أثار التحقيق الاستقصائى الذى نشرته «الوطن» أمس عن «حضانات الموت» فى المستشفيات الحكومية ردود فعل واسعة فى الأوساط الرسمية والشعبية، بسبب ما كشفه عن تعرّض ما يزيد على 100 ألف طفل سنوياً للموت فى تلك الحضانات. وعلمت «الوطن» أن الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، طلب من وزير الصحة الدكتور محمد مصطفى حامد التحقيق الفورى فيما نشرته الجريدة، خلال اتصال هاتفى بينهما، كما طالبه بتشكيل لجنة لمتابعة أوضاع الحضانات بالمستشفيات الحكومية وعمل تقرير عاجل ورفعه إلى رئيس الوزراء شخصياً. وقال الدكتور عماد عبدالغفور، مساعد رئيس الجمهورية، إنه يتابع المشكلة بنفسه ويولى أهمية لما نُشر بالجريدة، مؤكداً أنه سيسعى للتواصل مع الجهات التنفيذية لمعالجة الموقف، وزيادة عدد الأطباء المتخصصين فى قطاع الأطفال حديثى الولادة، وأضاف أن هناك نقصاً فى التوعية الصحية المتعلقة برعاية الأطفال حديثى الولادة بمصر. واعترف مصدر مسئول بوزارة الصحة والسكان بنقص عدد الحضانات فى المستشفيات العامة، موضحاً أن الأزمة ليست فى العدد، فالوزارة، حسب قوله، على استعداد لتجهيز أكثر من 500 غرفة إضافية، بل فى نقص الخبرة المدربة للتمريض، حيث تتجنب الممرضات العمل بوحدات المبتسرين، لضعف العائد المادى وكثافة المجهود المبذول. وقال هانى هلال، رئيس الائتلاف المصرى لحقوق الطفل، إنه سيطالب بجلسة استماع خاصة باللجنة التأسيسية، لوضع بنود فى الدستور الجديد تكفل حق الطفل فى الحصول على تأمين صحى كامل منذ مولده، والتزام وزارة الصحة بوضع خطة لتوفير الحضانات على مستوى الجمهورية بجميع المستشفيات العامة والجامعية. وقال المجلس القومى للطفولة والأمومة إن مشكلة نقص الحضانات لا تخص المجلس بل وزارة الصحة، فيما أكد الدكتور محمد فضل، أمين سر لجنة الصحة بمجلس الشورى، أن اللجنة ستضع مناقشة أزمة الحضانات على رأس أولوياتها قريباً. وقال الدكتور عاطف دنيا، مدير مستشفى الحسين الجامعى ورئيس قسم الأطفال، إن عدد الأطفال الذين يموتون سنوياً بسبب نقص الحضانات يفوق ال100 ألف طفل، فيما قال الدكتور عمرو الخشاب، مدير وحدة المبتسرين بمستشفى الجلاء، إن تحقيق «الوطن» عرض المشكلة بأمانة وموضوعية، ويُعد وثيقة هامة على تدهور أوضاع الحضانات.