كشف تيار الإصلاح في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان، عبر مذكرتين موجهتين لقيادات الحزب والشعب السوداني، عن برنامج يسمونه "قوى الحراك الإصلاحي"، يطالب بإقرار إصلاحات شاملة تطول الاقتصاد ومؤسسات الرئاسة والبرلمان والجيش، مع إتاحة الفرصة للحريات العامة استعدادا لانتخابات عام 2015، وقال قائد تيار الإصلاح بالسودان غازي صلاح الدين في تصريح صحفي اليوم، إن المذكرة الأولى موجهة لأعضاء المكتب القيادي ومجلس الشورى وأعضاء الحزب الحاكم عامة، والثانية موجهه لجميع السودانيين. وتقول المذكرتان الموقعتان باسم "قوى الحراك الوطني" إن الإصلاحيين يسعون لوحدة الجبهة الداخلية لبلادهم، وتعزيز التوافق الوطني وإقامة ميزان العدل والمساواة في الحقوق بين السودانيين، بلا تفرقة أو عصبيات وإتاحة الحرية والحوار. ويرى الإصلاحيون وفقا للمذكرتين أن السودان في الوقت الراهن مؤهل لإجراء مصالحة سياسية تقود لتوافق وطني أكثر من أي وقت مضى منذ نيل البلاد استقلالها في 1956، مؤكدين حاجة عاجلة لمبادرة سياسية جديدة وشاملة قوامها تعزيز التوافق الوطني، واتباع سياسة سلام جديدة تعطي أولوية للتفاوض مع من يقبل به، والتطبيق الحازم لكل اتفاقيات السلام الموقعة. كما طالبوا بمراجعة السياسات والبرامج الاقتصادية بما يولي عناية خاصة للفقراء، وضمان حيادية الدولة ورئاسة الجمهورية إزاء كل المواطنين والقوى السياسية والاجتماعية. كما دعت مذكرة الإصلاحيين بالسودان، لإصلاح الممارسة البرلمانية وإعداد البرلمان لذلك، وبسط الحريات بما في ذلك حريات التعبير والتظاهر السلمي، وإصلاح القوات المسلحة وضمان هيمنتها على استخدام السلاح، والتوافق من أجل إعداد الساحة لانتخابات حرة ونزيهة في عام 2015. ويشير الإصلاحيون في مذكرتهم لقيادة وأعضاء حزب المؤتمر الوطني، إلى أن الأحداث التي جرت في البلاد أخيرا وتداعياتها داخل الحزب وخارجه، قدمت فرصة نادرة للإصلاح، والمراجعات النقدية، والبحث في الذات عن حال المهمة التي انتدب المؤتمر الوطني الحاكم لها نفسه، وتقلد مواقع الحكم والسلطة بمشروعيتها منذ أكثر من عشرين عاما. وكان الإصلاحيون قد بدأوا حراكهم بمذكرة وجهت للرئيس السوداني عمر البشير، في أعقاب سقوط قتلى في الاحتجاجات على رفع الدعم الحكومي عن المحروقات في سبتمبر الماضي، ووقع على المذكرة 31 عضوا من الحزب الحاكم أبرزهم حسن عثمان رزق، وغازي صلاح الدين، وصلاح الدين كرار، وأسامة توفيق، ومحمد إبراهيم عبد الجليل، الشهير "بود إبراهيم".