ألوان الطيف سبعة، وفى عالم السياسة بمصر المحروسة أربعة أطياف تغازل الرئيس محمد مرسى فى ظرف استثنائى خطير يؤسس للجمهورية الثانية. الكل يحاول أن يجد لنفسه مكاناً تحت الشمس، التى يستشعر البعض أنها يمكن أن تكون حارقة، ويقبل بالمجازفة ليستعيد مكاناً فقده، ويرى آخرون أنها شمس صيف على شاطئ صخرى ملتهب ويخاطرون، ربما تتحسن الأحوال، ويرى آخرون أنها شمس شتاء لجنى الثمار، وجماعة ترى أنها رحلة صيف تحقق المأمول لإزالة غمة شتاء قارس وطويل وهم أربعة أطياف. الرماديون: لا هوية لهم لا تعرفهم يحبون الظلام ويمشون فى الظل ويظهرون وقتما أرادوا أو أراد لهم القدر والظروف، لا يعارضون ولا يؤيدون، انتهازيون، هدفهم دائماً جنى الثمار ويمثلون خطورة على المجتمع والدولة. المتحولون: فى الخدمة وتحت الطلب للجالس على الكرسى يدافعون عنه ويرسخون لمبادئه ويزينون لأفعاله. يقفزون على الأحداث، مضللون ومخادعون ويتميزون بذكاء إجرامى ويشكلون خطورة على المجتمع وقيمه الأخلاقية وأمنه وسلامه، نظراً لما يثيرونه من فتن عند كل تحول. التكنوقراط: ولاؤهم للوظيفة العمومية، ليس لهم توجهات سياسية أو أيديولوجية يعتمدون على قدراتهم العلمية، التعامل معهم يتسم بالوضوح وأوراقهم مكشوفة، لا يعرفون التدليس السياسى، فى الغالب لا يريحون الجالس على الكرسى الذى يستشعر دائماً عدم ولائهم. أصحاب التوجهات السياسية الواضحة: ينتمون لتنظيم أو جماعة أو حركة فى الغالب لا يتخلون عن مبادئهم، دائماً تؤرقهم أحلام الوصول إلى السلطة، منهم النفيس والردىء، دائماً ما يسعون إلى إسقاط الجالس على الكرسى، ربما بالحق وأحياناً بالباطل، والحذر واجب. بنظرية متأنية فالرماديون ليسوا رجال المرحلة، فكل شىء واضح وملموس، ولن يجرى شىء فى الظلام، وهم الآن فى حالة بيات شتوى، وإن كانوا يحاولون العبث لإحداث حالة من الفوضى، فتجدهم يروجون لأفكارهم عبر الإعلام غير الواعى. أما المتحولون ففرصهم ضئيلة، ومحاولاتهم مستميتة، ولن يصمتوا، وإنما يجب إجبارهم على الصمت أو قول الحق بكشف حقيقتهم، وهذا لا يعفيهم من المسئولية عما نحن فيه، وتجب محاسبتهم. أما التيارات السياسية فأثبتت فشلاً ذريعاً على مدار عام ونصف من عمر الثورة أنهتها بممارسات مخزية فى المجلس التشريعى «المنحل» ولم يكن أداؤها مرضياً لا للصفوة ولا لعامة الشعب، فالثقة فيهم تكاد تكون منعدمة خلال هذه المرحلة حتى يعيد كل تيار حساباته. يبقى فى النهايه «التكنوقراط» فهم الأمل فى عبور المرحلة حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.