أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، أن الدول العربية تشجع الولاياتالمتحدة على الاستمرار في مسيرة تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيدا في هذا الإطار بالجهود الكبيرة التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ونقلت وكالة أنباء "الشرق الأوسط"، عن العربي قوله: إن الموضوعات التي طرحها كيري لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها لكنها بدأت تتبلور من وجهة نظري وأعتقد أن هذا هو نفس الانطباع الذي لمسناه عندما استمعنا اليوم إلى القيادة الأردنية، معربا عن تمنياته بأن تسفر هذه الجهود عن حل للنزاع (الفلسطيني- الإسرائيلي) وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وأن تكون القدسالشرقية عاصمة لها. وحول الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المقرر بعد غد، أشار الأمين العام إلى أن هذا الاجتماع دعا إليه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، واتفق على تحديد موعده في التاسع من أبريل الجاري، مضيفا أن الاجتماع سيكون برئاسة وزير خارجية المغرب وسيتم خلاله الاستماع إلى الرئيس عباس بشأن ما وصلت إليه المفاوضات التي تدور تحت إشراف الولاياتالمتحدة، وتابع العربي قائلا: إن الرئيس عباس سيطلب دعم الدول العربية ولكن في أي اتجاه لا يمكن أن نتكهن. وأضاف الأمين العام للجامعة العربية، "أننا جميعا نعلم أن هذه المفاوضات لها وقت زمني محدد وهو 9 شهور تنتهي في 29 إبريل الجاري، مشيرا إلى أن فكرة الوقت الزمني كانت نابعة من قرار اتخذه وزراء الخارجية العرب في نوفمبر 2013، لأن المطلوب هو إنهاء النزاع وليس الاستمرار في إدارته خاصة وأن إسرائيل تسعى إلى كسب الوقت. وقال العربي: إننا لا نستطيع أن نصف الموقف الحالي بأنه ميؤوس منه أو أنه يمكن أن يتحسن أو ينجح مائة في المائة، ولكن يمكن القول: إن هناك جزءا من الاتفاق كان يتمثل في الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى المتفق عليها والموجودة أسماؤهم لدى إسرائيل حيث كانت توافق السلطات الإسرائيلية على إطلاق سراحهم إلا أنها وفي آخر لحظة قالت إن 14 أسيرا من بينهم هم من عرب 48 وجنسيتهم إسرائيلية وأنها لن تفرج عنهم. وفيما يتعلق بتوقيع الرئيس عباس على 15 اتفاقية ومعاهدة دولية، ردا على رفض إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، أكد العربي، على أن هذا التوقيع هو حق فلسطين باعتبارها دولة كاملة المقومات منذ 29 نوفمبر 2012، مضيفا "هاتفني كيري اليوم وتحدث معي عن هذا الموضوع وحاولت أن أشرح له وجهة نظرنا وقلت له أنت تعمل على إنهاء النزاع وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية كما أنه ومن الناحية العملية صوتت 138 دولة في الأممالمتحدة لصالح فلسطين كدولة مراقب وهي لديها عدد ضخم جدا من السفارات لذلك فمن الطبيعي، أن تدخل معاهدة العلاقات الدبلوماسية لأنه ينطبق عليها، كما أنها توقع اتفاقيات مع إسرائيل وبالتالي يجب أن تدخل قانون المعاهدات، وعلاوة على أن هناك نزاعا مسلحا فلها أن تدخل اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولات الإضافية، لافتا إلى أن الوزير الأمريكي، يعتبر هذه الخطوة قد تؤثر على سير الأمور. ووصف أمين عام جامعة الدول العربية، الإسرائيليين بأنهم مزعجون في مفاوضاتهم جميعا سواء كانت مع مصر أو الأردن أو سوريا ويكون الأمر أكثر صعوبة مع الفلسطينيين حيث إنهم يدخلون في أمور دينية وأمور أخرى، مشيرا إلى أن أي اتفاق أو معاهدة أو تفاوض مع إسرائيل تتوقف فيها الأمور لأنها ترغب في الحصول على كل ما ترغب فيه ولا تكترث للجانب الثاني. وتقييما للدور الذي يلعبه الأردن في تحقيق السلام، أكد نبيل العربي، على أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، يلعب دورا مهما جدا ومحوريا في سبيل تحقيق السلام علاوة على أنه يحظى بثقة كبيرة من قبل الأمريكيين والفلسطينيين والإسرائيليين ، معربا عن تمنياته بأن يستمر الدور الأردني بهذه القوة وبهذا الدفع. وعن محاولات الكنيسيت الإسرائيلي بسحب الوصاية الهاشمية عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، شدد العربي على أن هذه المحاولات ستفشل مائة في المائة، معتبرا إياها بأنها محاولات "خسيسة" من قبل الإسرائيليين لإثارة مشاكل لا داعي. وقال الأمين العام للجامعة العربية: إن الفلسطينيينوالأردنيين اتفقوا على شيء وكل الدول العربية والإسلامية تؤيده لذلك فما هو دخل الإسرائيليين بهذا الشأن ؟، مشيرا إلى أن إسرائيل تجري محاولات مع الفاتيكان بشأن الممتلكات التابعة للكنيسة الكاثوليكية في القدس فهي تريد أن تأخذ اعترافا عليها من الكرسي الرسولي وهو ما يعارضه العرب، مؤكدا على أن الملك عبدالله الثاني سوف يثير هذا الموضوع خلال زيارته إلى روما. وحول ملف الأسرى الفلسطينيين والدور الذي تقوم به الجامعة لنصرتهم عربيا ودوليا، نوه الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالاجتماع المهم الذي عقد في بغداد منذ أكثر من عام حول هذا الموضوع ، وقال العربي: إنني ذهبت إلى الأممالمتحدة أكثر من مرة وتحدثت في هذا الموضوع وأيضا مع المسؤولين في المفوضية السامية لحقوق الإنسان علاوة على المكاتبات المستمرة في هذا الصدد. وأشار نبيل العربي، إلى أن هناك مسعى لعقد مؤتمر دولي لنصرة الأسرى، مضيفا أن العالم كله يعرف الزعيم الراحل نلسون مانديلا وبأنه قضى 27 عاما في السجن في حين أن هناك أسرى فلسطينيين يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 30 عاما، أي أنهم قضوا جل حياتهم في المعتقلات. وتابع الأمين العام للجامعة العربية، "تألمت كثيرا أثناء مؤتمر بغداد وخاصة عندما شاهدت طفلا فلسطينيا عمره 11 عاما اعتقلته سلطات الاحتلال لمدة أسبوع وتركته بمفرده في حجرة، وهذا الأمر ليس بالسهل على طفل في هذا العمر وأن يبقى وحيدا هذه الفترة. وحول المصالحة الفلسطينية، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، على ضرورة إنجاز اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام بين فتح وحماس خاصة في ظل هذه المرحلة الحرجة، داعيا الفلسطينيين إلى ضرورة أن يقفوا صفا واحدا وينظرون إلى المستقبل لبناء بلدهم.