تعودت فى الشهور الأخيرة، ما إن أكتب اسم «السيسى»، أو المشير، الجيش، أو الشرطة، 30 يونيو أو الثورة، حتى تأتينى التعليقات على المقال فى صفحة «فيس بوك» الخاصة ب«الوطن»، محملة بأسوأ الألفاظ، والسباب من كل لون، دون أن يناقشنى أحد منهم فيما كتبت، ربما جعلنى أراجع رأيى فيما كتبت، أو يراجع هو نفسه فيما أعتقد! أغلب الشتامين ينتمون إلى جماعة الإخوان، الذين يختبئون خلف علامة رابعة أو صورة الرئيس المعزول، وهؤلاء لم يؤمنوا يوماً بالحوار، فهم دوماً على صواب، وغيرهم حتماً على خطأ، لذا فلا معنى عندهم للأخذ والرد، وهكذا كان كبيرهم يريد أن يحكم مصر، ولهذا كان سقوطه وسقوطهم سريعاً ومدوياً! طبعاً أنا لست فى حاجة لأن أبدى اندهاشى، من هذا التناقض الغريب فيمن يدعون أنهم حفظة القرآن، وحماة الدين، وأصحاب المشروع الإسلامى، وتحمل ألسنتهم كل هذه القاذورات من ألفاظ قبيحة وسباب خادش للحياء، لا لشىء سوى إرهاب من يخالفهم الرأى والتشويش على رسالته. هذه المقدمة الطويلة، للتأكيد أننى لا أكتب لهؤلاء، ولا أحب أن يقرأوا لى، ولا أتوقف أمام شتائمهم، بل أدعو لهم وأدعوهم للتأمل والتفكير، ربما يعودون إلى رشدهم، أو إلى الدين الحقيقى الذى نسوه أو لم يتعلموه، ما علينا! مصر تتأهب وتستعد لاستقبال الرئيس المقبل، ودعونى أعلن لكم مرة أخرى أننى سأختار المشير عبدالفتاح السيسى رئيساً لمصر، مع كل تقديرى واحترامى لمنافسه الشريف، الأستاذ حمدين صباحى! اختيارى للسيسى، ليس لأنه فقط انحاز للشعب فى 30 يونيو، ووضع رأسه على كفه، ولا لأنه لم يستجب لرغبة مرسى فى الاعتداء على المتظاهرين فى «الاتحادية»، ولا لأنه نجح فى لملمة ومداواة جروح وآلام جنود وضباط القوات المسلحة، بعد أن عادوا إلى ثكناتهم، وكلهم جراح وألم من الشباب الذين حموهم وانحازوا إليهم فى يناير، وكان جزاؤهم التطاول والسباب، و«يسقط يسقط حكم العسكر». لن أنتخب السيسى، لأنه نجح بدهاء الساسة فى التعامل مع مواقف دولية معقدة واحتوى التحالف الأمريكى - الأوروبى، وغير من موقفه المتعنت، بهدوء، فيما أعاد الحلف المصرى - الروسى إلى مراكز التوازن العالمى. لن أنتخب «السيسى» فقط، لأن أغلب الشعب يحبه، ولا لأن برنامجه الانتخابى جيد، ولا لأنه «حنين» ويجيد مخاطبة النساء، أو لأنه منحاز إلى الفقراء. سأنتخب «السيسى»، لأنه المشير، الذى ينتمى إلى فخر كل مصرى، جيش مصر، خير أجناد الأرض.. سأنتخب المشير لأنه يعرف قيمة هذه الأرض، ومعنى الدفاع عن العرض.. سأنتخب المشير، لأن مصر تمر بظروف أكثر من صعبة، وتحتاج لمن تقف خلفه كل مؤسسات الدولة. سأنتخب المشير الذى ستقف معه وخلفه المؤسسة العسكرية، والشرطية والشعب. سأنتخب المشير، لأنه رجل بمعنى الكلمة، يخاف الله فينا، ولا ينام حتى يفى بوعده، لن يقصى أحداً ولا ينتمى لجماعة أو حزب أو تيار، ينتمى لمصر وجيش الأحرار!! أنا لا أنتخب اسماً، ولكنى سأنتخب «السيسى»، لأنه مشير، رغم أنف الشتامين!!