انتقد الكاتب الصحفى محمود نافع - رئيس تحرير جريدة الجمهورية- الوضع الحالى للإعلام، وقال: إن الإعلام حالياً ليس له أى دور مؤثر فى التحول الثورى، فالدولة متخبطة لا يزيد دورها عن كونها تقوم بمهام الإسعاف والمطافئ فى مواجهة الأزمات، أما الإعلام فيعمل بالقطعة فى مواجهة هذه الأزمات. وكشف نافع، خلال المؤتمر القومى الأول لمحافظة القليوبية حول دور الإعلام فى دعم التحول الثورى فى مصر، أن حالة التخبط التى يعانى منها الجميع هى السبب الرئيسى فى أن يضل الإعلام طريقه ويعمل فى جو مشوش بعيداً عن الأهداف الاستراتيجية الواضحة، معللاً السبب الرئيسى فى ذلك هو اختلاف الرؤى من كل القوى والأطياف على طول الخط حول مسائل التحول من الفترة الانتقالية إلى فترة الاستقرار فى الوقت الذى مازالت فيه الصحف ووسائل الإعلام تبحث عن سلطة تغازلها، كما كان يحدث قبل الثورة، حيث كان الكل يدور فى فلك رئيس الجمهورية ولجنة السياسات ورموز النظام السابق من أجل البقاء. أوضح نافع، أن إعلام ما بعد الثورة مازال مضللاً بسبب المتحولين من رؤساء القنوات الفضائية والتحرير، وكذا التخبط الذى تعيشه الدولة فى ظل عدم وجود رؤية واضحة للإعلام والحكومة، فالكل لا يتحرك إلا بعد الأزمة، مما تسبب فى انتشار حالة الفوضى، فأصبح الكل يريد دون النظر عن ماذا تريد مصر. ولفت نافع إلى أن الإعلام فقد بوصلته ومطلوب العمل على نبض الناس الحقيقى بعيداً عن الضغوط التى سمحت باختلاط الثوار بغيرهم، مما تسبب فى الانحراف عن المسار، فأصبحنا نجنى أشواك الثورة بدلاً من أن نجنى ثمارها، مطالباً جميع القوى والمجتمع بالعمل على إعادة عجلة الإنتاج وسد الثغرات حتى تكون لدينا جمعيات القمح والقطن والعمل حتى تستعيد مصر مكانتها. أكد الدكتور عادل زايد - محافظ القليوبية- أثناء المؤتمر الذى أقيم أمس، الاثنين، بقاعة مكتبة مصر العامة ببنها، تحت رعاية الدكتور على السلمى نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديمقراطى، وبرئاسة الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية بحضور رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والمستقلة وممثلى وسائل الإعلام بمحافظات القليوبية والشرقية والمنوفية والغربية، أن الإعلام المصرى يشكل ويؤثر بشكل كبير فى وجدان الشعوب وتفهمهم وتفسيرهم للأحداث التى تدور من حولهم، مشيراً إلى أن ثورة 25 يناير قد أحدثت العديد من التغيرات الجذرية فى منظومة الإعلام، ليست فقط فى مصر، بل فى العالم أجمع، مؤكداً أن التغيير الأكبر الذى حدث خلال الأشهر التالية للثورة، هو الالتفاف حول المواطن المصري كحالة إعلامية خاصة تستحق خدمة إعلامية متميزة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية. وأشار المحافظ إلى أن الإعلام المصرى يعيش حالة نمو غير مسبوقة من حيث الكم والنوع برزت على السطح فى أعقاب ثورة 25 يناير، حيث انطلقت العشرات من القنوات الخاصة والعديد من الصحف الورقية والإلكترونية ومواقع الإنترنت المتنوعة، التى يتضاعف عددها يوماً بعد يوم، بالإضافة إلى البرامج الإذاعية ذات الارتباط بموضوعات الثورة وتوابعها، لافتاً إلى أن دور الإعلام بعد الثورة أصبح من أخطر ما يمكن، حيث إن دور الإعلام يتضمن ممارسة أجهزة الإعلام لدورها فى الرقابة وحشد الرأى العام فى الاتجاه الصحيح، فنحن فى أمس الحاجة الآن لثورة ثقافية موازية للثورة السياسية يكون رصيدها أصحاب الخبرة المهنية القادرين على تقييم المسار وتحقيق التوازن المطلوب بعيداً عن التهويل والقدرة على ضبط الأداء الإعلامى ونقل الحقيقة، كما هى وبث الاستقرار واستعادة الهدوء للوطن. من ناحيته، حذر الكاتب الصحفى عبد العظيم حماد - رئيس تحرير الأهرام - من استمرار التناحر بين الثوار والقوى السياسية المختلفة، لأنه سيكون سبباً فى تأخر إنهاء المرحلة الانتقالية، مطالبا قادة الإعلام والرأى والسياسيين بالمساهمة فى صنع التحول الثورى فى مصر. وأشار حماد إلى أن عملية الإسراع فى التحول الديمقراطى السلمى تتطلب العمل على الحفاظ على المقومات الاقتصادية والسياسية والمؤسسة العسكرية، مشيراً إلى خطورة عدم عودة الجيش إلى ثكناته حتى الآن بسبب الصراعات الداخلية التى قد تجر الجيش إلى مواجهة غير محسوبة مع إسرائيل، لافتاً إلى إنهاء هذه الفترة بأسرع ما يمكن. وأوضح حماد، أن أخطاء المنظومة الاجتماعية كانت سبباً فى استمرار إعلام ما بعد الثورة فى حالة تخبط نتيجة الصدام السياسى الحالى الذى حول الساحة الإعلامية إلى سوق كبير يستغله كل سياسى فى دعم ظهوره على الساحة بعيداً عن الحركة بين الناس لتنتشر الفوضى فى مختلف الفئات. من جانبه، أكد عادل نور الدين - رئيس قطاع القنوات المحروسة بالتليفزيون المصرى - أن الإعلام المصرى المسموع والمرئى يمر بأزمة حقيقية ثلاثية الأبعاد تتمثل فى فقدان الثقة بينه وبين جمهوره، والتى زادت حدتها بعد ثورة 25 يناير، حيث فقد الملايين من جمهوره أثناء الثورة، وكذا فقدان التواصل بين الإعلام والعاملين فيه أيضا، الذين يعانون من مشاكل كثيرة، أهمها عدم وجود من يمثلهم أو نقابة تعبر عنهم وعن مشاكلهم، بالإضافة إلى أزمة الإعلام فى كيانهم، حيث يفتقد الإعلام المصرى إلى مرجعية مهنية وأخلاقية أو مواثيق شرف، كاشفاً أن الإعلام المصرى هو الوحيد على مستوى العالم الذى يعمل بدون ما يسمى بدليل السياسة التحريرية أو مرجعية، مما يتطلب العمل على صياغة إعلام مصرى جديد تكون مهمته الأساسية صياغة مستقبل الإعلام فى مصر بمشاركة جميع المصريين.