يداهم الوقت الرئيس «مرسى» دون أن يجد حلا لأزمته الكبرى فى 30 يونيو.. وبدلاً من أن يتسق مع نفسه فى إيجاد حلول واقعية للمشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية والخدمية قرر المواجهة ونظم مع أهله وعشيرته مؤتمراً استعراضياً أمس الأول ليعلن من خلاله قراره بالمواجهة والحرب ودعوة للحوار «لزوم الديكور» لن يستجيب لها أحد؛ لأن الجميع فقدوا الثقة فى الرئيس وجماعته وحزبه.. كما أن طلبات المعارضة معروفة ومطروحة ولا تحتاج إلى حوار وطنى.. كما أن الرئيس لا يدرك حتى الآن أن الشارع هو الذى يقود المعارضة وقد تجاوزها وأن «تمرد» هى حركة شعبية وليست سياسية.. وأن الناس تئن من انقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار وغياب العدل والأمن وزحمة المرور ونقص البنزين والسولار بل ومياه الشرب.. ولم تعد المشكلة محصورة فى حكومة فاشلة ونائب عام «خاص» وتعديل الدستور. «مرسى» قرروا له خيار المواجهة «ليس مع إثيوبيا» ولكن مع الشعب المصرى الذى يرفض استمراره فى الفشل.. وبالتالى لم يعد أمامه سوى الاستعانة بأهله وعشيرته من التكفيريين والجهاديين والجماعات الإسلامية وغيرهم ليعاقب بهم الشعب الذى اختاره بعد أن أدرك «الخديعة» التى تعرض لها؛ حيث رفع «مرسى» خلال حملته الانتخابية 3 شعارات: «الإسلام هو الحل - قوتنا فى وحدتنا - النهضة إرادة شعب».. وبعد عام اكتشف الجميع أن الإسلام لم يكن له محل من الإعراب فى كل قرارات «مرسى».. وأن الإقصاء هو المبدأ الأهم عنده مع جماعته، حتى إن حزب النور الشريك الأساسى، بل والذى يرجع له الفضل بنسبة لا تقل عن 50٪ فى نجاحه، قد تم إقصاؤه هو الآخر، أما الثوار و«عاصرو الليمون» فقد استبعدهم «مرسى» من جميع حساباته واكتفى فقط بأهله وعشيرته من الجماعات الإسلامية والجهادية وبعض القوى والشخصيات أصحاب المصلحة.. أما شعار «النهضة إرادة شعب» فقد اكتشف المصريون أنه ليس له أساس على الأرض ويبدو أن «مرسى» كان يتحدث عن سد النهضة وشعب إثيوبيا. «مرسى» أدركت له جماعته أن وقت الكلام قد انتهى وبالتالى فإن مناوراتهم بالحوار مع عمرو موسى أو الدعوة الجديدة للحوار الوطنى ما هى إلا لتفكيك المعارضة وإضاعة الوقت، لكن رهانهم الأساسى على الدعم الأمريكى وميليشياتهم المسلحة.. وإن كانوا حتى الآن لم يدركوا أن الشعب المصرى قد «فاق» وأن الميليشيات لو فكرت فى تنفيذ تهديداتها سيكون مكانها «الجحور».. وأنهم أمام ثورة شعبية مطلبها الوحيد رحيل «مرسى» الذى لا يدرك حتى الآن أنه رئيس لكل المصريين فيستعين بفئة على أخرى لضمان الاحتفاظ بمقعده رغم أنه سيحاسب على «الفاتورة» كلها.. وأنه إذا كان التاريخ لم يكتب له حتى الآن إنجازات تليق بأول رئيس مصرى بعد ثورة فيمكن أن يذكر -إذا ما نفذ مخططات جماعته- أنه أول رئيس يعلن الحرب على شعبه.