الصيف اللي فات وأنا في الساحل زهقانة، فجأة سمعت صوت مزيكا من بعيد، خبط ورزع.. لسه مش عارفه أحدد مين اللي بيغني، كل الناس جريت ناحية الصوت.. "ده في حفلة!.. هجووووم". كله بيدوس على اللي جنبه، علشان يلحقله مكان يقف فيه، كأنهم بيوزعوا "Nola cupcakes for free!!". مش مصدقة عنيا! دول هما، واقفين علي الStage!.. WOOW!! وقفت مع الواقفين، غنيت مع اللي بيغنوا، رقصنا وهللنا وهيسنا.. أيوة بقى! الأغنية المفضلة عند الشعب "العلبة الدهبية، من واحد لمية!"، بس عادي بقى ما كله بيرقص ومزقطط آخر زقططة، هي جت عليا يعني؟!!"In public" وشي إحمر شوية...إحنا. "آآي" حد داس على رجلي، ببص لقيته طفل صغير بيرقص وبيطنطط وبيغني، وهو حافظ كلمات الأغنية صم.. مامته و باباه بيشجعوه ويصقفوا وهم بيصوروه بالكاميرا، وبيبوصوا للناس بتعالي وفخر واعتزاز.. لوهلة تنحت.. ده طفل معداش 5 سنين، فين أيام كوكو واوا وذهب الليل والعصفور صوصو؟.. وبعدين فكرت، بثقة قوي، أنا لما أتجوز، عمري ما هسيب ابني أو بنتي يعملوا كدة أو يسمعوا الكلام ده.. NOWAY!. هاي! ثواني بس يا بنتي.. متخليش التناكة تاخدك قوي كده! هوه إنتي واقفة هنا بتعملي إيه؟!.. هي مش دي أغاني الأفراح وأعياد الميلاد والمناسبات؟!.. افتكرت زمان أول مرة سمعت أغاني المهرجانات، كان أخويا مشغلها بالغصب عليا في العربية، قلتله نزلني مش قادرة أسمع.. ومن شوية كنت بغني وبصقف وأنا فاتحة بؤي.. وهستغرب على إيه؟ هو مش كل حاجة في حياتنا دلوقتي بقت كده؟. كام حاجة كنا رفضنها؛ علشان مش عجبانا.. بس ملقناش غيرها، فأخدناها بس على أفانا؟.. فسكتنا وقبلناها وكمان صقفنا عليها؟.. "معلش، تعالي على نفسك، استحمل، اعصر على نفسك ليمونة.. متحبكهاش قوي كده!، يا عم عديها.. دي حاجة بسيطة، زي شكة الدبوس".. وهو مين أصلًا عايز يتشك بدبوس؟.. شكة الدبوس مبتوجعش؟!. كل حاجة في حياتنا بقت زي الأغنية اللي مش عجبانا، من كتر ما سمعناها، دندناها وحفظناها وغنيناها لنفسنا، وكمان بقينا بندور عليها.. لحد ما بقت أسلوب حياة وطبع بيتأصل فينا شوية بشوية، من غير مناخد بالنا.. سيبك إنت! العلبة الدهبية مش ليك بس وكمان ليا!. ملحوظة هامة: يرجي سماع الأغنية قبل وبعد قراءة الموضوع.. علشان تندمج يا برنس!.