رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية ان اول واهم خطوة يجب ان يقوم الرئيس المصرى المنتخب "محمد مرسى"، هى انتزاع السلطة من العسكر الذين انتزعوها لأنفسهم بعد تنحى الرئيس السابق "حسنى مبارك". وقالت الصحيفة فى تعليق لها على آخر التطورات فى مصر، ان صراعا جديدا بدأ بعد تولى الرئيس الجديد المسئولية رسميا امس، واشارت الى ان هذا الصراع سيحدد مستقبل مصر ، بعد ستة عقود من الاستبداد والقمع المدعوم من الجنرالات والمؤسسة العسكرية . واكدت الصحيفة ان حلف اليمين الدستورية نفسه شابه شىء من التوتر والجدل ، حيث رأت ان "مرسى" اضطر لأداء اليمين امام المحكمة الدستورية مرغما ، حيث ان قضاة هذه المحكمة من رجال "مبارك"، بعد ان كان قد تعهد ان يؤدى اليمين امام البرلمان الذى قام المجلس العسكرى بحله. وتحدث الصحيفة عن خطاب "مرسى" امام المحكمة الدستورية وامام الحاضرين فى جامعة القاهرة وفى مركز "الهايكستب" العسكرى، وكيف انه تعهد بتحقيق طموحات الثورة من خلال بناء مؤسسات ديمقراطية شرعية على مبادىء اسلامية. واضافت ان "مرسى" اصبح اول رئيس عربى اسلامى منتخب انتخابا ديمقراطيا حقيقا. استيعاب مرسى واشارت الصحيفة الى انه رغم تهليل وترحيب الجنرالات بتسليم السلطة ل "مرسى" امس ، الا ان تلك مجرد خطوة بسيطة ، من وراء الكواليس تهدف لاستيعاب "مرسى". مناورات الحديث فى الدستورية واكدت الصحيفة على ان قضاة المحكمة الدستورية التى حلف امامها "مرسى" اليمين الدستورية ، حاولوا التأكيد فى كلماتهم التى القوها خلال مراسم اليمين ، على ان مجىء الرئيس للمحكمة هو دعم للمحكمة والشرعية الدستورية واعلاء القانون فوق الجميع وهو ما قاله رئيس المحكمة "فاروق سلطان" . كما تحدثوا عن عظمة واهمية محكمتهم فى تاريخ مصر ، وهى كلها رسائل واضحة للرئيس المنتخب . وقالت ان المستشار "فاروق سلطان" شدد فى كلمته قبل اداء الرئيس لليمين الدستورية ، على ان دعوة "مرسى" للمحكمة وآدائه اليمين امامها ، جاء وفقا للاعلان الدستورى المكمل الذى اصدره المجلس العسكرى ، واندلعت مظاهرات حاشدة بقيادة الاخوان المسلمين للمطالبة بالغائه ، وكأن "سلطان" كان يهدف فى حديثه الى ان اداء "مرسى" لليمين وفقا للاعلان الدستورى ، هو اعتراف منه بهذا الاعلان الذى يرفضه الاخوان . الا ان "مرسى" كان حريصا ، على ان يؤكد على الفصل بين السلطات الثلاث ، وان يكون القضاء مستقلا عن السلطة التنفيذية ، وهى رسالة من "مرسى" للمحكمة وعلاقتها بالسلطة التنفيذية . المشير ومرسى كما انه حرص على آداء اليمين امام الحشود الجماهيرية فى ميدان التحرير ، واما نواب البرلمان فى جامعة القاهرة . وركزت الصحيفة على جلوس المشير "محمد حسين طنطاوى" فى الصف الامامى فى الاحتفال الذى اقيم بجامعة القاهرة ، بعد ان كان الحاكم فى البلاد ، وهو ما اعتبرته الصحيفة اعترافا منه بسلطة رئيس الجمهورية .واشارت الصحيفة الىى ان "مرسى" شدد على اهمية دور المؤسسة العسكرية ، واثنى عليها بقوة ، واكد دعمه لها ، ولكنه اكد ايضا على اهمية البرلمان المنتخب ، وانه سيعيد البرلمان الى عمله . ومثله مثل بقية الخطباء المصريين لم يدع "مرسى" فرصة إلا وذكر فيها رقابة الله. لكنه لم يأت قط على ذكر الشريعة الإسلامية التي كان تطبيقها محور خطاباته أثناء جولة الانتخابات الرئاسية الأولى، عندما كان يتنافس أمام إسلاميين، لكنه ترك ذلك في جولة الإعادة ضد خصم أكثر علمانية. تسليم منتفص واكدت الصحيفة أن تسليم العسكر السلطة للرئيس الجديد يظل بعيدا عن الكمال، فالدستور الجديد لم يكتب بعد وميزان القوة بين الرئيس والعسكر ما زال غير واضح، و"مرسي" لم يعين بعد مجلس وزراء جديدا، ومع ذلك بدا يوم السبت أن "مرسي" اكتسب نفوذا جديدا. فقد بدت عليه ملامح الرئيس ، بينما كان الحرس يحيطون به وبموكبه ، كما تغيرت نبرة الاعلام تجاهه، بعد ان كان يخفى تحيزا ضده فى الفترة الماضية .