قالت الأممالمتحدة، اليوم، إن زراعة الأفيون في أفغانستان سجلت ارتفاعًا قياسيًا فيما تستعد القوات الدولية للانسحاب من البلاد، وسط مخاوف من أن تذهب المكاسب إلى قادة الفصائل الذين يتنافسون على النفوذ قبل انتخابات الرئاسة التي تجري العام المقبل. وسيحرج اتساع مساحة زراعات الأفيون إلى 516 ألف فدان، مانحي أفغانستان بعد محاولات على مدى أكثر من 10 سنوات لإثناء المزارعين عن زراعته ومكافحة الفساد وقطع الصلات بين تجارة المخدرات وحركة طالبان. وصرح جان لوك ليماهيو، مدير مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في أفغانستان، "التقديرات على المدى القصير ليست إيجابية، الاقتصاد غير المشروع يرسخ أقدامه ويبدو أنه سيفوق الاقتصاد المشروع أهمية". وأفغانستان هي أكبر دول زراعة الخشخاش الذي يستخرج منه الأفيون والهيروين. وفي العام الماضي مثل إنتاجها 75% من الإنتاح العالمي، وكان ليماهيو صرح في وقت سابق بأن نسبتها من الإنتاج هذا العام قد تصل إلى 90%. وجاءت الزيادة في المحصول نتيجة عدة عوامل، منها انعدام الأمن مع انسحاب القوات الأجنبية استعدادًا للانسحاب الكامل العام المقبل وارتفاع سعر الأفيون العام الماضي وغياب الإرادة السياسية لمعالجة المشكلة. وأوضح ليماهيو، أن الإرادة السياسية ضعفت بشدة مع اقتراب انتخابات الرئاسة في أبريل، ولا يستطيع الرئيس حامد كرزاي خوض الانتخابات مجددًا مما يترك المجال مفتوحًا أمام عدد من المنافسين يرتبط بعضهم بشخصيات ذات نفوذ حققت مكاسب من زراعة الخشخاش فيما مضى. وأضاف مكتب مكافحة المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة في تقرير، أن المساحة المزروعة بالخشخاش زادت 36% عن عام 2012 وتفوق المستوى القياسي الذي سجل عام 2007 عندما كان المزروع 477 ألف فدان. ومن المتوقع أن تصل مكاسب المزارعين إلى مليار دولار أو 4% من الناتج المحلي الإجمالي. وستذهب بعض هذه المكاسب إلى حركة طالبان لتمويل عملياتها المسلحة؛ ويتهم مسؤولون غربيون في أحاديث خاصة أعضاء كبارًا بالحكومة الأفغانية بتحقيق مكاسب أيضًا.