بين أنصار بيت المقدس، والتوحيد والجهاد، وأكناف بيت المقدس، وغير ذلك من اللافتات الحقيقية والوهمية.. يريد الإرهاب أن يضيِّع دم شهدائنا بين هذه العصابات، وأن تتوه الحقيقة ويتأخر القصاص. لا يا سادة.. مهما تغيرت الأقنعة، فنحن أمام إرهاب واحد تتحالف فصائله ضد الوطن.. إرهاب واحد كان عنوانه الرئيسى حتى يوم قريب فوق تلال المقطم، وكان يرفع لافتة «الإخوان»، وإذا كان بعض قياداته الآن فى السجن، فإن باقى التنظيم يقود تحالف الإرهاب وينسق مع أعداء مصر فى الداخل والخارج. وكلما اقتربوا من دائرة اليأس ازدادوا غرقًا فى مستنقع الإرهاب.. والخيانة! أكناف بيت المقطم هم الأصل وهم الأساس فى ما نواجهه من إرهاب. هم الذين أطلقوا فكر التكفير وقدموا لنا وللعالم قنبلتهم المسمومة حين استكمل سيد قطب مسيرة حسن البنا واستحلّ دماء الجميع باعتبارهم من كفار الجاهلية، الذين يستحقون الموت.. وهم الذين آمنوا بالعنف والاغتيالات، ونشروا ذلك بين كل الفرق التى خرجت من عباءتهم.. وهم الذين فتحوا أبواب مصر أمام كل عصابات الإرهاب مدعومين من حكومات الغرب وأجهزة مخابراتها وذيولها من دول المنطقة التى أرادت أن تجعل من سيناءأفغانستان الجديدة، وأن تجعل مصر محاصرة من الإرهاب على كل حدودها! حين استولى «الإخوان» على حكم مصر، لم ينتبه كثيرون لخطاب مهم من مرشد الجماعة المنحلة، يعلن فيه أنه «محمد بديع القطبى»!!.. كان ذلك -فى حقيقته- إعلانا بالحرب على مجتمع مصر الجاهلى الذى سيجبره «الإخوان» على دخول الإسلام (!!) بعد أن مَنّ الله (والأمريكان) عليهم بحكم مصر. وكان ذلك أيضا تدشينا رسميا للتحالف بين كل فرق الإرهاب التى سيفتح لها حكم الإخوان كل الأبواب لتعيث فى أرض مصر فسادا وإرهابًا! وكان ذلك إعلانا مبكرا بفشل الرهان الأمريكى الذى تصور (عن جهل أو عن عمد) أن هناك إرهابا متطرفا وإرهابا يمكن أن يكون معتدلا! مع سقوط حكم «الإخوان» سقطت باقى الأقنعة. ومِن على منصة رابعة أعلن البلتاجى أن «الإخوان» أصحاب القرار فى إرهاب سيناء. ولم تعد الجماعة مسؤولة فقط عن توفير الغطاء السياسى لجماعات الإرهاب، ولا عن استنزاف قوى الدولة فى مواجهة عابثة ومحاولات لتعطيل الحياة فى مصر، بل أصبحت جزءا أساسيا فى ممارسة الإرهاب الذى كان عنوانا رئيسيا للجماعة منذ نشأتها! عندما أصبح «الإخوان» مع «القاعدة» وحلفائها فى «لاهور» بباكستان بعد شهرين من سقوطهم الذليل فى مصر، لم يكونوا ذاهبين للبحث عن «الشرعية» ولا للتفاوض حول «السلمية» المزعومة.. كانوا هناك يبحثون عن الدم، وينسقون جهود الإرهاب، ويخططون مع مندوبى مخابرات الدول الداعمة لهم فى كيفية «معاقبة» شعب مصر على إسقاطه حكمهم الفاشى ونضاله من أجل استرداد الثورة والحفاظ على الدولة! بعدها دخل الإرهاب مرحلة جديدة.. ظهرت السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية واستهداف قيادات الأمن وإعداد كشوف الاغتيالات.. لم يعد هناك مجال لأى تهاون فى مواجهة الإرهاب والتعامل على أننا فى حرب شاملة لن تتوقف إلا باستئصال هذا الورم من جسد الوطن. أخيرا دخلت الحكومة على خط المواجهة بعد أن كان الجيش والشرطة وحدهما يخوضان الحرب ويقدمان الشهداء.. مهم جدا ما تقرَّر من محاكمات عاجلة للإرهابيين، ومراجعة قرارات مرسى بالعفو عن حلفائه المجرمين، والوقوف بحزم ضد محاولات إشاعة الفوضى لتسهيل مهمة القتلة.. لكن الأهم لم يصدر بعد، وهو قرار اعتبار «الإخوان» منظمة إرهابية وتجريم التعامل معها أو الانضمام إليها، واعتبار كل دولة تدعم هذه الجماعة دولة راعية للإرهاب عليها أن تنتظر منا، ومن العالم، الرد المناسب. وهو أمر يعرف حكام قطر وتركيا بالذات معناه وعواقبه! ذيول الإرهاب كثيرة، لكن رأس الأفعى يبقى عند «أكناف بيت المقطم».. فلنقطع رأس الأفعى قبل أى شىء آخر.