كلما اقتربنا خطوة من بَر الأمان، وبدت ملامح خارطة الطريق تتضح للجميع، كلما حاول الإرهاب الأسود إعادتنا للوراء وجذبنا نحو المجهول، فى محاولة لتدمير ما نبنيه وندافع عنه بالدم والعرق والصبر. بعد أسبوعين فقط ستكتمل الخطوة الأولى بكلمة «نعم» للدستور، وعندما يقول الشعب كلمته، سيصبح لدينا دستورًا شرعيًا نسير فى هديه خلال المرحلة القادمة، وساعتها سيذهب كل من يتباكون على الشرعية الكاذبة إلى الجحيم غير مأسوف عليهم. سنذهب جميعًا لنقول «نعم».. سنقولها لمصر ومن أجل مصر فقط، ليس لشخص أو لحزب أو لمصلحة ما، ولكن «نعم» ستكون لمصر ودستورها ومستقبلها، من أجل تراب مصر المحروسة سنقول «نعم» للدستور. «نعم» للدستور.. «لا» للإرهاب الأسود الذى يريد أن يكسر إرادتنا ويعطل مسيرتنا، وبرغم دماء الشهداء وأحزان أسرهم وأحزان كل المصريين، سنكمل المسيرة نحو بَر الأمان. كانت الخطوة الأولى التى أشعلت حقد الإرهاب هى علمهم الأكيد بأن جموع المصريين ستقول «نعم» للدستور، وأن شرعيتهم المزعومة التى يتغنون بها ستذهب وهم معها إلى الجحيم. لقد حاول الإرهاب وقف الدراسة بالجامعات من خلال أذنابه وأتباعه ففشل، وكشف عن وجهه القبيح بشكل مباشر فى تفجير مديرية أمن الدقهلية الذى راح ضحيته 16 شهيدًا وأكثر من 130 مصابًا، وأيضًا تفجير مدينة نصر صباح الخميس الماضى. وأخيرًا وبعد الحادث الجلل الذى هز وجداننا اقتنع د. الببلاوى أن الجماعة إرهابية، فهل كان ينتظر الحادث الدامى ليقتنع بإرهابية الجماعة؟ ما علينا.. فقد أصدر قراره بأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وتنظيمها تنظيم إرهابى، وتوقيع العقوبات المقررة قانونًا لجريمة الإرهاب على كل من يشترك فى نشاط الجماعة أو التنظيم، أو يروج لها بالقول أو الكتابة أو بأى طريقة أخرى، وكل من يمول أنشطتها. والآن أصبحنا على يقين - وكان آخر واحد وصلته هذه المعلومة هو د. ببلاوى - إننا نواجه حربًا إرهابية، ومن حقنا وواجبنا أن ندافع عن أنفسنا ضد الإرهاب الذى يريد استنزاف الدولة ومواردها لتسقط اقتصاديًا ويسهل بعد ذلك الانقضاض عليها، وهذا لن يكون. إن اعتبار الجماعة «إرهابية» يمنح تفويضًا كاملًا للجيش والشرطة للضرب بيد من حديد لمواجهة الهجمة الإرهابية التى نتعرض لها. فنحن نواجه عدوًا بلا دين.. لا تهمه الأرواح.. ويسعى لهدم الدولة من خلال حرب استنزاف طويلة المدى ستحرمنا من موارد السياحة والاستثمار العربى والأجنبى، من خلال هجمات إرهابية هنا وهناك، وعلى فترات زمنية مختلفة.. تلك خطتهم، فما هى خطة الجهات الأمنية لمواجهة مخطط الإرهاب؟ أتمنى أن يكون لدى أجهزة الأمن خطط ذات كفاءة تستطيع مواجهة هذا الإرهاب والقضاء عليه، وكلنا نعلم أن الأجهزة الأمنية المعنية لديها خبرات تراكمية من خلال المواجهات مع جماعات الإرهاب خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضى. إن إعلان رئاسة مجلس الوزراء جماعة الإخوان جماعة إرهابية، وتكليف القوات المسلحة والشرطة حماية المنشآت العامة والجامعات من إرهاب تلك الجماعة، جاء دعمًا للتفويض الشعبى الممنوح للجيش والشرطة لمواجهة الحرب الإرهابية. إن الشعب كله يدرك أنه لا خيار له إلا تحقيق خارطة الطريق بدستورها وانتخاباتها الرئاسية والبرلمانية برغم كل الصعاب، وبرغم تضحيات رجال الشرطة والجيش الذين يحظون بكل الحب والدعم من كل المصريين شعبًا وحكومة، ويقينًا فإن مصر كلها على قلب رجل واحد فى مواجهة الإرهاب.