مصدر ب«الصحة» يعترف ب«حضانات الموت».. ويلقى المسئولية على قطاع التمريض

بعد التحقيق الاستقصائى ل«الوطن»

أثار التحقيق الاستقصائى الذى نشرته «الوطن» أمس حول «حضانات الموت» فى المستشفيات الحكومية ردود فعل رسمية وشعبية، حيث اعترف مصدر مسئول بوزارة الصحة والسكان بنقص عدد الحضانات فى المستشفيات العامة، ما يؤثر على حياة الأطفال حديثى الولادة، مستدركاً أن الأزمة الحقيقية ليست فى عدد الحضانات بقدر ما هى نقص الخبرة المدربة للتمريض للتعامل مع حالات الأطفال.
وأشار المصدر، فى تصريحات ل«الوطن»، إلى أن الوزارة على استعداد لزيادة عدد الحضانات أو تجهيز أكثر من 500 غرفة إضافية، موضحاً أن المشكلة تشمل قطاع التمريض، حيث تتجنب الممرضات العمل فى وحدات المبتسرين نتيجة ضعف العائد المادى وكثافة المجهود المبذول مقارنة بالعمل فى حضانات المستشفيات الخاصة. وأضاف المصدر أن الوزارة تسعى لإنهاء المشكلة لكنها تحتاج إلى وقت.
أكد مصدر مسئول بوزارة التعليم العالى ل«الوطن» أن أحد الأسباب الكبرى فى تفاقم أزمة الحضانات فى المستشفيات سواء التعليمية أو العامة هو نقص العنصر البشرى والمالى، مشيراً إلى أن هناك العديد من الجهات المسئولة فى الدولة عن أزمة نقص الحضانات فى مصر منها وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية والقوات المسلحة والشرطة والتأمين الصحى، لافتاً إلى أنه لا بد من التنسيق بين كل هذه الجهات للحد من تفاقم هذه الأزمة.
وكشف المصدر أن هناك تنسيقاً سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة بين جميع الجهات المسئولة فى الدولة للقضاء على مشكلة نقص الحضانات، مشيراً إلى أنه سيتم عمل دراسة وإحصائيات عن هذه المشكلة لوضع الحلول المبدئية للقضاء عليها.
ومن جانبه قال الدكتور حسين عيسى رئيس جامعة عين شمس أن أزمة الحضانات هى أزمة عامة وقومية ولا بد من أن تكون هناك خطة تنسيقية بين مستشفيات الجامعات ووزارة الصحة بشأن عمل دراسة وإحصائيات لأعداد المواليد التى تحتاج إلى حضانات، لمعرفة الأعداد المطلوبة من الحضانات فى جميع مستشفيات مصر.
وقال الدكتور عاطف دنيا، مدير مستشفى الحسين الجامعى ورئيس قسم الأطفال، إن عدد الأطفال الذين يموتون سنوياً بسبب نقص عدد الحضانات فى المستشفيات الحكومية والجامعية يفوق ال100 ألف طفل على مستوى مصر سنوياً، مؤكداً أن ذلك يرجع إلى نقص عدد الحضانات وأسرّة الرعاية المركّزة فضلاً عن عدم توافر كوادر لمتابعة الحالات حيث توجد ممرضة لكل 10حضانات، فى حين أن الصحيح وجود ممرضة لكل حضانتين لا أكثر.
ومن جانبه اعترف الدكتور نبيل عبدالعزيز مدير مستشفى أبوالريش عن وجود نسبة وفيات عالية بين الأطفال بسبب نقص عدد الحضانات بالمستشفيات، مشيراً إلى أن السبب فى استمرار الأزمة هو أن عدد المواليد يفوق بشكل كبير عدد الحضانات بمصر.
وأكد عبدالعزيز أن الأزمة لن تحل إلا بتقارب النسبة بين عدد المواليد وعدد الحضانات، وذلك من خلال زيادة عدد الحضانات بالمستشفيات وتجهيزها بالإمكانيات اللازمة.
وأشار مدير مستشفى أبوالريش إلى أن وزارة الصحة قامت مؤخراً بتفعيل خدمة للأهالى خاصة بتوجيههم إلى المستشفيات التى تتوافر فيها حضانات متاحة لأبنائهم، قائلاً: «إذا قام الأب بالاتصال بالوزارة للاستفسار عن عناوين حضانات متاحة، فسيتم توجيهه بشكل أسرع مما لو راح يبحث بنفسه».