"لا نريد الهيمنة"، رسالة إيجابية لطمأنة التونسيين والشركاء السياسيين، بأن "الإخوان" في تونس وحزبها "النهضة"، لا يريدون الإقصاء، تلك الرسالة التي جاءت على لسان المتحدث باسم الحزب، لتؤكد أن فرع "الجماعة" في تونس، استفاد من خطايا التنظيم في مصر، وتفوَّق عليه في التعامل مع شركائه السياسيين. "تصرف ناضج سياسيًا، ومتوقع من زعامة راشد الغنوشي، الذي كان دائمًا على يسار تنظيم الإخوان، وكان مخالفًا لرؤى الإخوان، ولطالما قدَّم نصائح لتنظيم الإخوان في مصر، قوبلت بالتجاهل من قادته"، هكذا يرى أحمد بان الباحث في الشؤون الإسلامية، قرار حزب النهضة التونسي، الذي كان مخالفًا لقرار الجماعة في مصر قبل عامين، عندما خالفت قياداتها كل وعودها وتصريحاتها بعدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، والدفع ب"خيرت الشاطر" مرشحًا رئاسيًا، ثم من بعده المرشح الاحتياطي "محمد مرسي" رئيسًا، أسقطه الشعب وعزله في 30 يونيو. يرى "بان"، أن "الغنوشي"، قائد حركة النهضة في تونس، يدرك تعقيدات المشهد التونسي، و"يريد أن يعطي رسالة طمأنة للشعب التونسي بأن الحركة لا تسعى للهيمنة أو الإقصاء"، وهو الأمر الذي لم يحدث من قادة التنظيم في مصر، الذين سعوا للتمكين والإقصاء من أول يوم في الحكم. وعلى الرغم من تشابه الحال بين مصر وتونس، عقب ثورات الربيع العربي، حيث سيطر "الإخوان" على غالبية المقاعد في البرلمان بالبلدين، إلا أن "بان" يرى أن التجربة في تونس مختلفة، لاختلاف الزعامة، ففي تونس حسب رأيه، رجل مستنير، هو الغنوشي، استطاع أن يقرأ المشهد بشكل مختلف ويتعامل مع الواقع بفكر مستنير.