استمرار اعتصام سائقي القطارات.. وسخط شعبى عارم.. واستمرار أزمة المواصلات بالمحافظات لليوم الثاني على التوالي واصل سائقو القطارات إضرابهم عن العمل، وتعطلت حركة قطارات السكك الحديدية على الخطوط الرئيسية في محافظات مصر، فى الوجهين القبلى والبحرى، وأدى توقف القطارات إلى زيادة معاناة الركاب فى الوجهين القبلى والبحرى، واضطر آلاف الموظفين والعمال والطلاب إلى التزاحم على مواقف السيارات بجميع المحافظات، وسط تصاعد الغضب من فشل الحكومة فى التعامل مع تهديدات سائقى السكة الحديد، وتجاهل إضرابهم رغم تأجيله من قبل . وفي سياق متصل، أكد المهندس حسين زكريا، رئيس هيئة السكك الحديدية، في تصريحات صحفية، له اليوم -الاثنين، أنَّ الوضع ما زال كما هو عليه، وحركة القطارات متوقفة على الخطوط الرئيسية في الوجهين القبلي والبحري، وأنه تم تشغيل قطارات الضواحي فقط، في خطوط عين شمس - السويس، القاهرة – منفلوط، الفيوم-الواسطى". ولم تفلح جلسة المفاوضات التى عقدها الدكتور حاتم عبد اللطيف، وزير النقل، مع ممثلى السائقين بحضور خالد الأزهرى وزير القوى العاملة والهجرة فى إثناء السائقين عن الإضراب وتعطيل هذا المرفق المهم، الذى ينقل ما يقرب من 2 مليون راكب يوميًا، وشل حركة القطارات للضغط على الحكومة لتحقيق مطالبهم أسوة بسائقي مترو الأنفاق. وشهدت محافظة الشرقية أزمة شديدة في المواصلات حيث توجه جميع المسافرين للسيارات الأجرة بمختلف مراكز المحافظة؛ مما تسبب في شلل مروري وزحام داخل المواقف، وقام سائقو الميكروباص برفع تعريفة الأجرة، فضلا عن زيادة عدد الركاب داخل السيارات دون أدني رقابة من المسئولين معللين ذلك بعدم وجود سيارات كافية لنقل الركاب ولارتفاع أسعار السولار والبنزين. وكان اللواء محمد كمال مدير أمن الشرقية قد تلقي إخطارًا من مدير البحث الجنائي يفيد بتوقف حركة سير القطارات بالمحافظة بعد إضراب السائقين المطالبين بحقوق مادية وأمنية وتحسين خدمة القطارات والمزلقانات. فيما قام القائمون على إدارة محطة السكة الحديد بالزقازيق بتعليق لافتة "نأسف للسادة الركاب لعدم وجود قطارات" وخلت المحطة من روادها بعدما غادرها المواطنون الذين اشتبكوا مع عدد من السائقين المضربين وأعرب العشرات من الطلاب والموظفين عن استيائهم من توقف حركة القطارات حيث يدرس ويعمل غالبيتهم فى القاهرة وناشد الطلبة وأولياء الأمور والموظفين رئيس الجمهورية ووزير النقل بسرعة حل المشكلة . وفي محافظة الإسماعيلية تسبب الإضراب في ارتباك حركة المواصلات الأخرى وشهد موقف السيارات العمومى بالطريق الدائرى تكدسًا ملحوظًا للمواطنين الذين لجأوا إلى السيارات والميكروباصات للسفر إلى المحافظات الأخرى ولم يتمكن مئات الطلاب من السفر لجامعاتهم ما تسبب فى وقوع مشاجرات مع السائقين. ورشق الطلاب استراحة السائقين والقطارات المتوقفة بالحجارة وتطورت إلى اشتباكات بالعصى مع السائقين والمحصلين بعد انضمام بعض المواطنين إلى الطلاب رفضًا للإضراب. وقام سائقو الأجرة باستغلال الظروف ورفع قيمة تعريفة الركوب وتوافد أفراد الشرطة العسكرية وسيارات ومدرعات الجيش الثانى الميدانى لتأمين المنطقة بعد تهديد الطلاب باستدعاء زملائهم للتضامن معهم ضد إضراب السائقين. وقال محمد فايد، رئيس اللجنة النقابية للعاملين بالسكة الحديدية بالإسماعيلية، إنَّ السائقين والكمسارية قرروا الإضراب عن العمل لعدم استجابة وزير النقل بضمهم للحافز الإضافى كمطلب وحيد لهم بالرغم من تعدد مطالبهم الأخرى، والتى تتمثل فى صرف بدل مخاطر وبدلات الراحات والإجازات ووجبة غذائية وكان السائقون قد قرروا إرجاءها لحين هدوء الأوضاع الحالية. وفى نفس الوقت، نفى رئيس نقابة العاملين بالسكة الحديد بالإسماعيلية، ما تردد عن إحالة عدد من السائقين المضربين عن العمل للنيابة الإدارية والشئون القانونية فى هيئة السكة الحديد بسبب امتناعهم عن العمل. وأشار إلى أن السائقين يستنكرون تصريح وزير النقل عندما قال إن القوات المسلحة سوف تدير مرفق السكة الحديد فى إشارة منه إلى أنه يرفض تنفيذ مطالب العاملين المشروعة، مؤكدًا أن ذلك غير قانونى ومن المستحيل تنفيذه لأن سائق القطار يحب أن يكون مؤهلاً صحيًا، فضلاً عن خضوعه لدورة تدريب قبل تشغيل القطار، مشيرا إلى أنه من الصعب الاستعانة بسائقى القطارات من القوات المسلحة لأنهم لا يعرفون المحطات وأماكن توقف القطار ومواعيدها ونظم التشغيل. وفي المنوفية امتدت الأزمة لتشمل سائقى وعمال ومحصلى مرفق النقل الداخلى حيث تجمع السائقون والعمال والمحصلون داخل جراج مرفق النقل الداخلى وأغلقوا الباب بالجنازير، مطالبين بتحسين أوضاعهم المادية وإقالة المدير المسئول اللواء خميس محمود، وذلك بسبب سوء المعاملة. وأصاب الإضراب محطات بركة السبع وقويسنا وشبين الكوم ومنوف بالشلل التام. فيما امتنع كثير من المواطنين عن الخروج الى عملهم وقضاء حوائجهم بسبب الإضراب وامتداد الأزمة إلى مواقف السرفيس والميكروباص المتجهة من المنوفية إلى القاهرة وبقية المدن الأخرى للدراسة أو العمل . وفي أسيوط شهدت محطات القطارات ازدحامًا من قبل الركاب وحدوث مشادات واتجاه بعض الأهالي لإرجاع التذاكر، مما تسبب في تكبيد المصلحة خسائر فادحة نتيجة الإضراب. وفي الأقصر استمر السائقون فى اعتصامهم وخلت محطة الأقصر من الركاب الذين استسلموا للإضراب، وقاموا باسترداد أثمان تذاكرهم مع تزايد السخط على الحكومة وأجهزة الدولة المختلفة. فيما أصدرت النقابة المستقلة للعاملين بسكك حديد مصر بالأقصر برئاسة محمد الطاهر مدير الحركة، بياناً، استنكرت فيه إضراب سائقى القطارات على مستوى الجمهورية، نظراً لتعطليهم للمصلحة العاملة للمواطنين. كما شهدت مكاتب السكة الحديد بسوهاج ازدحامًا غير مسبوق بسبب شكوى الركاب وتجمهرهم فى غرف نظار المحطات غاضبين من الأمر ومنددين بإدارة السكة الحديد واتهامها بتعطيل مصالحهم لأنها حجزت لهم تذاكر وهى تعلم أن هناك إضرابًا . وقامت إدارة المحطات برفض استلام التذاكر وإعادة الأموال إلى الركاب وأخبروهم أنهم يمكنهم استرجاع أموالهم من محطتى سوهاج أو أسيوط فقط. يذكر أن سائقى القطارات بمحطات السكك الحديدية بالوجهين البحرى والقبلى، أعلنوا الإضراب احتجاجًا على فشل اللقاء الذى جمع بينهم وبين وزير النقل، واعتراضًا على قراره بزيادة بدل طبيعة العمل 10% فقط بدءاً من مايو المقبل، وإغفال مطالبهم بصرف حافز أجر إضافى بحد أقصى 300 جنيه شهريًا ل5 آلاف سائق، أسوة بطوائف التشغيل والعاملين بالهيئة، وصرف 8 أيام بدل راحات، وزيادة حافز الكيلو إلى 25 قرشًا عن كل كيلومتر، مع صرف بدل وجبة نقدى أسوة بسائقى النقل العام، وإقرار كادر خاص، بالإضافة إلى إقالة المهندس حسين فضالى، رئيس هيئة السكة الحديد.