اهتمت الصحف البريطانية بخطاب الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، فى التحرير، أمس الأول، واعتبرته تأكيداً على استقلاليته، كسب به تأييد فئات جديدة من الأنصار، فى مواجهة القادم مع المجلس العسكرى. وركزت صحيفة «ديلى تليجراف» على تعهد الرئيس المنتخب بإطلاق سراح الشيخ عمر عبدالرحمن، المحكوم عليه بالسجن المؤبد فى الولاياتالمتحدة، بتهم تتعلق بتفجير مركز التجارة العالمى عام 1993، والذى اعتبرته قريباً من أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابى، وأضافت: مرسى حاول تلميع جماعة الإخوان المسلمين خلال خطابه، مما يعد تنبيهاً واضحاً لكل من يتساءل: إلى أين تذهب مصر. وتابعت: إن مرسى أبعد نفسه عن الخطاب الإسلامى الذى تستخدمه جماعة الإخوان وسعى لإبراز نفسه كشخصية معتدلة يهتم بمصالح جميع المصريين، وأشارت إلى أن الأيام المقبلة ستكشف مدى قوته بعد أن استحوذ العسكر على السلطات التشريعية بما فيها تشكيل جمعية كتابة الدستور وبعد أدائه اليمين الدستورية أمام الحشود فى ميدان التحرير، فى تحدٍّ للعسكر الذين رفضوا طلبه أداء اليمين أمام البرلمان بدلاً من المحكمة الدستورية العليا، التى أصدرت حكماً بحل البرلمان. وكتبت صحيفة «الإندبندنت» تحت عنوان «الآلاف يتجمعون لسماع خطاب الرئيس»، إن مرسى تعهد بعد أدائه اليمين رمزياً فى ميدان التحرير، مواصلة الطريق نحو بناء الدولة المدنية الدستورية، فى ظل تصاعد المخاوف من تخطيط المجلس العسكرى، لتوريطه بسلسلة من القوانين والأحكام القضائية بعد حل البرلمان وسيطرته على سلطة التشريع. وأبرزت صحيفة «جارديان» حلف مرسى للقسم بطريقة غير رسمية، وسط عشرات الآلاف من أنصاره، ووصفته بأنه «نوع من التأكيد على استقلاله عن الجيش»، وقالت «إن مرسى الشخص الهادئ، غير مثير للجدل عندما كان مرشحاً رئاسياً، تحول إلى شخص ممتلئ بالحماسة والإثارة، وشدد فى خطابه على أن الشعب مصدر شرعيته، كما أظهر أنه لا يرتدى درعاً واقياً من الرصاص وأنه يشعر بالأمان وسط شعبه. ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين قوله إن «خطاب مرسى يشبه خطب جمال عبدالناصر، فقد خلق شعوراً بالوحدة، وعندما ذكر أنه لا يرتدى واقياً من الرصاص شعرنا أنه فرد عادى من أبناء الشعب». وأعدت صحيفة «فاينانشال تايمز» تحليلاً لنشأة الدكتور محمد مرسى، وقالت «إنه ابن لفلاح من دلتا مصر تربى على الحذر والعمل الشاق واحترام الكبير، مما ساعده فى تفوقه الدراسى وصعوده داخل جماعة الإخوان، لكن هذه النشأة قد تكون عائقاً له فى مواجهة تحدياته الكبيرة كرئيس لمصر»، وأوضحت أن مرسى لم يكن من قادة الثورة، كما أنه كمرشح كان مجرد بديل باهت لشخصيات أكثر حيوية داخل الجماعة، وكل هذا يجعل مهمته فى مواجهة التحديات الكبيرة (إحياء الاقتصاد المتداعى وإصلاح الجهاز البيروقراطى) صعبة للغاية، خاصة فى وجود قوى سياسية على رأسها المجلس العسكرى وعدد من مؤسسات الدولة عازمة على «إفشاله»، وتابعت الصحيفة أنه إذا أدرك المصريون الذين انتخبوه أنه غير قادر على الضغط بما يكفى لتحقيق التغيير المطلوب ستتراجع شعبيته. وأشارت الصحيفة إلى مزايا مرسى، حيث عرف عنه أنه جاد وعاشق للعمل ولديه قدرات ذهنية مكّنته من التفوق الدراسى، رغم ظروف نشأته الصعبة، التى فرضت عليه تحمل المسئولية منذ وقت مبكر، وأضافت أنه يمتلك ما يكفى من المرونة ويميل إلى الديمقراطية والمشورة بطبعه». وقالت صحيفة «فاينانشال تايمز»، «إن خطاب مرسى وقسمه أمام أنصاره فى التحرير أمس الأول، هو تحدٍّ ورفض لقرار حل مجلس الشعب وللمجلس العسكرى، وبعض مؤسسات الدولة الموالية له، وتابعت أن رغبة الرئيس فى الوصول لكل شرائح المصريين ظهرت فى اعتذاره لبعض أصحاب المهن، التى لم يذكرها فى خطابه الأول، واعتبرت أن أهم ما جاء بالخطاب هو تأكيده على أن مصر ستبقى دولة مدنية، مبدداً مخاوف كثيرين من مساعى الإخوان لفرض دولة دينية على مصر.