يعنى التمييز بين المواطنين باستخدام لغة ولهجة قاسية، وهذا بالطبع يتنافى مع ما يحدث على أرض الواقع. المضحك أن «أبوالنجا» قال إن التهجير يعنى فشل القائمين على هذه الحرب فى مهمتهم، متوقعاً أن يستخدم المصريون شعار «ارحل»، ونقول له: «هذا الكلام يفرق ولا يجمع.. يثير الشعب ولا يرضيه.. يغضب الغيورين على وطنهم وجيشهم ولا يقدم أو يؤخر.. ولا تنسَ أن الإرهاب وحَّد الشعب والجيش ضد عدو واحد ومن يقف ضد الجيش.. عدو لنا جميعاً».. وأقول لأبوالنجا بعد أن استخدم عبارة «سنقول ارحل»: تحدث عن نفسك لأنك لا تعبر إلا عن شخصك، وتفكيرك هذا لا يصب إلا فى صالح «داعش» وأمثالها من الجماعات الإرهابية، فهل أنت أيها الفنان أصبحت داعشياً، وهل ننتظر منك فيلماً جديداً يشجع الإرهاب والقتل والأفكار الشاذة باسم الحرية والديمقراطية؟ الأخطر من الإرهاب أن تقف قوى داخلية ضد الدولة لتدعم الأعداء بشكل مباشر أو غير مباشر.. لا نتهم أحداً بالخيانة أو العمالة، وإنما نقول للجميع أدركوا أننا فى حرب ولا بد أن نكون على قلب رجل واحد.. نعم رجل واحد.