سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التفاصيل الكاملة لجريمة ذبح طفلتين ووالدتهما فى «الطالبية» التحريات: المتهم حاول قتل الأم بسكين المطبخ بعد إصابتها بجرح قطعى فى الرقبة ثم ذبح «شهد وشاهيناز» حتى لا تكشفا جريمته
شهدت منطقة الطالبية، أمس الأول، مذبحة مروعة، حيث ذبح مجهول طفلتين وشرع فى قتل والدتهما فى ظروف غامضة، وتبين أن المتهم دخل الشقة التى تقع بالطابق الثانى عشر فى عقار بشارع مكةالمكرمة وذبح طفلة عمرها سنتان وأخرى عمرها 4 سنوات، وشرع فى قتل والدتهما بعد إصابتها بجرح قطعى فى الرقبة. وقالت التحريات التى جرت بإشراف اللواء محمود فاروق، مدير الإدارة العامة للمباحث، إن الضحية الأولى تُدعى شهد، عمرها سنتان، ومصابة بجرح قطعى عمقه 4 سم، وإن الضحية الثانية تُدعى شاهيناز 4 سنوات، مصابة بجرح قطعى فى الرقبة عمقه 5 سم، ووالدتهما وتُدعى عبير أبوالحسن، 23 سنة، ربة منزل، مصابة بجرح قطعى فى الرقبة. عقب الحادث انتقل فريق من المباحث ضم كلاً من العميد طارق عبدالعظيم مأمور قسم الطالبية، والعقيد مدحت فارس مفتش المباحث، والمقدم أحمد الوليلى رئيس مباحث الطالبية، تحت قيادة اللواء جرير مصطفى، مدير المباحث الجنائية، إلى مكان الواقعة، ونشرت المباحث قواتها فى المنطقة، وانتقلت إلى معاينة مسرح الجريمة ومناقشة عدد من شهود العيان. وتبين للواء جرير مصطفى أن الشقة تقع فى الطابق الثانى عشر فى العقار، وهى آخر شقة فيه، ومكونة من غرفتين وصالة وحمام ومطبخ، وكشفت المعاينة أن والدة الضحيتين هى التى أبلغت الجيران بالواقعة، وأنها فى تمام الساعة الخامسة والنصف، عصر أمس الأول، طرقت الباب على أحد جيرانهم فى العمارة وهى فى حالة إعياء شديدة، وتجمّع سكان العقار عقب ذلك وقاموا بنقلها إلى مستشفى الهرم وتم إخطار شرطة النجدة التى أخطرت مديرية أمن الجيزة ومباحث الطالبية بتفاصيل الواقعة. وكشفت المعاينة أن الضحيتين، شهد وشاهيناز، كانتا نائمتين على «مرتبة على الأرض فى غرفة بالشقة» بجوار بعضهما البعض، وتبين أنهما غارقتان فى دمائهما، كما تبين وجود حريق محدود فى مطبخ الشقة وتحطيم «فرن البوتاجاز»، كما تبين وجود آثار زجاج من زجاج الفرن بجوار الجثتين. وأوضحت أن القاتل المجهول دخل الشقة بطريقة مشروعة، مما يرجح أنه من المترددين على الشقة وأنه على معرفة بالضحايا، وأنه كان يتبع تحركات الزوج، واستغل غياب والد المجنى عليهما ونفذ الجريمة. وأكدت تحريات اللواء مصطفى عصام، مدير الأمن العام لمنطقتى الجيزةوالقاهرة، أن الضحيتين ووالديهما مقيمون فى الشقة «مسرح الجريمة»، منذ عام ونصف العام، وليس لهم أى خلافات أو عداءات شخصية مع أحد من سكان العقار، وأن والد الطفلتين يُدعى إبراهيم رضون إبراهيم، 27 سنة، مقاول، وأن زوجته من أفراد عائلته، وتزوج منها منذ 5 سنوات، وكانوا مقيمين فى إحدى قرى محافظة سوهاج حيث مسقط رأسهم، وانتقلوا إلى القاهرة منذ 3 سنوات وكانوا يقيمون فى شقة بمنطقة فيصل ثم انتقلوا إلى الشقة التى وقع فيها الحادث منذ سنة ونصف، وأنه رجل طيب وليس له أى خلافات مع أحد. وأضاف والد المجنى عليهما أنه فى تمام الساعة الخامسة والنصف تلقى اتصالاً هاتفياً من جاره أحمد نبيل، 29 سنة، موظف فى شركة سيراميكا كليوباترا، أخبره فيه أن زوجته تم نقلها إلى مستشفى الهرم، وأنهم عثروا على طفلتيه مقتولتين داخل الشقة. يتابع الأب قائلاً: «والله أنا ما كنت حاسس بنفسى والدنيا دارت بيّا، وفضلت 20 دقيقة لحد ما استوعبت الحادث، وأخدت سيارة «تاكسى» وانتقلت إلى مكان الشقة وشفت منظر عمرى ما هشوفه.. لقيت شهد وشاهيناز غارقتين فى دمائهما.. والله عمرى ما اتخيلت إنى أشوف بناتى بالمنظر ده.. ربنا ينتقم من اللى عملوا كده».. وأنهى كلامه للواء جرير مصطفى قائلاً له: «يا بيه، أنا عايز حق بناتى». وعقب الحادث وضع ضباط المباحث تصوراً للحادث، وهو أن الجريمة استغرقت قرابة ساعة، وأن المتهم دخل الشقة فى تمام الساعة الرابعة عن طريق الباب، وبطريقة مشروعة، وأن الزوجة قامت بفتح الباب لمعرفتهم به، وعقب دخوله إلى الشقة استل سكيناً من المطبخ وتشاجر مع والدة الطفلتين واستمر التشاجر قرابة 12 دقيقة وطاردها فى الشقة وحاول التخلص منها، إلا أنه لم يتمكن من الإمساك بها داخل غرفة النوم، وقام بتسديد طعنة لها فى الرقبة، واعتقد أنها ماتت، وذلك بعد أن تبين وجود آثار دماء فى الشقة بالكامل، فى المطبخ وأيضاً فى الصالة والحمام وغرفة النوم الخاصة بالمجنى عليها. كما تبين أيضاً أن المتهم، عقب ذلك، تخلص من الطفلتين بعد أن انطلقت منهما صرخات فخاف من أن يفتضح أمره فتخلص منهما، وقام بتنظيف السلاح المستخدم وهو عبارة عن «سكين المطبخ» من آثار الدماء، إلا أنه تبين وجود نقط دماء على يد السكين فتم تحريزها، ثم قطع خرطوم الغاز وأشعل النيران فى الشقة لحرقها والإيحاء بأن الضحايا ماتوا حرقاً، إلا أن الحريق لم يستمر وأفاقت والدة الضحيتين من الغيبوبة بعد الحادث بنصف ساعة وخرجت من الشقة واستغاثت بالجيران.