تأكدت قبل خروجها من المنزل أن بطاقة التموين الذكية لا تفارق حقيبتها الصغيرة، فاليوم ستحتاجها أكثر من مرة، فى الصباح وقبل ذهاب «منال» إلى عملها فى إحدى المدارس الخاصة ستقف فى طابور العيش لتحصل بالبطاقة التموينية على حصة أسرتها اليومية التى أقرتها الوزارة، ثم فى طريق العودة ستُحدّث زوجها هاتفياً لتخبره بموعد تغيير الأنبوبة من المستودع الذى يطلب الاطلاع على البطاقة قبل تسليم الأنبوبة، هكذا صار لبطاقة التموين مكان ثابت فى حقيبة «منال». «مبادرة رجع بطاقتك» هى آخر ما توصلت إليه وزارة التموين لحث المواطنين الشرفاء، من أصحاب الدخول المرتفعة على التنازل عن بطاقاتهم لصالح محدودى الدخل، وهو ما تساءلت عنه «منال»: «إزاى واحنا كل حياتنا بقت بالبطاقة». لم تهتم «منال» سابقاً ببطاقة التموين، ولم تسأل زوجها عن مقدار الزيت والسكر والأرز الشهرى الذى تكفله البطاقة «إحنا الحمد لله مستورين وقادرين نمشّى نفسنا من غير بطاقة، لكن دلوقتى ما استغناش عنها عشان العيش وأنبوبة البوتاجاز، والله أعلم ممكن بعد كده يسلموا مياه النيل على البطاقة». محمود دياب المتحدث الإعلامى لوزارة التموين، أكد أن خطة الوزارة فى الفترة المقبلة هى إعادة توجيه الدعم إلى مستحقيه، وذلك من خلال ربط إلكترونى بمكاتب الصحة لإسقاط الوفيات، وإضافة المواليد، بالإضافة إلى أن هناك الكثير من المواطنين لديهم شعور بأنهم لا يستحقون الدعم، وأن هناك غيرهم ممن لا يجدون أقل القليل فى حاجة حقيقية إلى هذا الدعم: «فيه حوالى 2 مليون بطاقة مستهدفة من هذه المبادرة، وبالفعل فيه 165 ألف مواطن تقدموا بطلبات للتنازل عن بطاقتهم التموينية»، مضيفاً «إيه المشكلة أن الناس القادرة تشترى بالسعر الحر، فيه مواطنين كتير فى مصر قادرين أنهم يشتروا العيش بنص جنيه ويدفعوا 30 جنيه حق الأنبوبة».