سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الأزهر».. «يا جبل ما تهزه ريح» «الجندى»: الإخوان حاربوا الأزهر وحاولوا تصفية حساباتهم مع «الطيب».. و«كريمة»: «التنظيم» كان يخطط لعزل شيخ الأزهر وتعيين «القرضاوى»
«يا جبل ما يهزك ريح»، مقولة تتحقق أمام عينيك، إذا نظرت إلى الأزهر الشريف، فقد ظل شامخا أمام الرياح العاتية منذ مئات السنين، أخطرها العام الماضى، حيث قاوم الأزهر ببسالة كل محاولات الأخونة، رغم السيل العرم من محاولات تشويه رموزه فى عهد الرئيس المعزول «مرسى»، والإساءات البالغة لشيخه، الدكتور أحمد الطيب، وعلماء الأزهر الأجلاء. ظهرت مضايقات تنظيم الإخوان لشيخ الأزهر مبكرا، مع اللحظات الأولى لتولى محمد مرسى، فعندما ذهب «مرسى» إلى قاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة القاهرة لإلقاء كلمة بمناسبة فوزه بانتخابات الرئاسة، تمت دعوة الشخصيات العامة والقوى السياسية وأسر الشهداء، وحضر «الطيب» لكنه انصرف قبل بدء كلمة الرئيس اعتراضا على عدم تقدير الأزهر وكبار علمائه من جانب إدارة المراسم، حيث تم إدراج أسمائهم على المقاعد الخلفية للقاعة، بعدها رفض «الطيب» تلبية معظم دعوات الرئيس، باستثناء مرات محدودة، كما رفض شيخ الأزهر حضور خطاب «مرسى» قبل الأخير، وذهب إلى بلدته لقضاء إجازة وسط أسرته بالأقصر. «شيخ الأزهر ليس موظفا ولا وزيرا أو سياسيا»، كما يوضح الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، وإنما «رمز دينى له احترامه ولا يمكن أن يلبى كل الدعوات التى تصله، فهو لا يمارس السياسة، وإنما يقف على رأس مؤسسة عريقة مستقلة، تعمل من منطلق وطنى ودينى وليس لها أية حسابات أو مصالح». ازدادت حدة الصراع بين تنظيم الإخوان والأزهر حينما رفض مجمع البحوث الإسلامية مشروع الصكوك الذى تقدم به الإخوان عن طريق ممتاز السعيد، وزير المالية الأسبق، كما رفضته هيئة كبار علماء الأزهر، وأوضحت أن المشروع المقدم يشكل تهديدا للأمن القومى، ويخالف شرع الله فى كثير من جوانبه، ما أوقع الإخوان فى حرج بالغ، لدرجة أنهم تنصلوا من المشروع وبعدها قاموا بإجراء عدة تغييرات عليه بناء على طلب الأزهر، ثم أخذتهم العزة بالإثم ورفضوا عرض مشروع الصكوك فى شكله الأخير على الأزهر للاطمئنان عليه من الناحية الشرعية، وتقدموا به فى مجلس الشورى إلى رئيس الجمهورية مباشرة لإقراره وقاموا بالترويج بأن الأزهر وافق على المشروع وهو ما أثار استياء شيخ الأزهر، فعقد على الفور اجتماعا طارئا لهيئة كبار العلماء لنظر مشروع الصكوك فى شكله الأخير، ولتفعيل النص الدستورى الذى يقضى بأحقية الأزهر فى إبداء الرأى فى كل الأمور التى تتعلق بالشريعة، وأرغم هذا التطور رئيس الجمهورية على إصدار قرار بإرسال مشروع الصكوك للأزهر، وكانت النتيجة أن الهيئة حذفت مادتين تتعلقان بإصدار صكوك على أموال الوقف واعترضت على ثلاث مواد من المشروع تم تعديلها بما يتوافق مع الشريعة. فى هذه الأثناء قام «الطيب» بجولة خارجية زار خلالها دولة الإمارات العربية لتسلم جائزة مؤسسة الشيخ زايد للكتاب، باعتباره شخصية العام الثقافية عربيا، ومن باب التكريم له أصدر رئيس الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد، قرارا بالإفراج عن 103 سجناء مصريين، وصرف منحة للأزهر، وهو ما أثار غضب التنظيم بعد فشل مفاوضات «مرسى» مع الإمارات فى الإفراج عن أعضاء التنظيم الإخوانى السرى هناك، فأعطى الإخوان تعليمات لطلابهم فى جامعة الأزهر باستغلال واقعة التسمم بالمدينة الجامعية، للمطالبة بإقالة شيخ الأزهر ورئيس الجامعة والاعتصام داخل المشيخة بعد اقتحامها. «النظام حارب الأزهر ورموزه، وحاول تصفية حساباته مع الإمام الأكبر على خلفية ميليشيات الأزهر التى وقعت منذ سنوات بجامعة الأزهر، لكن الأزهر انتصر فى نهاية الأمر لأنه يعمل من منطلق وطنى ودينى وليست له مآرب دنيوية أو مطامع حزبية»، هكذا يصف الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، العلاقة بين الأزهر والإخوان، ويختم بقوله: «كم من الحكام جاروا على الأزهر وماتوا وبقى الأزهر شامخا». الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، يرى أن الأزهر صدح بكلمة الحق فى وجه الحاكم، يقول: «الإخوان حاولوا السيطرة على الأزهر وكانوا يعدون الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، أو الدكتور عبدالرحمن البر لتولى مشيخة الأزهر مكان الطيب». «حاولوا اختراق الأزهر من خلال منصب رئيس الجامعة، وقاموا من خلال أعضاء هيئات تدريس وطلاب بالضغط لإجراء انتخابات على المنصب فى ظل واقعة التسمم، واستعدوا للدفع بالدكتور عبدالرحمن البر لخوض الانتخابات وبدأوا فى التربيطات، إلا أن قانون الأزهر وقف حائلا لأنه لا يسمح بإجراء انتخابات»، كما يؤكد كريمة. ويربط «كريمة» بين رفض الشيخ «الطيب» حضور مؤتمر استاد القاهرة، ورفضه دعوات التكفير التى أطلقها أعوان «مرسى» على المعارضة فى المؤتمر، يضيف: «أصدر شيخ الأزهر فتوى تبيح الخروج على «مرسى» 30 يونيو، بعدما كفّر الإخوان والسلفيون من يخرج فى ذلك اليوم، وهو كان أكبر تحدٍ للإخوان ونظامهم الحاكم». أخبار متعلقة: الرابحون والخاسرون بعد سقوط «مرسى» القضاة.. انتصار «العدالة» «تمرد».. البطل الشعبى الكنيسة.. تربح «الدولة المدنية» الإعلام.. النجاة من سيف الاغتيال «الأحزاب الدينية».. نهاية التاريخ «الأوقاف».. تخلع عباءة «الوسطية» وتسلم نفسها ل«الإرشاد» القنوات الدينية.. البقاء لله آل مكى والاستقلال.. أوراق محروقة