الأم هي المحور العاطفي في الأسرة، ومصدر الأمان والاستقرار الأول للأطفال، خاصة في سنواتهم الأولى التي تتشكّل فيها الملامح الأساسية لشخصيتهم ونظرتهم لأنفسهم وللحياة. روتين سريع للأمهات قبل النوم لتخفيف التوتر واستعادة الطاقة 4 منها تخص طفلك، استشارى يقدم 10 نصائح لتجنب الأمراض المعدية في الشتاء وقد لا تدرك الكثير من الأمهات أن مشاعرهن الداخلية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تترك بصمتها العميقة على سلوك الأطفال، حتى دون أي كلمة أو توجيه مباشر. فالأم ليست مجرد مُربية أو مسؤولة عن الرعاية، بل هي "المؤثّر العاطفي" الأقوى في حياة الطفل، وكل تغير في حالتها النفسية ينعكس على أبنائها بشكل واضح. وأشارت الدكتورة عبلة إبراهيم أستاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، إلى أن الأطفال مرآة صافية تلتقط كل ما تشعر به الأم دون فلترة، ومشاعر الأم تتحول داخلهم إلى سلوكيات، وردود فعل، وحتى معتقدات عن أنفسهم. وأضافت الدكتورة عبلة، أنه كلما اعتنت الأم بمشاعرها، منحت أطفالها هدية لا تُقدّر بثمن، وهي طفولة مطمئنة، شخصية قوية، ونفس هادئة، وإدارة مشاعر الأم هي في الحقيقة أعمق شكل من أشكال التربي؛ لأنها تربية بالقلب قبل الكلام، وهو ما تتناوله في السطور التالية.
1. كيف تنتقل مشاعر الأم إلى طفلها؟
الأطفال، خاصة حتى سن السابعة، يعتمدون في فهم العالم على الحواس والحدس والملاحظة العميقة. فهم يلتقطون إشارات دقيقة لا ينتبه لها الكبار: نبرة الصوت، سرعة الكلام، شكل العيون، طريقة المشي، وحتى التنفس. عندما تشعر الأم بالتوتر أو القلق أو الضيق، حتى لو حاولت إخفاء ذلك، يلتقط الطفل هذه الطاقة بشكل مباشر، ويترجمها في شكل سلوكيات مختلفة مثل العناد، الصمت، التعلق الزائد، أو حتى فرط الحركة. ويسمّي علماء النفس هذا الأمر "العدوى العاطفية" (Emotional Contagion)، وهي قدرة الأطفال على امتصاص المشاعر من الأم، لأنهم مرتبطون بها ارتباطًا عصبيًا ونفسيًا عميقًا.
2. الأم كمرآة عاطفية... والطفل كمستقبل حساس
الأم بمثابة مرآة، تعكس للعالم الداخلي للطفل صورة عن نفسه وعن مشاعره. فإذا كانت الأم متوازنة نفسيًا وتعرف كيف تتعامل مع ضغوط الحياة، يصبح الطفل أكثر أمانًا وثقة، ويشعر بأن العالم مكان قابل للفهم والاحتواء. أما حين تكون الأم في حالة ضغط مستمر، أو تعاني من قلق دائم، فإن الطفل يشعر بأن العالم غير ثابت وغير آمن، فيبدأ في إظهار سلوكيات دفاعية مثل: الخوف المفاجئ العناد نوبات البكاء عدم النوم التصاق زائد بالأم فقدان الشهية أو الإفراط فيها هذه السلوكيات ليست مشكلات في الطفل نفسه بقدر ما هي انعكاس للمناخ العاطفي في البيت.
3. تأثير مشاعر الأم على الدماغ العاطفي للطفل
تشير الأبحاث إلى أن الطفل يمتلك ما يُسمّى "الدماغ العاطفي" الذي يتشكل بدرجة كبيرة من خلال علاقة الأم به. عندما تكون الأم متوترة، فإن مستوى هرمون الكورتيزول لدى الطفل يرتفع—حتى لو لم ترفع صوتها أو تدخل في مشادات. وهذا الارتفاع المتكرر يؤثر على: قدرته على التركيز جودة نومه مهاراته الاجتماعية تحكمه في انفعالاته وبذلك، فإن الطفل الذي يعيش في بيئة عاطفية غير مستقرة يصبح أكثر عرضة للتشتت والصراخ والتصرفات الانفعالية.
4. الرسائل غير المنطوقة: لغة المشاعر أقوى من الكلام
ربما تقول الأم لابنها: "أنا بخير"، بينما ملامحها ونبرة صوتها تخبره بالعكس. وهنا يصدّق الطفل ما يراه لا ما يسمعه، لأن العين تترجم الحقيقة بشكل أسرع. ويظهر هذا في مواقف عدة، مثل: عندما تتوتر الأم أثناء مرافقة الطفل للامتحانات، فيتوتر هو أيضًا. حين تكون الأم حزينة، يصبح الطفل فجأة مطيعًا بشكل زائد لأنه يشعر أنه يجب أن "يراضيها". إذا شعرت الأم بالضغط، ينعكس ذلك في شكل زيادة شجار الأطفال بينهم. الأطفال يعيشون المشاعر، لا الكلمات.
5. كيف تتسبب مشاعر الأم في سلوكيات غير مفهومة عند الأطفال؟
أولًا: العناد كثير من الأطفال يبدون عنادًا شديدًا في فترات معينة. لكن الحقيقة أن العناد غالبًا يكون طريقة الطفل في التعبير عن ضيق داخلي شعَر به، لكنه لا يعرف كيف يشرحه. ثانيًا: العدوانية أو الصراخ قد يكون الطفل مغمورًا بمزيج من الطاقة السلبية التي التقطها من الأم، ولا يعرف كيف يتعامل معها إلا بالصراخ أو الضرب. ثالثًا: التعلق الزائد بالأم عندما يشعر الطفل بأن مشاعر الأم غير مستقرة، يبحث تلقائيًا عن الأمان، فيلتصق بها أو يرفض الذهاب للمدرسة. رابعًا: قلة النوم الأرق عند الأطفال في كثير من الأحيان يكون انعكاسًا لجو عام مشحون في المنزل.
التقارب مع طفلك 6. مشاعر الأم ليست خطأ... المهم كيفية إدارتها
من الطبيعي جدًا أن تمر الأم بضغوط ومشاعر سلبية خلال اليوم. ليست المشكلة في الشعور نفسه، بل في تركه دون إدارة. الأم ليست مطالبة أن تكون قوية دائمًا، لكن هناك خطوات تساعدها على حماية أطفالها من تأثير الضغوط اليومية: – 1) الاعتراف بالمشاعر بدلًا من كبتها الكبت يجعل الطفل يشعر بطاقة غير مفهومة، بينما يمكن ببساطة قول: "أنا متوترة شوية النهاردة... مش بسببك." – 2) أخذ فترات راحة قصيرة خمس دقائق تنفس عميق أو شرب كوب دافئ يمكن أن يغير مستوى التوتر. – 3) الروتين اليومي الثابت الطفل يشعر بالأمان عندما تكون الأم مستقرة، وهذا لا يعني الكمال... بل فقط وجود نظام ثابت. – 4) تعليم الطفل التعبير عن مشاعره حين تتعامل الأم مع مشاعرها بشكل صحي، يتعلم الطفل أن المشاعر ليست خطرًا بل شيء يمكن التعبير عنه بأمان.
7. تأثير المشاعر الإيجابية للأم
كما تنتقل المشاعر السلبية، تنتقل الإيجابية أيضًا: الأم الهادئة تُعلّم أطفالها الهدوء. الأم التي تعبر عن حبها بلمسة أو كلمة تبني طفلًا واثقًا. الأم المتوازنة تصنع طفلًا قادرًا على التحكم في انفعالاته. الأم التي تضحك وتلعب مع أطفالها تزرع بداخلهم الشعور بالأمان العميق. فالطفل يتشكل في حضن الأم، قبل أن يتشكل في أي مدرسة أو مجتمع.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا