بالكاد أتنفس. «الوجع» يهاجم روحى بضراوة، فلا تجد سبيلاً للخلاص إلا بالخروج من جسد لا يحتمل كل هذا الألم. يا إلهى: إنهم يكبّرونك بينما يقتلون «إسلامك» -قبل مسلميك- ببشاعة لا يمكن وصفها إلا بكلمات «مقدسة»، لا يقدر عليها -سبحانك- سواك. ما إن فرغت من مشاهدة فيديو «المجزرة» فى «كرم القواديس»، حتى أفرغ «الوجع» أسئلته الدموية فى رأسى مباشرة: من أين خرجت كل تلك الأفاعى البشرية؟، وأين كانت «الدولة» من «حرب الوجود» التى عزمت على خوضها ضد تنظيمات الإرهاب؟، وهل نستطيع -دولة وجيشاً- الوصول فى تلك المواجهة إلى «بر الانتصار»؟ تلك هى الحالة التى يُراد بى وبك أن نكون عليها، وتلك هى «نوعية» الأسئلة التى يُراد لنا أن نغرق فيها وبها، حتى لا نخرج من «مستنقع اليأس» إلا ونحن على شاطئ «الدولة المفككة»، وعندها يكون المصير «الأسود» لنا و«المنتظر» لهم: أخيراً.. مصر على طريق العراق وسوريا واليمن وليبيا.. ذاهبة دون رجعة. أرجوك، لا تسقط فى هذا «الفخ» بتلك «الحالة»، وتعالَ نقرأ -رغم القسوة- فى مشاهد الدم التى يحملها الفيديو بعضاً من «حقائق»، ربما تنقذنا من السقوط فى المستنقع: ■ لم يعد هناك أى مجال للشك أو التشكيك: «داعش» أصبحت موجودة -فكراً وتنظيماً- فى مصر. أحد أعضاء التنظيم الإرهابى ذكر أبوبكر البغدادى دون مواربة، ومع تهديده بأنهم -أى التنظيم- على استعداد لمواجهة 10 جيوش، نصبح أمام «الحقيقة الثقيلة».. المواجهة صعبة وعنيفة وبعيدة الأمد. ■ الفيديو مصنوع ب«حبكة درامية» شديدة الإتقان والحرفية، حتى إنهم استخدموا نوعاً خاصاً من الكاميرات توضع على «ماسورة» البندقية الآلية لا تستخدم إلا فى أوروبا وأمريكا. ولمزيد من التوضيح، هذه الكاميرا اسمها «جو برو» تحتفظ بثباتها مع إطلاق النار الذى يهتز له الجسد كله، وتحتاج إلى 6 أشهر من أجل التدريب عليها. إذن، نحن نواجه جيوشاً دولية مدرَّبة «على أعلى مستوى»، وليست مجرد مجموعات من التكفيريين السذَّج. ■ سيناء مجرد «إمارة»، والغاز لن يصل -ولو بقطرة- إلى الأردن إلا بأمر «الخليفة»، و«المجاهدون» لن يهدأ لهم بال، أجيالاً وراء أجيال، حتى تسقط الحدود وتُقام دولة الخلافة. نحن أمام أهداف واضحة وعزم أكيد على تحقيقها بالدم والإرهاب، تلك الحقائق يجب أن نلقيها -دون تردد- فى وجه المترددين فى مواقفهم: نحن أمام دولة تواجه خطر التفكك، فهل لكم ب«قليل من التوارى» خجلاً ورحمة، حتى نبقى الدولة على تماسكها لحين مرور «عاصفة الدم». ■ إلى «الأزهر» شيخاً وشيوخاً: اخرجوا من عباءة السلبية، تقدموا «صفوف المقاومة» للفكر التكفيرى، فالمعركة لكم قبل أن تكون للجيش. كفاكم اختباءً داخل العباءة والعمامة الحمراء، فالدين يواجه فتنة أشد خطراً من «حروب الردة». افتحوا كتاب الله ومعه عقولكم، حتى تعودوا ل«بث الاستنارة» بعد استسلامكم منذ سنوات وسنوات فى مواجهة «طيور الظلام» حتى حلّقت داخل عقولنا. عودوا إلى تصدُّر المشهد على الفضائيات وفى القرى والشوارع والأزقة والحارات، عودوا يرحمنا ويرحمكم الله. ■ إلى الإخوان: لقد أصبحتم إخواناً للشياطين. واصلوا نشر الفوضى ما استطعتم إليها سبيلاً ب«مقدسيّكم وداعشيّكم» وكل منظمات الإرهاب التى خرجت من رحم جماعتكم الخائنة. واصلوا كراهيتكم للوطن، فالوطن أصبح يبادلكم «كُرهاً بكُره»، وربما فى يوم قريب يبادلكم «دماً بدم». واصلوا «الخروج» -أجساداً وانتماءً- من مصر، فالمؤكد أنها لن تعيدكم مرة أخرى.