نظمت جامعة القاهرة، أمس، ندوة ثقافية بعنوان «تطوير العقل المصرى»، ضمن سلسلة ندوات تنظمها الجامعة عن «قادة المستقبل»، تحت إشراف وبحضور الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة وشارك فيها الدكتور عبدالله التطاوى نائب رئيس الجامعة وخلال الندوة ألقى الكاتب الصحفى محمد البرغوثى، مدير تحرير «الوطن»، محاضرة تحت عنوان «مصر أين وإلى أين؟»، معتبراً أن «مصر قاربت على إنهاء حقبة طويلة من عشوائية الفكر والتخطيط والبناء، للانتقال إلى مرحلة جديدة من النهضة والبناء والتعمير». مشروعات الطرق والمدن الجديدة والعاصمة الإدارية ومحطات الكهرباء ملحمة بناء وتنمية غير مسبوقة وقال «البرغوثى» فى كلمته، موجهاً حديثه للطلاب: «ذات يوم هاتفنى مسئول حكومى، وسألنى: أين أنتم مما يحدث فى البلد؟، وكان ردى أننى لن أتحدث عن مشاريع مستقبلية، فقد شبعنا من الكلام عن الرؤى والطموحات العظيمة، والشعب يريد أن يرى ذلك على أرض الواقع، وليس مجرد كلام». وأضاف «البرغوثى» أنه قضى 13 يوماً فى 13 موقعاً من مواقع المشروعات التنموية، قائلاً: «لقد رأيت آنذاك ملحمة لم يسبق لى أن رأيتها فى هذا البلد، حيث حضرت مشاريع الإسكان الاجتماعى التى افتتحت فى العديد من المواقع وذهبت إلى مدن 6 أكتوبر والعبور والشروق والسادات ووادى النطرون والعلمين وأسيوط والمنيا وبنى سويف، وذهلت من حجم البناء والتعمير الموجود فى هذا البلد». وتشكلت لدى «البرغوثى» بعد هذه الجولة الميدانية الطويلة قناعة كاملة، حسب قوله، بأن «هناك مشروعات يجرى تنفيذها ربما لم تحدث من قبل، مثلاً، هناك مشروع الإسكان الاجتماعى الذى بدأ عام 2014 فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى يعد أنبل وأعظم المشروعات الحضارية والإنسانية التى أنشئت فى هذا البلد». وبالتزامن مع حديثه عن الإسكان الاجتماعى، وكيف أسهم فى «تضييق دائرة العشوائيات»، تذكر «البرغوثى» وقت أن قام بزيارة إلى دولة الإمارات، وأذيعت آنذاك أغنية الفنان محمد منير، «أنا قلبى مساكن شعبية»، فهاتف «منير» وسأله: «لماذا الأغنية بهذا الاسم فأنا أكتر شىء أكرهه فى الدنيا هى المساكن الشعبية، لأنها مهينة للشعب ولمن يسكن فيها». وتابع مدير تحرير «الوطن» قائلاً: «وأنا قادم إلى هذا المكان، رأيت شاباً يغنى.. أعتقد أن الغناء والموسيقى والفن والمشاعر الإنسانية لن تستطيع أن تنبت فى مجتمع قبيح وشكله سيئ، فالمبانى لها علاقة بمشاعر البشر وتربيتنا وسلوكنا، فعندما رأيت النمط المعمارى فى مشاريع الإسكان الاجتماعى، وهو مُنفذ لمحدود الدخل، ذهلت من جمال المكان ورقيه». واعتبر «البرغوثى» أن «الحكومة تحاول معالجة المشاكل وتتلمس طريقاً للخروج من الأزمات المتراكمة منذ أكثر ما يزيد على خمسين عاماً فى هذا البلد، لكن فى الوقت نفسه هناك إيجابيات عظيمة جداً، إذ لدينا أكبر مشروع للطرق فى تاريخ هذا البلد»، منوهاً بأن «الحضارة طريق، وراجعوا التاريخ، فقد بدأت الحضارة باكتشاف طريق وانتقلت الأفكار والسلع والديانات والحضارات تلاقت عبر الطرق، كطريق رأس الرجاء الصالح وطريق الحرير وقناة السويس، فالطرق شرايين التنمية فى هذا البلد». وأوضح الكاتب الصحفى أن «من يقرأ كتابات جمال حمدان سيكتشف أن مصر كانت مصابة بعاهة مستديمة فى موضوع الطرق، فكلها أنشئت طولية بمحاذاة وادى النيل والمنطقة المزروعة فى الوادى والدلتا، وكنت زمان عندما أتحدث مع وزراء الزراعة وأطلب منهم شق طرق عرضية فى الصحراء حتى ينتشر الناس فيها كانوا يرفضون بحجة ارتفاع التكاليف، وبعدها خرجت الناس وحدها وشقت الطرق بنفسها». وبرهن «البرغوثى» على ذلك بأن «هناك ملايين من الأفدنة تم إصلاحها بمجهود ذاتى من الناس بمجرد إنشاء الطريق، وكنت محظوظاً عندما خرجت فى جولة بالطائرة مع اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ورأيت حجم الطرق المشقوقة فى هذا البلد وصعقت، وسألت الوزير: متى بدأتم فى هذا؟. فقال: «نحن نعمل منذ عامين فالحضارة طريق والتنمية طريق».
