«دواعٍ أمنية».. كلمة لها وقع غير مستحب، على الأقل لدى المواطن؛ فكل عذاب يعانيه يأتى دوما مشفوعا بالكلمة نفسها، وها هو الآن على باب معاناة السفر من وإلى القاهرة، بحثا عن إجازة هادئة فى العيد، المعاناة التى بدأت منذ فض اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر لم تنته إلى الآن، ورغم عودة حركة القطارات بشكل جزئى، فإن قرار المنع ما زال سارياً، خصوصاً فى أيام العيد، للدواعى الأمنية نفسها. قرار إغلاق محطات القطارات أطاح بالموظفين والعمال فى هيئة السكك الحديدية إلى دكة البطالة، وخسائر مادية لحقت بأرزقية ميادين المحطات، على الجانب الآخر بين حارات مواقف السيارات تتزاحم أمتعة المسافرين للعيد لجوءا اضطراريا بعد وقف القطارات كتدبير احترازى من العنف والإرهاب، وجوه سائقى الميكروباص تشع ابتهاجا لما أوتيت من رزق إلهى تدخلت معه الإرادة البشرية بزيادة الأجرة للضعف وأكثر، ففرحة السائقين والباعة الجائلين بموسم العيد باتت اثنتين (عيد أضحى وقرار حكومى بوقف مرفق السكة الحديدية)، فى حين جلس «أرزقية» محطات القطار ضحية العنف الإخوانى بتبعاته، يندبون ضياع موسم العيد.. «الوطن» هنا ترصد «المستفيدين والخاسرين من قرار إيقاف القطارات»