الأفاعي حيوانات زاحفة شديدة الخطورة تحمل في جوفها سما زعافا سريع القتل، تعيش في جحور، لا تجرؤ علي المواجهة، تتربص بهدفها تلدغ وتسارع بالفرار لتختبئ في أقرب مخبأ، لا يشغلها قطع ذيلها إذا ما لحق بها من يطاردها، فطالما الرأس والجسد باق سينمو ذيل جديد بل ذيول. في الثانية عشرة والنصف من الفجر الأول في العام الجديد، أقضّت أفعي مضاجع المصريين، بلدغة قاتلة راح ضحيتها 22 شهيداً و78 جريحاً في هجوم غادر علي كنيسة القديسين بالإسكندرية، وفرت عائدة إلي جحرها بينما لا يزال البحث جارياً عنها وهل قطع الذيل في عملية انتحارية أم قام بتفجير سيارة مفخخة عن بعد؟، أياً كان مصير الذيل فالأهم من هو رأس الأفعي؟..الإجابة تحتمل سيناريوهات عدة أقربها في اعتقادي القائم علي تحليل معطيات الواقع وقراءة لكامل المشهد من زواياه المختلفة، هو الموساد الإسرائيلي والذيل مصريون يعيشون في كهوف التطرف يقتاتون علي معتقداتهم المحنطة في عقول خربة، وبينهم رابط حلقة وصل عميل للموساد يتستر خلف لحية وجلباب يدرك ماذا يفعل ولحساب من، بينما الذيول يعتقدون أنه قيادة دينية وأنهم يتقربون لله بسفك دماء الأبرياء، فالعقل مخابرات معادية والأدوات ذيول متطرفة، تلقت تحريضاً وتدريباً من عميل داخلي أو مصطنع يقبع خلف موقع سلفي يقدم معلومات وخططاً وطرق تصنيع المتفجرات عبر الأنترنت لخلق خلايا داخلية. ليس صحيحاً أن تنظيم القاعدة في بلاد العراق هو من يقف خلف العمل الأرهابي فما أكثر الجماعات الجهادية التي صنعها الموساد العابث بالعراق مع سقوط نظام صدام حسين فمن مصلحة إسرائيل صناعة عملاء متخفين في زي قيادات دينية يطلقون اللحي و يرتدون العباءة والعمامة البيضاء والسوداء يحملون الكلاشنكوف، يستقطبون باسم الدين شبابا متحمسا خاصة في بلد محتل مثل العراق، يصدرون البيانات وينفذون العمليات بأوامر من قياداتهم العميلة دون دراية لأن تلك الزعامات تتلقي التعليمات من تل أبيب ولعل هدف إسرائيل من استهداف كنيسة سيدة النجاة بالعراق هو تأليب الرأي العام العالمي ضد وصول حكومة دينية للحكم، كون ذلك يعني أن تصل حكومة شيعية عميلة لإيران التي تنافس مخابراتها الموساد في ملعب العراق المفتوح، فبيان تهديد الكنائس المصرية ثم إعلان تبني عملية الإسكندرية خلفه أياد خفية غير المعلنة إعلاميا. لكن لماذا الآن؟ منطقياً شعر الموساد بالصفعة التي وجهتها له المخابرات المصرية، بعد تزايد محاولاته العبث بجنوب السودان ودول حوض النيل ضد المصالح المصرية، بإعلان القبض علي طارق عبدالرازق الجاسوس المصري وما كشفه من معلومات أوقعت بعملاء للموساد في سوريا ولبنان، وهو ما سبب فضيحة لمخابرات إسرائيل أمام الرأي العام العالمي وشعب الكيان الصهيوني، خاصة أن فضيحة كشف اغتيال المبحوح لم يمض عليها الكثير، فكان لابد للموساد من محاولة شغل الإعلام المصري والعربي بتفجير إرهابي، استهدف إحداث فتنة، حفظ الله مصر منها بعد أن كادت تشتعل. أخطر أنواع الأفاعي " الكوبرا" فهي تهاجم بشراسة إذا ما شعرت أنها محاصرة، أو اقترب خصمها من بيضها، ومصر حاصرت مخططات الأفعي وبدأت إفساد بيضها قبل أن يفقس عملاء.. كشف باحثون بجامعة " كونسيلاند" الأسترالية أن سم أفعي "التيبان" الفتاكة أثبت فاعلية بجرعات معينة في منع الإصابة بقصور القلب الأحتقاني، ولدغة الأفعي زادت من مناعة الشعب المصري وتوحدت كافة قواه السياسية ومنظمات المجتمع المدني ضد مؤامرات أرباب الجحور، والجميع رفع شعار كلنا مصريون شعب واحد دم واحد نلاحق الإرهاب تحت علم مصر.