فى علم «الأفاعى».. يقولون دائماً: «لا تكترث بذيل الأفعى حتى وإن تحرك وأحدث هزات وجلبة.. واجه الأفعى من رأسها.. هشّمه.. فتموت، أو أحكم قبضتك عليه فيتوقف الذيل عن الحركة».. إذن فلماذا نشتبك مع «الإخوان» ونتجاهل الولاياتالمتحدةالأمريكية؟!.. تلك هى مصيبة المرحلة الراهنة..! ثمة أفعى شديدة الخطورة تحكم العالم.. للأفعى رأس ضخم، هناك وراء الأطلنطى فى دهاليز البيت الأبيض، ومجلس الأمن القومى والمخابرات الأمريكية، الأفعى لها ذيول عديدة فى العالم.. وفى العام 2004 قررت الأفعى تغيير جلدها وذيلها فى المنطقة العربية.. الذيل القديم شاخ وهَرِم.. فلماذا لا نستبدل به «ذيلاً جديداً» يحقق مخططات «الأفعى» فى المنطقة؟!.. هكذا سأل الأمريكيون أنفسهم.. وكانت الإجابة جاهزة: الإخوان..! ولأننا لا نجيد قراءة العقلية الأمريكية.. أدهشتنا كثيراً الاتصالات السرية والعلنية بين تنظيم الإخوان والأمريكان.. غير أننا أفقنا -كالعادة- على الصفقة التى أُبرمت على جثة مصر وشرف ثورتها: «الإخوان فى السلطة».. وبسذاجتنا المعهودة ضربنا كفاً على كف: إزاى أمريكا تدعم الإخوان ومرسى على حساب الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان.. وهى قيم تدافع عنها واشنطن بالغالى والنفيس؟!.. لم نفهم لأننا لا نريد أن نفهم أن أمريكا تحارب بالدم والنار دفاعاً عن حرية مواطنيها، بينما تقاتل بشراسة من أجل مصالحها وليس حرية الآخرين.. فلا تراهنوا على «أوباما ورفاقه» مهما ارتكب «الإخوان ومرسى» من جرائم وخطايا فى حق الشعب المصرى..! الذيل الإخوانى فى مصر والمنطقة مطلوب الآن ولعدة سنوات مقبلة.. مطلوب فى الملف الفلسطينى - الإسرائيلى.. مطلوب فى الملف الإيرانى.. ومطلوب أيضاً ليجد رأس «الأفعى الأمريكية» مكاناً له فى الشرق الأوسط حين يريد. الرأس فى «البيت الأبيض».. والذيل فى «المقطم».. وإلا بماذا تفسرون تصريحات آن باترسون، السفيرة الأمريكية فى القاهرة، التى انفردت بنشرها «الوطن» أمس، بأن «عودة الجيش المصرى ستكون كارثة غير مقبولة لواشنطن وحلفاء مصر».. قطعاً لا أحد يريد أن يعود الجيش للحكم.. ولكن الملايين لا يجدون ملاذاً غيره لحماية مصر من «جرائم الإخوان».. حتى حين يدعو نشطاء سياسيون لتدخل القوات المسلحة لحماية وطن كبير من مؤامرات «جماعة باطشة»، فإن الدعوة تقتصر على إعادة الأمور إلى نصابها الديمقراطى بحكم مدنى فى دولة حرة.. فماذا تعنى تصريحات «السفيرة الأمريكية» سوى تهديد الشعب المصرى من اللجوء لجيشه فى مواجهة مخطط «رأس الأفعى وذيلها»..؟! «باترسون»، أكبر مهندسة لبناء «الديكتاتوريات» باسم الدين؛ كما فعلت فى باكستان، وكما تواصل الآن فى القاهرة، تعمدت إطلاق هذا التصريح فى وقت يشهد صعود أسهم القوات المسلحة فى الشارع المصرى، فهو كارت إرهاب للجيش.. وتهديد صريح للمصريين ب«الضياع»، وهو أيضاً تصريح يتكامل ويتوازى مع تهديدات «الجماعات الإسلامية المتطرفة» ب«بحور الدم والجثث فى الشوارع» إذا حاول الشعب خلع «مرسى والإخوان»..! .. ولأن خطة «الرأس والذيل» باتت مكشوفة.. كان طبيعياً أن تلقن الناشطة «ألفت عبد ربه» السفيرة الأمريكية درساً قاسياً فى ندوة «روتارى» الجزيرة عقب إطلاقها هذا التصريح.. فقد سألت «ألفت» الساحرة العجوز: «هل تحبين معرفة سبب كراهية الشعب المصرى لأمريكا؟!».. «نحن نكره أمريكا لأنها فرضت علينا نظاماً قمعياً.. نظاماً فاشياً دينياً»..! ولأنها جزء من إدارة أمريكية «أفعوانية»، غادرت الساحرة العجوز الندوة، ليس غضباً بل هروباً من مواجهة سيدة مصرية شجاعة.. وأنا أضم صوتى لصوت ألفت: نعم.. أنا أكره أمريكا لأنها تتآمر على وطنى.. وابنى وابنك.. وأدعو كل من يحب تراب هذا البلد أن يتعامل مع رأس الأفعى وليس ذيلها..!