رغم الاتهامات والسباب والشتائم والتهديدات والمضايقات التى يتعرض لها يومياً على يد قيادات الإخوان وأنصارهم، قطع على نفسه عهداً بألا يلتفت إلى الصغائر، وأن يُعلى مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، وألا يصدح إلا بكلمة الحق ولو على رقبته، إنه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، لم يملّ من توجيه نصائح للنظام الحاكم الإخوانى، واعترض على سياساته التى كان آخرها دعوة الجهاد فى سوريا التى أطلقتها التيارات الدينية فى حضور الرئيس السابق محمد مرسى فى استاد القاهرة، فضلاً عن دعوات تكفير المعارضة لمجرد الاختلاف فى الرأى. كلها أمور رفضها الأزهر، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل رفضت هيئة كبار العلماء مشروع قانون الصكوك الذى تقدم به الإخوان وتم الاعتراض على ثلث المواد فى المشروع الأخير وأهدى الأزهر للإخوان تعديلات الصكوك بما لا يخالف شرع الله ولا يضر بالأمن القومى ولا الاقتصاد الوطنى. نجح شيخ الأزهر فيما فشل فيه الإخوان فى زيارته لدول الخليج وتحديداً الإمارات، حيث قام الرئيس الإماراتى بتكريمه وعفا عن 103 سجناء مصريين، ومنح الطيب جائزة شخصية العام الثقافية لمجهوداته فى خدمة قضايا الأمة. وضعه تنظيم الإخوان على رأس قائمة الأعداء بعد تأييده لخريطة الطريق التى أعلنها المجلس العسكرى، حيث أكد أنه اختار أخف الضررين بعد نزول الملايين للشارع مطالبين بإسقاط الرئيس المعزول، بما يؤكد أن بقاء مرسى على رأس السلطة كان شراً مستطيراً على البلاد والعباد، وأنه لم يكن ليتخلف عن دعوة وطنية دعت إليها كل القوى بما فيها الإخوان وشارك فيها حزب النور. فزع الطيب من أحداث الحرس الجمهورى وخرج ببيان يستنكر ما حدث، ويطالب بحقن دماء المصريين ويهدد بالدخول فى الاعتكاف فى بيته احتجاجاً على الأوضاع، وبالفعل ظل فى قريته بالأقصر طيلة شهر رمضان حتى اللحظة معتكفاً باستثناء يومين، عاد فيهما إلى المشيخة للقاء حزب النور والرئيس عدلى منصور وبعض القوى الثورية وشباب تمرد وحزب مصر القوية، وذلك فى إطار إجراء مصالحة وطنية. الطيب، رغم وابل الشتائم الذى يتعرض له يومياً على يد الإخوان، لا يتوانى بصفة مستمرة عن الدعوة لإجراء مصالحة وطنية شاملة دون إقصاء لأى فصيل بمن فيهم الإخوان. وبالفعل استجاب شيخ الأزهر لدعوات واتصالات جهات عديدة ومنهم وسطاء عن الإخوان لتدخل الأزهر بقوة فى إجراء المصالحة. وتقوم المشيخة حالياً بالتواصل مع كل من أطلقوا مبادرات للمصالحة، لعقد اجتماع يكون نواة حقيقية لإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.