«أنتم المصدر الوحيد للسلطة، ولا سلطة فوق سلطة الشعب».. بتلك العبارة بعث الرئيس المنتخب محمد مرسى برسالة إلى جنرالات العسكر خلال خطابه الأول للشعب بميدان التحرير حيث ادى اليمين الدستوريه أمام شعبه قبل أدائه أمام المحكمة الدستورية ليقول لجنرالات العسكر إن سلطة الشعب هى أقوى من سلطتهم، حسبما رأت صحف غربية أمس. وقالت صحيفة جارديان البريطانية إن أداء اليمين وسط الجماهير فى التحرير صفعة موجهة لجنرالات الجيش الذين يحاولون تقليص سلطاته.
وأضافت أن خطاب مرسى الذى يتميز بالتحدى يشكل خطرا على المجلس العسكرى الحاكم الذى يقول ايضا انه يمثل إرادة الشعب. أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ذكرت أن مرسى اتخذ خطوة استباقية ضد العسكر قبل يوم من حفل التنصيب وتسليم السلطة من أيدى الجنرالات إلى يد الرئيس المنتخب وذلك بأدائه اليمين الدستورية بالتحرير.
ورأت الصحيفة أن المصريين يراودهم القلق من مشهد الخطاب فى التحرير والذى ينم عن الخلاف بين الاخوان المسلمين والمجلس العسكرى حول مستقبل مصر. وأضافت أن خطابه الذى ألقاه للسيادة الشعبية بدأ كمحاولة للتعتيم على تنازل مبكر منه لجنرالات العسكرى الذين ما زالوا يمسكون بمقاليد السلطة، مشيرة إلى أن مرسى فى الآخر رضى بأن يحلف اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية كما يريد المجلس العسكرى وحاول من خطابه أن يلهى الشعب عن اتفاق بينه وبين المجلس.
أما فاينانشيال تايمز البريطانية فقدمت تحليلا كتبه بورزو داراجانى حول المهمة الشاقة التى تنتظر مرسى فى النهوض بالاقتصاد المصرى الضعيف، موضحة أن القيم التى تربى عليها مرسى كابن فلاح فى دلتا النيل خدمته جيدا فى مراحل حياته التالية حتى توليه منصب الرئاسة، إلا أن هذه القيم ذاتها قد تعيق قدرته على مواجهة التحديات الكثيرة التى تنتظره من حل مجلس الشعب والإعلان الدستورى المكمل الذى يقضى بتقليص صلاحية الرئيس المنتخب، ومن ثم فإنه ربما لن يكون قادرا على اتخاذ خطوات جريئة للتغيير وما وعدت به الثورة المصرية.
ويستطرد مشيرا إلى أن بعض العناصر فى سيرته الذاتية توحى بانه قد يبرز كشخصية قيادية تتمكن من تحقيق طموحات الذين انتخبوه. أما صحيفة لوس أنجلوس تايمز رأت أن الولاياتالمتحدة ستغير من انجاهها مع مصر ولكن ليست بصورة جوهرية على الاقل على المدى القريب، حيث قد تشهد الحكومة الجديدة توترا فى العلاقات مع واشنطن وإثارة الغضب الدولى فى حالة إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل.
وأشارت الصحيفة أن الخطر الحقيقى لكل من القاهر واسرئيل هو غياب القانون الذى ما زال قائما وتنامى المسلحين الإسلاميين بشبه جزيرة سيناء. وقالت الصحيفة إن مرسى يواجه تحديات كبيرة اجتماعية واقتصادية والتى من شأنها أن تؤدى إلى تقليص حجم العلاقات الخارجية خلال الشهور القادمة، مضيفة أن الرئيس الجديد بعيد كل البعد عن الغرب والاستثمارات الغربية التى قد تساعد على إحداث انفراجة فى الأزمة الاقتصادية المصرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المجلس العسكرى سيزيد من تشديد الخناق على مرسى لعدم زيادة شوكة الاسلاميين. واختتمت الصحيفة أن المعركة حول إلى أى مدى يستطيع المجلس العسكرى أن يقلص صلاحيات مرسى ستحدد حجم السلام السياسى وسياسته الخارجية.