يظل اسم نادية عبد العظيم التي داوت جراح النكسة، وعاشت لحظة الانتصار، رمزا لكثير من بنات جيلها، اللائي لعبن دورا هاما في الحرب منذ النكسة وحتى النصر، دون أن يحظين بالكثير من الاهتمام الذي حظي به جنود المعركة. تطوعت نادية بفرقة التمريض عام 1967 عقب الهزيمة، و كانت تبلغ من العمر 14عاماً، وعندما استدعت قبل يوم السادس من أكتوبر علمت أنها ستعمل لإعادة كرامة مصر من جديد، فقررت الذهاب مباشرة إلى مستشفى الهلال الأحمر فأخذت أجازة مفتوحة من العمل، وظلت تدعو الله أن لا ترى زوجها ضمن المصابين؛ وكانت شاهدت إصابات شديدة بين من تم نقلهم من الجبهة وتصف ذلك قائلة: "ظللت أكثر من 3 أيام متواصلة بدون نوم، أواصل عملي بالمستشفي، حتى فاجأني مدير قسم التمريض وقال لي أن زوجي رجع من الحرب مصابًا، وتم نقله إلى مستشفى كوبري القبة"، بحسب صفحة "أبطال حرب أكتوبر الأصلييون" على موقع فيس بوك. وهناك من تبرعت بالدم، وتم تسجيل حوالي 9 آلاف سيدة، بخلاف من يقمن بالحياكة، وأعمال الديكور، وفي خدمة المستشفيات، ولأول مرة تكونت لجنة نسائية في نقابة المهن التجارية من 60 ألف عضوة لتشارك في العمل، والمساعدة بشتى الطرق في حرب أكتوبر، أول خطوة كانت جمع تبرعات ثم تبني، ورعاية أسر الجنود، والشهداء ماديا واجتماعيا. يتعتبر التبرع بالأجر أحد الوسائل التي قامت بها المرأة فكانت النساء تتبرعن من أجل حل مشكلة أسرة العامل، والموظف، والمهندس والدكتور، والطالب الذي ذهب للقتال، وعاد جريحا أو نال شرف الاستشهاد. في ذلك الوقت تبرعت العاملات بجزء من أجرهن الشهري للمجهود الحربي، واختفى الغياب وأصبحت طاقات وإنتاجية العمل مرتفعة حتى إن بعضهن عملن في العيد. ومن أبرز الاسماء التي كانت تتبرع بأجرها الكامل هي أم كلثوم التي تعتبر أبرز من تبرعوا بالمال والجهد كما أنها غنت للجندي المصري، واستحثت الشعراء لكتابة قصائد وطنية حماسية لتشد من عضد المواطن العربي، والجندي المصري. وجاءت قصائد تشيد بعبور القناة وتحطيم خط بارليف. كان فن أم كلثوم لا يقل عن أي سلاح استعمل في الحرب.. فهى تعتبر بطلة من أبطال حرب أكتوبر. ويأتى دور آخر للمرأة، وهو دور الجامعة العربية فقد توجهت السيدة جيهان السادات مع آلاف السيدات للخدمة العامة تعبيرا عن عرفان وطن بأكمله نحو أبطالنا المقاتلين في محاولة للاستماع لأبطالنا، وبعث المؤتمر ببرقية تأييد للرئيس السادات "مؤكدين فيها أن نساء إفريقيا والعرب يجددن العهد أمام الله والوطن أن يجندن الجهود والطاقات من أجل خدمة المعركة ومن أجل المبادىء التي تكافح الشعوب العربية والإفريقية لإقرارها، ودفع أي عدوان يقع عليها"، ووقت الحرب كانت بنت مصر في خدمة الأبطال في المستشفيات، وكان يظهر أصدق وأروع تجمع لنساء مصر. كما أن للمرأة في سيناء دورا بارزا أولها الشهادة التي نالتها نساء كثر من سيناء، ويعتبر إنشاء اتحاد لنساء سيناء لتنظيم مساعداتهن في الحرب، ونزلن للمستشفيات، وكل ربة منزل قدمت ما لديها لتكون في خدمة المعركة، ووقفت بنات سيناء صفا ثانيا لا يعرف الخوف أو الضعف وراء الأبطال، وهناك من الأزواج في أرض المعركة دور فدائي رائع أما الزوجات بعضهن تنقل الديناميت تحت ملابسها مرة، وفي لفائف الرضيع مرة أخرى.