التجمع الخامس.. المدينة التى أنشأها حسب الله الكفراوى ل 2.5 مليون من الفقراء.. فأصبحت حى الوزراء والسفراء ورجال الأعمال

تعتبر مدينة القاهرة الجديدة، أو التجمع الخامس، من مدن الجيل الثالث التى تم إنشاؤها بالقرار الجمهورى رقم 191 لسنة 2000، وتقع فى القوس الشرقى لمحافظة القاهرة، لكنها تتبع محافظة حلوان منذ قرار استحداث المحافظة، وهى من أكبر المدن الجديدة، وتمتاز بوجود مساحات خضراء كبيرة، حيث تبلغ مساحة المدينة 70 ألف فدان، منها 43.3 ألف فدان حدائق وشوارع، والباقى مبان ذات طراز معمارى فريد يجمع بين الغربى، والشرقى، والأوروبى الحديث المتميز، وتتنوع وحداتها السكنية لتغطى احتياجات جميع المستويات، من اقتصادى، إلى متوسط، وفوق متوسط، وفاخر.
قال سعد عيسى، خبير ومثمن عقارى فى المنطقة: «المهندس عثمان أحمد عثمان، مؤسس شركة المقاولون العرب، ووزير الإسكان فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، اقترح إنشاء طريق دائرى حول القاهرة أسوة بكل عواصم العالم، وكان يرى أن النقل سيتغير بين مدن القاهرة والمحافظات، دون معرفة حجم النقل بين هذه المدن وبعضها البعض، وهو ما تم على أساسه تخطيط الطريق الدائرى، وتم إجراء دراسة لمدة 8 شهور بها احتمالات زيادة الانتقال إلى القاهرة من كل المدن، وكان من الاقتراحات أيضا تحصيل رسوم عبور للطرق، وكان هذا عام 1976، ووقتها وصف الناس الاقتراح بأنه رأسمالى لا يصلح مع الشعب المصرى، رغم أن جميع دول العالم تفعل ذلك لصيانة الطرق بشكل مستمر، لكن الشركة الفرنسية أنهت الدراسة وكانت جيدة جدا، وأشارت إلى أن القاهرة بها أماكن ضيقة وفقيرة جدا.
وأضاف عيسى أن الدولة قررت وقتها إنشاء تجمعات حول الطريق الدائرى المقرر إنشاؤه، وقرر المهندس حسب الله الكفراوى، وزير الإسكان آنذاك، إنشاء 12 تجمعا حول الطريق، وتمت تسميتها بأسماء التجمع الأول، والثانى، والثالث، والرابع، والخامس، على أن يستوعب كل تجمع نحو 200 ألف شخص، أى سيتم تسكين نحو 2.5 مليون من فقراء القاهرة فى هذه التجمعات، وتم تكليف 12 مكتبا مصريا لتخطيط هذه التجمعات، وتم تسليم كل تجمع لواحدة من شركات الدولة، مثل شركات مصر الجديدة، والمعادى، ومدينة نصر، تكون مهمتها تعمير هذه التجمعات.
ولفت عيسى إلى أن البعض قدم تقريراً إلى محافظ القاهرة يطالبه بالتوقف عن إنشاء القاهرة الجديدة، وسلم الدكتورعمرعبدالآخر، المحافظ فى ذلك الوقت، التقرير إلى الدكتور عاطف صدقى، رئيس مجلس الوزراء آنذاك، ولكن لم يتوقف الإنشاء وتم رفض التقرير.
وأوضح عيسى أن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة توفر قطع الأراضى السكنية للأفراد، وأيضا للشركات الاستثمارية، وكذلك المشروعات القومية مثل مشروع إسكان مبارك، ومشروع إسكان جمعية المستقبل، ومشروعات الإسكان الحر، والإسكان العائلى، مشيراً إلى أن الهيئة أنشأت 34 ألفا و845 وحدة سكنية، منها 21 ألفا و818 وحدة ضمن مشروعى إسكان الشباب، والمستقبل، فيما أنشأ القطاع غير الحكومى 117 ألفاً و687 وحدة.
وقال عيسى إن أحياء الفيلات مثل الجولف، واربيلا، والشويفات، وغيرها، تعتبر من أرقى مناطق القاهرة الجديدة، موضحاً أن سعر الأراضى بها يتراوح بين 5 و6 آلاف جنيه للمتر، ونفس الأمر بالنسبة للمناطق التى تطل على شارع التسعين، حيث تتراوح أسعارها بين 4 و5 آلاف جنيه داخل المدينة، أما خارجها فتتراوح بين 5 و7 آلاف جنيه للمتر، أما منطقة الإسكان العائلى فهى صغيرة، وتتراوح مساحات الأرض فيها بين 300 و400 متر، وتتراوح الأسعار بين 1500 و1600 جنيه للمتر، وهناك منطقة صغيرة خلف الجامعة الأمريكية تسكنها الطبقة المتوسطة.
وأرجع سيد الكردوسى، رئيس إحدى شركات الاستثمار العقارى فى المنطقة، أسباب ارتفاع أسعار الشقق، إلى ارتفاع المنطقة عن سطح البحر بنحو 180 متراً، مما يؤدى إلى تمتعها بطقس معتدل، إلى جانب التجانس الاجتماعى بين سكانها، وكذلك مستوى المبانى المرتفع الذى يرجع إلى الالتزام بشروط البناء، وحسن تخطيط المنطقة،
فضلاً عن عزل ال «مولات» عن المناطق الخاصة مثل الفيلات وال «كومباوند»، ومنع أى نشاط تجارى فى المناطق السكنية، أو الفيلات، كما أن المنطقة تتمتع بالخصوصية والبعد عن الزحام والضوضاء، كما توجد بها بعض المدارس الدولية، مثل الألمانية، والبريطانية، وعدد من النوادى الكبرى، والأسواق، ومعارض السيارات، وغيرها من الخدمات.
وقال الكردوسى إن منطقة شارع التسعين تعد من المناطق المكتملة إلى حد كبير من خدمات مدارس وجامعات ومولات، وشركات البترول، والمستشفيات، ومنطقة خاصة بمجمع البنوك، بالإضافة إلى وجود عدة جهات حكومية، مثل الجهاز المشرف على تنفيذ مراحل البناء الخاصة بالمنطقة، وما يتبعها من اكتمال المبانى، لافتاً إلى أن مناطق التجمع لا توجد بها سلبيات، لأن معظم سكانها من الوزراء مثل وزير الإسكان، ورجال الأعمال، ولذلك تحظى باهتمام كبير فى توفير الخدمات.
وقال محمد صلاح، أحد سكان التجمع الخامس، إن أسعار إيجار الفيلات تبدأ من 5 آلاف جنيه شهرياً، وأحيانا تؤجر بالدولار حسب موقع الفيلا وإمكانياتها، مشيراً إلى أن حى السفراء يسكنه فنانون، وشخصيات عامة، وكبار رجال الأعمال، أما الطبقات الدنيا فتعيش فى المساكن الحكومية، وهى شقق مساحتها 64 متراً وتتراوح أسعارها بين 80 و200 ألف جنيه.