سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أيمن».. تعرض لإصابة أقعدته على كرسى متحرك.. ف«نحت الصخر» سبب اختياره لفكرة النحت على الصخر هو رغبته فى عدم التوقف عند مرحلة معينة والتعبير عن قضايا مجتمعه ومشكلاته والظروف المحيطة به وبأمثاله
تعرض لحادث تسبب له فى كسر بالعمود الفقرى، وجعله طيلة الوقت لا يبرح كرسيه المتحرك، إلا أنه قرر أن يأخذ لنفسه مكاناً داخل المجتمع ويثبت أن الإعاقة الحقيقية تكمن فى العجز عن التفكير والإبداع، لا فى العجز عن الحركة. أيمن فرغلى.. شاب استطاع أن يكون أحد أشهر الفنانين التشكيليين فى مصر، وقدم عشرات اللوحات الفنية عن الحضارة الفرعونية القديمة والريف المصرى من خلال النحت على أحجار الصخور. لم يتأثر «أيمن»، 30 عاماً، بالحادث الذى تعرض له وهو ابن 17، بل قرر أن يكمل حياته بشكل طبيعى، وأن يستغل عشقه للرسم والفن التشكيلى فى إخراج شىء جديد لمجتمعه، فبدأ رحلته مع الفن التشكيلى بعد عامين من الحادث: «أكتر إنسان شجعنى على الرسم هو المهندس محمد حجاج، مصور الفوتوغرافيا، وكنت باتعلم منه الرسم على أصوله، وساعدنى كتير أنمى موهبتى اللى كانت عندى من صغرى. وقررت إنى ألف الأزميل بقماشة عشان أعرف (أملكه) بإيدى وعشان سنه ما يجرحنيش». بداية «أيمن»، الذى يرفض أن يصفه أحد بالمعاق، مع الرسم بعد الحادث لم تكن سهلة، فكان أول ما واجهه هو القدرة على الإمساك بالقلم: «بعد الحادثة بقت إيدى عاملة زى إيد الأطفال، وما كنتش باقدر أفتحها، وعشان أقدر أرسم بقيت أمسك القلم باعافر عشان أحطه فى إيدى لحد ما بدأت أرسم، وعملت أول معرض فنى سنة 99، وكان رد فعل الناس عليه طيب جداً». يؤكد «أيمن»، الحاصل على دبلوم تجارة، أن سبب اختياره لفكرة النحت على الصخور هو رغبته فى عدم التوقف عند مرحلة معينة، والتعبير عن قضايا مجتمعه ومشكلاته والظروف المحيطة به وبأمثاله من ذوى الاحتياجات الخاصة: «الحلم كان فى دماغى دايماً، وكان لازم الرسم يبقى خطوة توصلنى للنحت على الصخور، ومش بس كنت عايز أعبر عن المجتمع، لكن كنت عايز أفكر الناس بجمال الحضارة المصرية وجمال الريف والطبيعة المصرية». «هو انت هتعرف تمسك الصاروخ ولّا الأزميل؟ إزاى هتتحرك وسط الصخور والحجارة وانت قاعد على كرسى متحرك؟».. كثير من كلمات الإحباط واجهته من كل المحيطين به، حين أفصح عن نيته بالعمل فى النحت على الصخور ورسم لوحاته الفنية من أحجاره، إلا أن رأيه كان «إن الموضوع أبسط من كده بكتير، الحكاية كلها إنى اتفاعلت مع المكان، واعتبرت إن انا وأدواتى كيان واحد، وما خفتش من الحركة بالكرسى المتحرك فى وسط الصخور الصلبة، لإن دى اللى هتخلينى أبدع فى فنى». يقول «أيمن» إن أكثر لوحاته الفنية التى يعتز بها هى لوحة «الريف المصرى»، التى أثبت بها أن المصريين يملكون حضارة رائعة، وأن النحت لا يجب أن يقتصر على الرسوم الرومانية، وأن النحت الإسلامى والمصرى يستطيع أن ينافس بقوة فى سوق الرسوم المنحوتة، حسب قوله. ويؤكد «أيمن» أنه يحاول من خلال فنه عمل مهرجانات تهدف إلى تنشيط السياحة فى ظل أوضاعها الحالية المؤسفة: «عملت معرض للفن التشكيلى اسمه (سوق الربيع) فى الغردقة مع كتير من الفنانين التشكيليين من مصر وكل أنحاء العالم بهدف تنشيط السياحة، وهناك قدمت مجموعة لوحات فنية جديدة، كلها معمولة من النحت على الحجارة». لم يتوقف حلم «أيمن» عند كونه أحد أشهر الفنانين التشكيليين حالياً، بل يطمح فى أن يكون «صاحب شركة برمجيات كبيرة»، حيث حصل «أيمن» على شهادة فى الكمبيوتر من أحد المعاهد الخاصة، وعمل فى تخطيط برامج الكمبيوتر والتصميم إلى جانب عمله بالنحت. يحلم أيمن فرغلى، فى ختام حديثه، بأن يشارك فى بناء حضارة لوطنه ومجتمعه، ويوجه رسالة إلى كل أبناء وطنه بالإصرار على تحقيق الطموح، وعدم التوقف عند المصاعب: «واللى حاسس إنه قد حلمه أكيد هيحققه».